|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) محمد حسن نور الدين إسماعيل قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]. الظن: اسم لما يحصل عن أمَارة، ومتى قويت أدَّت إلى العلم، ومتى ضعُفت جدًّا لم يتجاوز حد التوهم، ومتى قوي أو تصوَّر تصوُّرَ القوي استعمل معه (أنَّ) المشددة و(أَنْ) المخففة منها، ومتى ضعف استعمل أن المختصة بالمعدومين من القول والفعل فقوله: ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 46]، وكذا فمن اليقين: ﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾ [القيامة: 28]، وقوله: ﴿ يَظُنُّ أُولَئِكَ ﴾ [المطففين: 4]، وهو نهاية في ذمهم، ومعناه: ألا يكون منهم ظن لذلك؛ تنبيهًا أن أمارات البعث ظاهرة. وقوله: ﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾ [يونس: 24] تنبيهًا أنهم صاروا في حكم العالمين لفرط طمعهم وأملهم، وقوله: ﴿ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ﴾ [ص: 24]؛ أي: علم، والفتنة ها هنا كقوله: ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ [طه: 40]، وقوله: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ [1] أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ [الأنبياء: 87]، فقد قيل: الأولى أن يكون من الظن الذي هو التوهم؛ أي: ظن أن لن نضيق عليه، وقوله تعالى: ﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 39]؛ تنبيهًا أنهم اعتقدوا ذلك اعتقادَهم للشيء المتيقَّن، وإن لم يكن متيقنًا، وقوله تعالى: ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّة ﴾ [آل عمران: 154]؛ أي: يظنون أن النبي لم يَصْدُقْهم فيما أخبرهم به، كما ظن أهل الجاهلية؛ تنبيهًا أن هؤلاء المنافقين في حيز الكفار، وظنوا أنهم اعتقدوا اعتقادًا كانوا منه في حكم المتيقنين، وعلى هذا قوله: ﴿ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 22]، وقوله: ﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ﴾ [الفتح: 6]، هو مفسَّرٌ بما بعده، وهو قوله تعالى: ﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ ﴾ [الفتح: 12] - ﴿ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا ﴾ [الجاثية: 32]، والظن في كثير من الأمور مذموم؛ ولذلك قال: ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ﴾ [يونس: 36]، ﴿ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ ﴾ [الجن: 7])، وقرئ: ﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ﴾ [التكوير: 24]؛ أي: بمتهَم[2]. يقول تعالى ناهيًا عبادَه المؤمنين عن كثير من الظن؛ وهو التهمة والتخون للأهل والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، قال عمر بن الخطاب: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً. وعن عبدالله بن عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبَك وأطيبَ ريحَك، ما أعظمَك وما أعظمَ حرمتَك، والذي نفسى بيده لحرمةُ المؤمن أعظم عند الله تعالى حرمةً منك: مالِه ودمِه، وأن نظنَّ به إلا خيرًا))[3]، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظن؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تجسَّسُوا، ولا تحسَّسُوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يَخطِب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك))[4]. وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾؛ أي: على بعضكم بعضًا، والتجسس - غالبًا - يطلق في الشر، ومنه الجاسوس، وأما التحسُّسُ: فيكون في الخير، كما قال عز وجل إخبارًا عن يعقوب عليه السلام: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87]، وقال الأوزاعي: التحسسُّ: البحث عن الشيء، والتجسس: الاستماع إلى حديث القوم، أو يتسمَّعُ على أبوابهم. وقوله: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ فيه نهي عن الغِيبة، وقد فسَّرها الشارع كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((ذكرُك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))؛ أي ظلمته، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسْبُك من صفيةَ كذا وكذا - تعنى: أنها قصيرة - فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتِ كلمة لو مُزجِتْ بماء البحر لمزجتْه))، قالت: وحكيت له إنسانًا (أي: قلدت إنسانًا بحركاته) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحب أني حكيتُ إنسانًا وأن لي كذا وكذا))[5]. والغيبة محرَّمة بالإجماع، ولا يستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحتُه، كما في الجرح والتعديل والنصيحة[6]. إن الصرح الشامخ من المؤاخاة والترابط والتعاون والتآلف الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم، بل وتعهده إلى آخر حياته - أعظم ما يدمره، وأكبر المعاول التي تأتي على آخره: هي الآفة الاجتماعية التي انتشرت بين المسلمين ومع الأسف، فقد تكون هذه الآفة بين الأشقَّاء وبين التجار، وقد تكون بين طلبة العلم، وهذه شرها وأقبحها وأكثرها ضررًا على الأفراد والمجتمعات؛ فالحذر كل الحذر من طلاقة اللسان للنَّيْل من أعراض الناس بالغيبة والنميمة. واعلم - يرحمك الله - أن كلا الأمرين أو أحدهما إذا تفشَّى في مجتمع، لحقت به الفُرقة والشقاق والخلاف والتنازع، ثم يؤول المجتمع إلى الضعف والهوان، وهذا ما نعيشه في زماننا المعاصر، فنجد المسلمين وأهل العقيدة السليمة، قد أصابهم هذا الوباء القاتل، فتجدهم شِيَعا وأحزابًا، لكل فرد منهم جماعة، ولكل واحد منهم فئة يتعصب لها، ويوالي ويعادي من أجلها بغير برهان ولا دليل واضح قاطع الدلالة. قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53]. فليعلم المسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وهو حريص على تفريق الإخوان، وقد صح الحديث في ذلك: ((إن الشيطان قد أَيِس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم))[7]. وقال تعالى ناهيًا عباده عن تتبع خطوات الشيطان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ... ﴾ [النور: 21]، فالحذر كل الحذر من ذلك العدو المبين الذي أخذ الميثاق على نفسه بإغواء بني آدم. ورحم الله عمر بن عبدالعزيز؛ فقد روي عنه أنه دخل على رجل فذكر له عن رجل شيئًا، فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك؛ فإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6]، وإن كنت صادقًا فأنت من أهل هذه الآية: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 11]، وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبدًا. وقال صلى الله عليه وسلم: ((وتجدون من شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين؛ الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه))[8]، فهم شر الخلق عند الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بشراركم؟))، قالوا: بلى، قال: ((المشَّاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت))[9]. أخي الكريم، عندما تتأمل ألسنة الناس، ستجدها نارًا تحترق، وأفاعي تلدغ، فيا لها من ألسنة تزرع الهموم، وتثمر الغموم، وتحصد الشرور! إنه عضو صغير الحجم، ولكنه عظيم الأثر والمفعول، فكم من كلمة أنشبت حربًا بين الناس! وكم من كلمة سوء نُقلَت بين الإخوان؛ فقطعت أواصر المحبة بينهم! وكم من كلمة مزَّقت أسرة، وشردت أطفالاً، بعدما كانت السعادة ترفرف على ربوعهم! وكم من كلمة كانت سببًا في قتل مؤمن، وهتك عرض مسلمة، ودمار للممتلكات العامة والأموال! وكم من كلمة أخرجت المسلم من دائرة الإيمان والتوحيد إلى دائرة الكفر والشرك والطغيان! وكم من كلمة سوء أذاعها المرجفون بين صفوف الشباب المسلم، فبدلت وحدتهم لشتات، وقوةَ كلمتهم لوهنٍ وذل وعار! وكم من مسلم قال كلمة كتب له بها رضوان الله تعالى إلى يوم يلقاه! وكم من كلمة خرجت لا يلقي صاحبها لها بالاً قذفته في نار جهنم أبعد ما بين المشرق والمغرب! وكم من الويلات والآهات والجحيم صَلِيَتْ بها الأمة بسبب الغيبة والنميمة؛ لتساهل الناس بذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)) [10]. أخي الكريم: اعلم وفقني الله وإياك لكل خير، وهداك وسدد على الصراط المستقيم خطاك: أن الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب وعظائمها؛ فقد توعَّد الله سبحانه وتعالى ونبيُّه صلى الله عليه وسلم مرتكبَهما بالعذاب الأليم، وبشره بالنَّكال والأغلال - أعاذنا الله وإياك - وما ذلك إلا لعظم آثار الغيبة والنميمة في المجتمعات، وخاصة المجتمعات التي تتميز بالالتزام والاستقامة على منهج الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام؛ لأن هذه الطبقات هي التي يجدر بها الابتعاد عن هذه العظائم؛ لأن انزلاقها في هذه الشهوة له تَبِعات وآثار لا يُحمَد عُقباها على عامة المسلمين، فمتى ما نظر الناس إلى الملتزمين الذين هم بمثابة القدوة الحسنة الصالحة وهم الذين يتمثَّلون بهدي خير العباد عليه الصلاة والسلام، ثم يفاجأ العامة بأن أولئك المنتسبين للإسلام هم من أكثر خلق الله خلافًا وجدالاً ومِراء على المسائل الخلافية في الإسلام، ووسائل الدعوة والإرشاد - إلا من رحم الله - فلا شك أن هذه المفاجأة سوف تؤثر تأثيرًا مباشرًا على قناعة الناس ومدى استقبالهم وتأثرهم بالوعظ والتوجيه والإرشاد. والله الذي لا إله غيره، إن القلب ليحزن! وإن العين لتدمع! والكبد يتفطر حزنًا وأسًى عندما يتفكر المسلم الغيور في هذه الحال المزرية التي وصل إليها بعض دعاة الإسلام وحماته؛ من طعن وشتم وسب، ولعن وغيبة ونميمة، وتهم باطلة، ومناظرات جوفاء لا طائل من ورائها، وكره وشحناء، وتدابر وقطيعة لأواصر المحبة والأخوة التي أمر الله تعالى بها، وتشاهد على صفحات الجرائد والمجلات إذاعةً للخلاف بين من ليس له في الأمر ناقة ولا جمل، وتأليف الرسائل والكتب في الرد على دعاة الإسلام المخلصين والتشنيع عليهم و... و... و... كل هذا الشقاق والفُرقة حدثت، ومع الأسف من بعض أولئك المنتسبين لهذا الدين العظيم، الذي يأمر بكل ما يصلح بين الناس، ويزرع بذور المحبة والإخلاص والوفاء والتضحية والإيثار في تربة المجتمع المسلم، وما ذاك إلا بسبب فهمهم القاصر لمقاصد هذا الدين العظيم، وبسبب ضعف إدراكهم لدرجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهلهم بأن الاختلاف أنواع، فمنه ما هو سائغ كاختلاف التنوع فلا ينكر فيه على المخالف، ومنه ما هو غير سائغ وغير معتبر شرعًا كاختلاف التضاد. وهناك آفات كثيرة ينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عنها، منها: حفظ اللسان عن فضول الكلام وزيادته بما لا فائدة من ورائه. حفظ اللسان عن الكلام فيما لا يعني ((من حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه))[11]. حفظ اللسان عن المراء والمجادلة؛ لما تورث من الضغائن والكراهية ((ما ضل قوم بعد هدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل))[12]. حفظ اللسان عن الفحش والسب والطعن واللعن ((ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللَّعان، ولا الفاحش، ولا البذيء))[13]، والفحش هو التعبير عن الأمور المستقبحة بألفاظها الصريحة الدارجة على ألسنة العامة. حفظ اللسان عن رمي المؤمن بالكفر، كمن يقول: هذا يهودي أو كافر؛ ((من قذف مؤمنًا بكفر، فهو كقتله))[14]. حفظ اللسان عن الاستهزاء والسخرية بالناس واحتقارهم ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))[15]. حفظ اللسان عن كثرة المزاح، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (مَن كثر ضحكه قلَّت هيبته، ومن مزح استُخِفَّ به، ومن أكثر من شيء عُرف به، ومن كثر كلامُه كثُر سقطه، ومن كثر سقطه قلَّ حياؤه، ومن قلَّ حياؤه قلَّ وَرَعه، ومَن قلَّ ورعُه مات قلبُه). حفظ اللسان عن الكذب خاصة في وقت المزاح، وأعظم الكذب على الإطلاق الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم بالافتراء عليه والتقوُّل عليه بغير علم. حفظ اللسان عن شهادة الزور؛ وهي أن تشهد على شيء لم تكن حاضرًا فيه ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]. حفظ اللسان عن المن بالعطية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264]. الأسباب الباعثة على الغيبة: تشفي الغيظ والغضب: بأن يقوم المغتاب بذكر سلبيات وسيئات الذي أغضبه، أو ضره بشيء من الأشياء أمام الملأ؛ تشفِّيًا وانتقاصًا وتصغيرًا لقدره أمام الناس. موافقة الأصدقاء والجلساء ومجاملتهم؛ فإنه إن أنكر عليهم غيبتهم للناس استثقلوه؛ لذا فهو يجاملهم بالجلوس معهم، وليتذكر هذا الأخ الكريم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن التمس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله، وكَلَه الله إلى الناس))[16]. إرادة رفع نفسه، وتنقيص غيره، وأن يسلط أنظار الناس واهتمامهم له ويصرف ذلك عن أخيه الذي اغتابه بأن يقول: فلان جاهل، أو فلان لا يحسن إدارة العمل، أو فلان ضعيف الشخصية، وما شابه ذلك مما يوحى بالنقيصة. اللعب والهزل: فيذكر غيره بما يضحك الناس عليه على سبيل النكات والفكاهة، فليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ويل له!))[17]. ومن الناس من أخذها كوظيفة يتكسب منها كالمسرحيات الكوميدية والأفلام والمسلسلات التي يحاكي بها شخصيات واقعية على شكل الدعابة والضحك والسخرية. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |