دور العبادة في الإعمار الدنيوي: شهر رمضان نموذجاً - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4665 - عددالزوار : 1602792 )           »          تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 420 )           »          الوقفات الإيمانية مع الأسماء والصفات الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 142 )           »          مناقشة شبهات التكفيريين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          تكنولوجيا النانو ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 525 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 5441 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 2886 )           »          نور الفطرة ونار الشهوة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 42538 )           »          بيع وشراء رباع مكة ودورها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2025, 12:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي دور العبادة في الإعمار الدنيوي: شهر رمضان نموذجاً

دور العبادة في الإعمار الدنيوي: شهر رمضان نموذجاً


د. غازي التوبة


تتميز عبادات الإسلام بأنها ذات ثمرات دنيوية قبل أن تكون أُخروية، وهي ذات نتائج نفسية واجتماعية وعقلية وجسدية إلخ…، وقد تُفرز العبادة الواحدة كل تلك النتائج أو بعضها.
وربما كان الأثر الدنيوي للعبادة في الإسلام ناتجًا من التصور الذي رسمه الإسلام لأهداف وجود الإنسان في الأرض ولعلاقته بها، وقد حكمت هذا التصور ثلاثة اعتبارات:
1. اعتبار إعمار الأرض هدفًا دينياً:

فحينما يقوم المسلم بأي إعمار في الأرض _ وإن كان القصد منه المنفعة الخاصة _ فإنَّ له أجرًا بذلك، ويدلُّ على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ» (رواه أحمد). وحينما يقوم بقضاء أي شهوة خاصة فإنّ له بها أجرًا؛ شرط أن ينوي بها التَّقوِّي على طاعة الله، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبًا الصحابة: «وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ» (رواه مسلم).
2. اعتبار الإنسان خليفة في الأرض:

اعتبر القرآن الكريم الإنسان جديرًا بأن يكون خليفة في الأرض؛ إذا أصلح ولم يفسد فيها ولم يسفك الدماء، ويؤكِّد ذلك استنكار الملائكة أن يجعل الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفة له يفسد ويسفك الدماء، وهذا يقتضي أن لا تقع من الإنسان الخليفة تلك الأخطاء بل يقوم بعكسها: الإعمار وعدم القتل، قال سبحانه وتعالى: (وإذْ قالَ ربّكَ للملائكةِ إنّي جاعِلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفْسِدُ فيها ويسْفِكُ الدماءَ ونحنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعلمُ ما لا تعلمونَ).
3. اعتبار علاقة الإنسان بالكون علاقة تكامل:

اعتبر الإسلام الكون مسخَّرًا للإنسان، واعتبر الإنسان ممكَّنًا في الأرض، لذلك فإنَّ العلاقة بين الإنسان والكون علاقة تكامل، قال سبحانه وتعالى: (ولقد مَكَّنَّاكُم في الأرضِ وجعلنا لكم فيها مَعايِشَ قليلًا ما تشكرونَ)، وقال سبحانه وتعلى أيضًا: (وسَخَّرَ لكم ما في السماوات وما في الأرضِ جَميعًا منه).
من هنا كانت العبادة في الإسلام ذات نتائج نفسية واجتماعية وجسدية تُعيْن الإنسان على مواجهة الواقع المحيط به وعلى إعمار الدنيا، وسنأخذ صيام رمضان نموذجًا.
• النتائج النفسيَّة والخلقية:

عندما يمتنع المسلم في صيامه عن تلبية شهوتَين لصيقتين بذاته، محبوبتين لنفسه، هما الطعام والنساء، فإنَّ لذلك نتائج نفسية؛ أبرزها تنمية حبِّ الله في ذات المسلم، لأنّه يمتنع عن تلبية تينيك الشهوتين من أجل محبوب أعظم هو الله، وتكون نتيجة ذلك التخلص من عبودية الشهوات، والانتصار على الذات، وتقوية الإرادة الشخصية، ولاشكَّ أنَّ مثل هذه الثمرات ضرورية من أجل نجاح الإنسان في القيام بأعباء الدنيا ومواجهة مشاكل الحياة اليومية المختلفة بإرادة قوية وعزيمة ثابتة.
• النتائج الجسدية:

إنَّ للصيام آثارًا كبيرةً على جسد الإنسان، فهو يطهِّر جسم الإنسان من السموم الضارة، ويساعده في التخلص من الكميات الزائدة من المواد الغذائية والفضلات الناتجة من العمليات الحيوية المختلفة بالجسم، بالإضافة إلى فوائد الصوم في إراحة وظائف الهضم والتمثيل الغذائي، وإمداد خلايا الجسم بالحيوية والنشاط. وتشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ أول الأعضاء التي يتغذى عليها جسم الإنسان أثناء الصوم هي الأعضاء المصابة بالأمراض أو الشيخوخة وخاصة المحتقنة والمتقيحة والملتهبة حيث تكون أول الخلايا المستهلكة وأول ما يتأكسد. وتشير الدراسات الحديثة أيضًا إلى أنَّ الصيام يرفع النوع المفيد من كوليسترول الدم بنسبة ثلاثين في المائة في نهاية شهر رمضان، والجوع وسيلة طبية معروفة قبل الإسلام لمعالجة كثير من الأمراض، كما أنَّ الصيام يعيد توازن الجسم في كثير من الأملاح والمعادن.
• النتائج الاجتماعية:

يخرج المسلم من النظام اليومي الذي خضع له طوال العام إلى نظام آخر، فيكسر الإِلف الذي اعتاده في نظام تناول الطعام والشراب والنوم إلى نظام جديد؛ يصحو فيه في آخر الليل ليتناول سحوره، ثم يمتنع فيه عن الطعام والشراب إلى مغرب شمس ذلك اليوم، ليس من شك بأنَّ كسر النظام اليومي الرتيب في حياة المسلم إلى نظام آخر ستكون له آثاره الجيدة في توليد الحيوية الاجتماعية، كما أنَّ زكاة الفطر التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراجها قبل صلاة العيد _ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ[ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ" (رواه أبو داود) _ ستؤدي إلى سد جانب من الخلل في المجتمع، وستؤدي إلى نوعٍ من الترابط الاجتماعي.
***
هذه بعض آثار الصيام، وهي كما نرى تعود على الصائم في الدنيا قبل الآخرة، وهي ثمرة طبيعية لاعتبار الإسلام الدنيا حقلًا رئيسًا، يجب أن يسوده الإعمار والبناء؛ لكي يكون هناك فوز ونجاح في الآخرة.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]