الدرس الأهم في قصة حاتم الأصم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2020, 03:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,604
الدولة : Egypt
افتراضي الدرس الأهم في قصة حاتم الأصم

الدرس الأهم في قصة حاتم الأصم
معيض محمد آل زرعه




الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب اليه..


معاشر المؤمنين:
حاتم الأصم رجلٌ من السلف من تلاميذ الشيخ شقيق البلخي رحمهما الله تعالى، طلب العلم على يديه ما يربوا على ثلاثين عاما، فحقق التقوى والتوكل في حياته خير تحقيق، سُأل في يوم من الأيام: بما حققت التقوى يا حاتم..؟ فقال: حققت التقوى بأربعة أمور وذكر:
علمت أن رزقي لا يأخذه احدٌ غيري فاطمئن قلبي.
وعلمت أن عملي لن يتقنه غيري فاشتغلت به.
وعلمت ان الموت يطلبني فأعددت الزاد لذلك اليوم.
وعلمت أن الله مطلعٌ علي فاستحييت ان يراني وأنا على معصية.


وفي سنةٍ من السنوات اشتاق حاتم الأصم الى الحج، ولكنه لا يملك النفقة على نفسه ولا على أهله من بعده لأنه سوف يغيب عنه اشهر، فلما اقترب موسم الحج أخذه الهم والحزن والغم حتى قاده ذلك إلى البكاء شوقاً لبيت الله الحرام، فرأته ابنةٌ له صغيرة ولكنها كبيرة في صلاحها وتقواها فقالت لأبيها (ما يبكيك يا أبتاه) فقال (الحج أقبل) فقالت (وما لك لا تحج؟) فقال لها (النفقة) فقالت (يرزقك الله) قال (النفقة عليكم من بعدي) فقالت (يرزقنا الله) فقال لها (الأمر إلى أمكِ) - لأن الأم هي من يتحمل هم البيت والطعام والشراب والمريض وغيرها- فذهبت البنت الصالحة إلى أمها وإخوانها وأخواتها وقالت لهم (والدنا ليس هو الرزاق وإنما الرزاق الذي يرزقنا هو الله تعالى فلندع والدنا يخرج الى الحج) فما كان من أمر العائلة الا الموافقة لوالدهم في الخروج إلى الحج، فخرج حاتم الأصم وكان قد اعطى أهله من النفقة ما يكفيهم لمدة ثلاثة أيام - لا إله إلا الله ما أعظم هذا التوكل على الله وهو يعرف أنه سيتركهم أشهر - ثم خرج يسير خلف القافلة لأنه لا يملك النفقة حتى يكون ضمن القافلة، وفي طريقهم الى مكة قّدر الله تعالى أن عقرباً تلدغ أمير القافلة، فأصابه الألم الشديد حتى كاد ينهي حياته، فقالوا الحاشية (إن حاتم الأصم الرجل الصالح معنا خلف القافلة فلماذا لا نطلب منه أن يرقي قائد القافلة) فذهبوا إليه وطلبوا منه ذلك فوافق، ثم أتى ورقى قائد القافلة فشفاه الله تعالى وعافاه من ذلكم السم، فقال القائد (نفقتك في الذهاب الى الحج وفي العوة من الحج عليّ) فاستبشر حاتم وعمل أن ذلك من فضل الله ثم قال (اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك في أهل بيتي)...


عباد الله:
ننتقل وإياكم الى بيت حاتم ونتأمل ما جرى فيه، لقد مضى اليوم الأول والثاني والثالث فلم يزدد الأمر إلا سوءً وفقراً وحاجةً، فأخذت الأم والأولاد يعاتبون البنت الصالحة وقالوا أنت السبب فيما نحن فيه وأنت التي فعلتِ وفعلتِ.. وأخذوا يشتمونها، ولكنه صابرة واثقة وهي (تضحك) وهي تقول في نفسها (اللهم قد عودتنا فضلك فلا تمنعنا من فضلك). فقالت أمها (كيف تضحكين ونحن نتضاوى من الجوع) فقالت لهم (هل أبونا هو الرزاق أم انه آكل رزق) فقالوا (بل إنه آكل رزق والرزاق هو الله تعالى) فقالت البنت الصالحة التقية الواثقة بالله تعالى (ذهب آكل الرزق وبقى الرزاق) وما هي إلا ساعات وباب البيت يطرق فقالوا من الطارق فقال (إن الأمير يستسقيكم) فقالت الأم (سبحان الله نحن نتضاوى من الجوع وأمير المؤمنين يستسقينا) فما كان منها إلا أن جهّزت إناءً نظيفاً وملأته ماء عذباً) لأنها تعلم (وأنزلوا الناس منازلهم) وأمير البلدة كان في رحلة صيد فانقطع الماء عنهم فأصابه العطش الشديد فارسل وزيره إلى اقرب بيت فكان بيت حاتم الأصم، فلما شرب الأمير من ذلكم الماء العذب أحس بطعم وعذوبة الماء، فسأل الوزراء من صاحب البيت؟ فقالوا (هذا بيت حاتم الأصم) فقال الأمير: (الرجل الصالح؟) قالوا (نعم) فقال (الحمد لله الذي أسقانا من بيوت الصالحين) فقال لهم (نادوه حتى نجازيه) فقالوا: هو خرج للحج، فقام الأمير وخلع مِنطقته - أي حزامه وهو من القماش المرصع بالجواهر والدرر - ورمى به لأهل حاتم الأصم وقال لوزرائه (من كان منكم لي عليه يد - يحترمني - فليفعل صنيعي) فخلعوا جميعاً أحزمتهم وأعطوها أهل حاتم، فقام أحد التجار واشترى هذه الأحزمة بمبالغ كبيرة من الذهب وأعاد هذه الأحزمة إلى الأمير والوزراء تزلفاً وتقرباً لهم، فأصبح بيت حاتم الأصم من أغنى بيوت المسلمين، فأخذ أبناء حاتم يأكلون ويشترون ما يريدون من الطعام. ولكن البنت الصالحة (تبكي)!.. عجباً والله لهذه البنت التقية! فقالت لها الأم (عجباً لكِ يا بنيتي بالأمس كنا في جوع وفقر وأنت تضحكين واليوم وقد أغنانا الله وأنت تبكين) فقالت البنت الصالحة (هذا مخلوق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً نظر إلينا نظرة واحدة بشفقة ورحمة فأغنانا حتى الموت فكيف لو نظر الرزاق إلينا عز وجل).


أيها المؤمنون:
لكم أن تتأملوا في عمق هذه العبارة التي قالتها هذه البنت الصالحة..


نسأل الله جلّ وعلا صلاح النية والذرية والعصمة من الفتن والزلل ومن فساد القول والعمل، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا اله الا الله تعظيماً لشأنه وأشهد ان محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه فصلى الله وسلم عليه وعلى آله واصحابه وإخوانه.. أما بعد:
معاشر المؤمنين:
لمّا نتأمل في مقولة البنت الصالحة (هذا مخلوق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً نظر إلينا نظرة واحدة بشفقة ورحمة فأغنانا حتى الموت فكيف لو نظر الرزاق إلينا عز وجل) لوجدنا ان هذه البنت صابرة محتسبة ثابتة على الحق متوكلة على الله.


لم ينسِها الفقر الله عز وجل.
ولم ينسها ضغط الواقع ربها وخالقها.
كذلك لم يغيرها المحيط والبيئة فهي ثابت ثبات الجبال الرواسي على دينها وتقواها
تحملت ألوان الشتم والضغوط والكلام والسب.


فكانت الثمرات التالية:
الثبات على الحق مهما كانت الظروف.


تغير الحال إلى احسن حال فقد أصبح بيت حاتم من أغنى بيوت المسلمين يومئذ.


ومن الثمار كذلك أن هذا فيه درس وموعظة للمريض وصاحب الهم وصاحب الدين ان يرتبطوا بالله تعالى فهو الرزاق المعافي الشافي فارج الهم ومنفس الكرب...


أما (الدرس الأهم في قصة حاتم الأصم) فهو:
تحقيق التقوى في حياة الإنسان مهما كانت العقبات والتحديات في طريقه، وقد رأينا هذا واضحاً وجلياً في حياة حاتم الأصم وأهله وخصوصاً البنت الصالحة وكما قال طلق ابن حبيب في تعريفه للتقوى فقال (التقوى هي ان تعمل ما يرضي الله على نورٌ من الله تبتغي ثواب الله وتترك ما حرم الله على نورٌ من الله مخافة عذاب الله) رحم الله الجميع رحمة واسعة.


عباد الله:
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه فقال الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] فصل الله وسلم عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار وما غفل عنه الكافرون الفجار وعلى آله وصحبه اجمعين.


اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان.
اللهم كن لإخواننا في بلاد الشام، كن لهم عوناً ونصيرا ومؤيداً وظهيرا يوم قل المعين والناصر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]