|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المسح على رأس اليتيم أسامة طبش جلس أمام بيته، يرقُب عمَّه ليأخذه إلى المدرسة، اليوم ليس ككل الأيام بالنسبة إليه، اليوم يتمُّ توزيع الجوائز على المتفوقين، الكل سيرافقهم آباؤهم، يقاسمونهم فرحة النجاح في جو مليء بالسعادة والبهجة. رحل عنه والده وهو ما زال غضَّ الأنامل، براءته لم تُسعفه في إدراك الحقيقة في حينها، استكانتْ نفسه بعد حيرة طويلة اكتنفتْ رُوحه، عندما يسأله أقرانه في المدرسة عن مكان وجود أبيه، يجيبهم بكل عفوية: إن أبي في الجنة، إنه في الجنة. تعوَّد على اللعب مع أولاد عمِّه، يتشاجر معهم في أحيانٍ أخرى، عندما يهلُّ عليهم والدهم آخر النهار عائدًا من عمله، يحتضنهم الواحدَ تِلوَ الآخر، فيصلُ إليه ليحدق في عينيه لومضة والعَبرة تخنقه، فيحتضنه بقوة دون شعور منه. لطالما استقبله في بيته واحتفى به بين أولاده، عدَّه واحدًا منهم، يساعده على مراجعة وحفظ دروسه، حاول أن يسد فيه حاجتَه النفسية تلك، لكن هيهات هيهات أن يتأتَّى له ذلك، فعلاقة الابن بوالده خاصة جدًّا، لا يعرف قيمتَها إلا من عاشها وذاق طعمها. كانت وصية أخيه قبل مغادرته الحياةَ العنايةَ بابنه فِلذة كبده، فعلم أن رسالة عليه أن يؤديها، وكأن رُوحه وروح هذا الطفل الصغير قد الْتقتا على هدف واحد، أغدق عليه بالحب والحنان، حاول التخفيف قدر استطاعته من وطأة آلامه وأحزانه. حكاية هذا الطفل الصغير تتكرر كلَّ يوم، هناك قلوب شفَّافة كثيرة تحتاج لمن يأخذ بيدها ويَرأَف بحالها، قد وجد هذا اليتيم من يحتضنه ويطبطب عليه، فمن يسمع استغاثاتِ غيره التي تصدح في كل سماء، تنادي ضمير كل إنسان فينا؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |