وما تخفي صدورهم أكبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 140979 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2020, 03:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي وما تخفي صدورهم أكبر

وما تخفي صدورهم أكبر


الشيخ عبدالله بن ناصر الزاحم




الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .......
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.


عباد الله: لقد اختار الله أمة الإسلام على سائر الأمم فجعلها خير الأمم وأفضلَها، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].


وهي أمةٌ منصورة، إذا نصرت دين الله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7] ونصر الله عز وجل يكون بنصر دينه، وإقامة شرعه، والحكم بكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، يبينه قوله عز وجل: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41]، فمن أقام فرائض الإسلام، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر نال نصر الله وتأييده.



عباد الله: إن الله تعالى قادر على نصر دينه، وليس بحاجة إلى قوّة بشرية لنصره، لكنه جل وعلا يبتلي العباد ويمتحنهم، ﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [محمد: 4].

أيها المؤمنون: لقد تكالب الكفرة باختلاف مللهم على الإسلام وأهله في كل بقاع الأرض، يحاولون القضاء على دين الإسلام وأهله ودعاته، ولكن الله عز وجل يأبى إلا أن يتمَّ نورَه وينصر دينه ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[التوبة: 32، 33].


فدين الإسلام باقٍ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ))، إنه مهما أصاب الأمةَ من ضعف ووهن فإنها لا تموت وتنتهي أبدا، ولكنها تقوى وتسود تارة وتهن وتضعف تارة، ولا يصيبها الضعفُ والوهن والذلة إلا إذا أعرضت عن دين الله، ولم تقم بما أوجب الله عليها، وجعلت ثقتها وتوكلها على غير الله.


عباد الله: عجبا لمسلم يقرأ قول الله عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 161] ومع هذا يتعلق بالمخلوقين، ويلجأ إليهم، ويبتغي النصر من عندهم، ويزداد العجب عندما يطلب العون والنصر من أعداء الله وأعداء دينه.


لقد حذرنا ربنا جل وعلا من أعدائنا في آيات كثيرة وفضحهم لنا وبين نواياهم منها قوله عز وجل: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 89] وقوله: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]، وقال محذراً منهم ومبينا السوء الذي في قلوبهم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118]، وهذا أمر ملاحظ، فهم يبحثون عما يتشبّثون به ليجعلوه وسيلةً لهم لضرب الأمة الإسلامية والقضاء عليها، فتارة بزعمهم محاربة الإرهاب، والإرهاب عندهم هو الإسلام وحاملوه، وتارة بالدفاع عن المصالح وحمايتها، ومرات بحقوق الإنسان الذي لا يعرفون منه إلا اسمه، وهم أول من ينتهك حقوق الإنسان. لكنه العداء الصريح للإسلام وأهله.


فواجبُ الأمة أفرادا وجماعات أن ترجع إلى الله، وتتمسك بدينه، مع أخذها بالأسباب المعينة على تحقيق النصر والسيادة، فالله عز وجل يقول: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126].


فنصر الله لن ينقطع عن المؤمنين، ونصر الله باقٍ لمن أتى بأسبابه، فإذا تمسَّكت الأمة بدينها، وربَّت أبناءَها عليه، وقامت بما أوجب الله فالنصر من الله قريب، يؤكد الله ذلك بقوله: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وبقوله: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].


إن الفرقة والاختلاف والشتات الذي تعيشه الأمة اليوم، هو الذي مكَّن أعداءها منها، وأعانهم على تحقيق مرادهم، وسببه البعد عن شرع الله، والحكم بغير ما أنزل الله.


أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة فلا نرى أحدا أعز منهم أبدا، ويذل فيه أهل الشرك والكفر والإلحاد، ويعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.
أقول قولي هذا......

الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.


أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]


عباد الله:
إن المعاناة التي يعيشها أهل غزة تحت نيران ورصاص الاحتلال لا يعلمها إلا الله، القتلى تجاوزوا الألف، والجرحى تجاوزوا الخمسة آلاف، ولايزال العدو الغاشم يؤجج نيرانه، ويضرب بصواريخه ومدافعه


أيها الإخوة المؤمنون:
أذكركم بحقوق الأخوة الإسلامية في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وقوله –صلى الله عليه وسلم- ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ))


فإخواننا في غزة محتاجون إلى نصرتنا بكل ما نستطيع، وأول ذلك الدعاء لهم، فهو سلاح المؤمنين القوي الفتاك.
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء

سهام الليل لا تخطي ولكن
لها أمدٌ وللأمد انقضاء


وإن مما يثلج الصدر ما قامت به بلادنا أعزها الله بتوجيه من قيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جعله الله ذخرا للإسلام والمسلمين من إغاثة عاجلة لإخواننا في غزة، متمثلة في الأدوية والأغذية، وفتح أبواب المستشفيات للجرحى والمرضى عبر جسر طبي جوي، نسأل الله أن لا يحرم القائمين عليه الأجر والمثوبة.


علينا أن نحذر من خذلان إخواننا المظلومين المستضعفين فقد قال عليه الصلاة والسلام: (( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه )).


اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد، أنت الواحد القهار القوي الكبير المتعال، نسألك اللهم يا مجري السحاب، يا منزل الكتاب، يا هازم الأحزاب، أن تهزم اليهود، وأن تردهم على أدبارهم صاغرين، اللهم زلزل الأرض من تحتهم، وألق الرعب في قلوبهم، واجعلهم وأموالهم غنيمةً للمسلمين، اللهم إنا نسألك أن تشدد وطأتك على يهود، وأن تفرق شملهم، وتشتت جمعهم، وأن تجعل دائرة السوء عليهم، اللهم باغتهم بجندٍ من عندك، اللهم إنا نسألك في هذه الساعة أن تزيل قوتهم، فأنت على كل شيء قدير، اللهم يامن رحمته وسعت كل شيء، أنت أرحم الراحمين وملاذ المستضعفين، ونصير المظلومين، نسألك اللهم أن تنجي المستضعفين من عبادك المؤمنين، اللهم أنج إخواننا المرابطين والمجاهدين والمستضعفين في غزة يارب العالمين، اللهم ارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء، اللهم اشف مرضاهم وأبرئ جرحاهم، اللهم أبدل خوفهم أمناً، واستضعافهم تمكيناً، اللهم عجل لهم بالنصر والتمكين يا رب العالمين.



اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا....


هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربكم في كتابه المبين فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]