أمور في العبادة هي أولى بالسؤال.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اتقوا الأرحام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ورع وإخلاص طلاب علم الأمس... مشاعل تنير دروب الحاضر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          اتقوا فتنة التبرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كثرة تلاوته صلى الله عليه وسلم القرآنَ على فراشه وفي بيته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عمى البصيرة يورد المهالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 659 - عددالزوار : 115315 )           »          شرح أحاديث الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          حقوق اليتيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          الإسلام كفل لأهل الكتاب حرية الاعتقاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2020, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,952
الدولة : Egypt
افتراضي أمور في العبادة هي أولى بالسؤال..

أمور في العبادة هي أولى بالسؤال..
د. عامر الهوشان
كثيرة هي الأمور التي يحاول المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أن يستفسروا عنها أهل الذكر والعلم فيما يختص بأمور دينهم الحنيف، ولا عجب أن تكون النسبة الأكبر من أسئلة الناس في قسم العبادات من الشريعة الغراء، نظرا لكونها الجانب الذي ينظم علاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى، ولحرص المسلمين على أن تكون عبادتهم لله تعالى صحيحة خالية من النواقض والنواقص والمثالب.


ولكن المدقق في ذلك الكم الكبير من أسئلة المسلمين عن العبادة، يلاحظ أن معظمها – إن لم يكن كلها – تدور حول الجانب الفقهي فحسب، وتركز على شروط وأركان وواجبات هذه العبادة أو تلك، مما هو مبين ومفصل في كتب فقهاء الأمة وعلمائها المستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

لا شك أن تلك الأسئلة من الأهمية بمكان، فهي الحد الفاصل بين العبادة الصحيحة شكلا من غير الصحيحة، كما أن تكرار المسلمين لهذا النوع من الأسئلة إنما يعبر عن مدى اهتمامهم بأن تكون العبادة التي يؤدونها مكتملة الشروط والأركان والواجبات التي بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته وسنته الشريفة، والتي شرحها ورتبها الفقهاء في أسفارهم.....إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك أمورأ في العبادة هي أولى بالسؤال من الأسئلة التي يكررها المسلمون على مسامع العلماء ليل نهار، ألا وهي الأسئلة التي تتحدث عن جوهر العبادة ومضمونها، وتتجاوز الشروط الشكلية إلى الحالة القلبية و النفسية والروحية.

نعم......كثيرا ما يسمع أحدنا أسئلة المسلمين الكثيرة عن حكم صلاة المسبوق مثلا، أو عن شروط جواز جمع الصلاتين وقصرها بالنسبة للمسافر، أو عن حكم فاقد الماء أو الطهورين، أو..... إلا أنه من القليل - أو حتى النادر - أن يسمع الواحد منا سؤالا من أحد المسلمين عن الخشوع في الصلاة وكيفية تحصيله، أو عن شروط قبول الله تعالى للصلاة، أو عن الصورة الكاملة لأداء رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح للصلاة، أو عن الحالة القلبية والنفسية التي ينبغي أن يكون عليها المسلم قبل الصلاة وأثناءها.......

ومع التأكيد ثانية على أهمية معرفة الأحكام الفقهية للصلاة، وضرورة استفسار المسلمين عن كل ما يجعلها صحيحة من هذه الناحية، إلا أن الاهتمام بهذا الجانب على حساب الشطر الآخر من الصلاة، والذي يتمثل بالخشوع وحضور القلب والإخلاص في أدائها طاعة لله تعالى وخضوعا.... والذي يعتبر الغاية والثمرة المرجوة من هذه الفريضة العظيمة، هو في الحقيقة خلل كبير ينبغي التنبيه والتنويه إليه، عسى أن يكون خطوة لاستكمال شطر الصلاة الأهم المفقود في الأعم الغالب.

والحقيقة أن الناظر في كتاب الله تعالى يجد أنه وإن أولى أحكام الصلاة الفقهية الشكلية اهتماما من خلال بعض الآيات من أمثال قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا....} النساء/43، وقوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا....} النساء/101، وقوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ....} النساء/102، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ...} المائدة/6.....

فإن القرآن الكريم بالمقابل لم يغفل الجانب الآخر الروحي والقلبي والنفسي في أداء الصلاة أبدا، بل هناك الكثير من الآيات التي تشير إلى أهمية هذا الجانب كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} المؤمنون/1-2، وقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} البقرة/45، وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} النساء/142، في إشارة إلى وجوب الإخلاص في الصلاة خلافا للمنافقين الذين يصلون أمام الناس نفاقا.

وفي جميع آيات القرآن الكريم جاء وصف المؤمنين بأنهم {يقيمون الصلاة} و {أقاموا الصلاة} ومعنى إقامة الصلاة يشمل بلا شك الجوانب الشكلية الفقهية من طهارة وغيرها، كما يشمل الخشوع وحضور القلب أثناء أداء أركانها، قال الضحاك عن ابن عباس: إقامة الصلاة و إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها.

وقال قتادة: إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها، وركوعها وسجودها.

وقال مقاتل بن حيان: إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها، والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا إقامتها. تفسير ابن كثير 1/168

وإذا تحدثنا عن عبادة أخرى غير الصلاة فإن نوعية الأسئلة التي تتكرر على مسامع العلماء في المساجد ودروس العلم وعلى وسائل الإعلام من كثير من المسلمين لا تكاد تختلف، فالتركيز غالبا يكون على الجانب الفقهي الشكلي فحسب، بينما تكاد الأسئلة التي تستفسر عن الحالة القلبية التي ينبغي أن يكون عليها المسلم أثناء أداء هذه العبادة أو تلك قليلة أو نادرة أو حتى معدومة، على الرغم من أنها في الحقيقة أولى بالسؤال في هذا العصر الذي يغلب عليه الطابع المادي، ويفتقر إلى النواحي الروحية والقلبية.

فإذا تحدثنا عن فريضة الحج مثلا، فإن نوعية الأسئلة التي تنهال على العلماء قبل وأثناء أداء هذه الفريضة هي في الحقيقة أسئلة فقهية بامتياز، لا تكاد تخرج عن نطاق ما ينبغي أن يقوم به الحاج ليكون حجه صحيحا من حيث الشكل.

ومع الاعتراف للمرة الثالثة بضرورة وأهمية هذه الأسئلة، إلا أن الأولى منها تلك الأسئلة المتعلقة بنية الحاج وحضور قلبه أثناء أدائه لمناسك الحج، والحالة الروحية والنفسية التي ينبغي أن يكون عليها الحاج مع كل منسك من مناسك الحج، والتي بها ومن خلالها يكون أداؤه لهذه الفريضة كاملا.

إن تكرار المسلمين للأسئلة المتعلقة بالجوانب القلبية والروحية لأي عبادة أو فريضة في الإسلام، بنفس الكم الكبير الذي يستفسرون به عن المسائل الفقهية، يمكن أن يساهم بشكل كبير في إعادة شيء من المفقود من عبادة الكثير من المسلمين، والمتمثل بلا شك بالجانب القلبي والروحي.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.03 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]