حال الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058245 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326760 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2020, 02:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي حال الدنيا

حال الدنيا


حمزة حرب الرقب





أشعر بالحزن تُجاه من يَجهل التعامل معك! في زمانٍ أصبح فيه الحليمُ حيرانَ، فقد دنَّس طهارتك هؤلاء الذين تخفَّوا وراء أقنعةٍ زائفة، فكانوا سرطانَ الأمة، لا ينفع معهم وقايةٌ أو علاج، فأخذ الناس يتقبَّلون وباءَهم، كارهين ومُختارين، فعاثوا في الأرض فسادًا، فهم ليسوا بشرًا، هم أشبه بوحوشٍ ضارية في غابة، وتالله إنِّي أرى عيونًا لا يُرجى منها توبة، أو رجعة، ولا يتحسَّبون في طُغْيانهم رأفةً أو رحمة، فأنتِ أيَّتها الدُّنيا كقِطار الموت، وأقول لمن يصِرُّ على الحياة: عذرًا؛ فتلك حال الدنيا!

تلك الكلمات قلتُها في إحدى اللَّيالي الخالية، ولكن لا أعلم كلما قرَأْتُها يُراوِدُني إحساسٌ بأنَّها تكِنُّ لي الكره، وأنها تعاتبني على ما فعَلْت، وتقول لي:
ألَم تسمع بقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مالي وللدُّنيا! إنَّما مثلي ومثل الدُّنيا كمثل راكبٍ قال في شجرة في يوم صائف، ثم راح وتركها))، أولَم يجدر بك أن تقتدي به؟
بلى، أيَّتُها الكلمات، لكن دعيني أوضِّح لكِ بعضًا من...
توضح ماذا؟ ألم تلحظ أنَّك كنت مبالغًا في تعبيراتك هذه؟ أكانت الحياة معقَّدة لهذا الحدِّ، حتى تحزن على جهلِ مُستعمليها؟


كلا، لكن...
لكن ماذا؟ أوَ بلغ بك اليأس إلى تشبيه هاتِه الحياة بالغابة؟ أولَم تقرأ قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]؟
بلى و...
كفاك يا هداكَ الله، فأنت - وبأيِّ شكل من الأشكال - لا تملك الحُكْم على أعمال الناس، وقابِليَّتِها للتوبة، فسبحانه - جلَّ جلاله، وعَظُم سلطانه، وعمَّ غفرانُه - حينما قال: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]!

أذهلَتْني تلك العبارات، وأحاطتني بحالةٍ من الصَّمت، قيَّدتني من جلِّ الجهات إلى أن استطَعْت أن أصنع ثغرًا في طرَفِها؛ لأخرج من نافذة الأمل، عازمًا على التدبُّر بما أمْلَتْه عليَّ تلك الكلماتُ؛ علَّ ذلك يُفشل عودتي إلى مصيدة الصَّمت.

بدايةً أُعلن توافقي مع هذه الكلمات في الخطوط العريضة، ولكن أنحاز إلى الواقع قليلاً في بعض القضايا، أحتفظ بِحُزني لجهل البعض من مُجاراة مستجدَّات الواقع، وموافقته مع ضميره القابع، فجميعنا يَعْلم ما آلَتْ إليه الأمور في وقتنا الحاليِّ، فأصبحنا نُفاخر العالَم بالإمَّعة والمقلِّدين! فأيُّ دمعةٍ ترثيكم يا رموز الدِّين؟ تفشَّى النفاق يا عرَب، ولكن بِرَونق آخر؛ فلقد أضحى هذا يتباهى بمهاراته المكتسَبة في مدرسته، فانتشر الفساد يا بشَر، وكأنَّه لم يَجْرِ أيُّ خطر!

بين النظرية والتطبيق يجب ألاَّ يكون أيَّةُ حواجز؛ فمجرَّد اقتناعي بالنظرية أُباشر فورًا بإعدادِ العدَّة لها وتطبيقها، ولكنَّك حين تعلم، وتقتنع بها، وتُباشر العمل فيها دون أخْذِ التدابير اللازمة، فكأنَّك تُعاند اتِّجاه ريحٍ عاصف، وتَكْمُن المصيبة حين تنتمي إليها، دونما اقتناعٍ، فلا يكون بالحُسْبان اتِّخاذ التدابير لها، فتنتسب لها وتعمل بامتيازاتها، وتفعل كلَّ شيء سوى تطبيقها، فتجلب الأذى كلَّ الأذى لتبقى أنت سعيدًا، فتبًّا لك ألف تبٍّ!

أقول بأنَّ على هاته الدُّنيا ما يستحقُّ العيش، فكفانا فخرًا بأننا مسلمون، لكنَّ رغبتي وغيرتي على هذا الدِّين تجعلني أودُّ بأن أُقسِّم صِدْق الصِّدِّيق على المسلمين، أن أنشر شجاعةَ الفاروق على العالَمين، أن أُفرِّق كرمَ عثمان على الملأ أجمعين، أن أهْدِي حكم عليٍّ لكلِّ المؤمنين.

فلا تغترَّ - يا هداك الله - بِظُلم الناس بعضهم بعضًا؛ فالخير والشرُّ في نزاعٍ إلى يوم الدِّين، ولا تُنْصِت لهؤلاء الجاهرين بالمعاصي؛ فسوف يجهر الله بتعذيبهم، ولا تكن من الحاقدين الكاذبين المُنافقين؛ فهم لا ينتمون إلى هذا الدِّين، فكفاك فخرًا أنَّك من المسلمين، فلا تغضب، فقط قل: هاته حالُ الدُّنيا!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]