عبودية الشكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يوتيوب يقدم الآن رموز qr لمشاركة القنوات.. كيف تحصل عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إضافة صفحات متعددة إلى مركز التحكم بأيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف تضاعف المسافة فى صفحة Word فى 4 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          اختصار جديد بواتساب يضع علامة على الكل كـ"مقروء" لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          Google تعمل على ميزة تساعدك فى العثور بسرعة على المحادثات الجماعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2020, 02:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,547
الدولة : Egypt
افتراضي عبودية الشكر

عبودية الشكر



حسام بن عبدالعزيز الجبرين




إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله، فلا مضلَّ له، ومَن يضللْ، فلا هاديَ له، وأشهد أنَّ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.









﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].





أما بعد:




لَكَ الْحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ وَالْمُلْكُ رَبَّنَا

فَلاَ شَيْءَ أَعْلَى مِنْكَ مَجْدًا وَأَمْجَدُ




مَلِيكٌ عَلَى عَرْشِ السَّمَاءِ مُهَيْمِنٌ

لِعِزَّتِهِ تَحْنُو الْوُجُوهُ وَتَسْجُدُ






معاشر الكرام:


كثيرًا ما يتحدَّثُ الناس اليومَ بسُرعةِ مرور الأيام، وانطواء الأعوام، ولا شكَّ أنَّ هذا مع كثرة النِّعَم والراحة، ورغَد العيش والأمْن، فلله الحمدُ مِلْءَ السماء والأرض.




إِذَا اجْتَمَعَ الْإِسْلاَمُ وَالْقُوتُ لِلْفَتَى

وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهْوَ فِي أَمْنِ




فَقَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا جَمِيعًا وَحَازَهَا

وَحَقَّ عَلَيْهِ الشُّكْرُ لِلَّهِ ذِي الْمَنِّ






وفي الحديث: ((مَن أصْبح آمنًا في سِرْبه، معافًى في بدنه، عندَه قُوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزتْ له الدنيا بحذافيرها))؛ حسَّنه الألباني.





ولله الفضلُ والْمِنَّة، كثير عنده الآن قوت يومه وشَهْره وعامه.





أيها المصلُّون:


لقدْ أجزلَ الله على عباده من نِعَمِه العظيمة، وأغْدق عليهم من آلائه الجسيمة - نِعَمًا ظاهرةً وباطِنة، وفي التنزيل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].





قال الحسن: "ما نرفع طرْفًا ولا نردُّه إلا وقَع على نِعمة"؛ اهـ، وواجب ذلك كلِّه الشكر.





لقدْ أمدَّنا الله بالنِّعم، وأمرنا بالتمتُّع بها وشكرها؛ ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلاَلًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114].


وقال: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأعراف: 32].


وقال سبحانه آمرًا عبادَه بذِكْره وشُكْره: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].





قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "مبنَى الدِّين على قاعدتَين: الذكْر والشكر، وهذان الأمران هما جِماعُ الدِّين، فذِكْره مستلزم لمعرفته، وشُكْره متضمنٌ لطاعته، وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجِن والإنس... فثبت بما ذُكِر أنَّ غايةَ الخلق والأمر أن يُذكَر وأن يُشكَر، يُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وهو - سبحانه - ذاكرٌ لِمَن ذكرَه، شاكرٌ لمَن شَكَره، فذِكْره سبب لذكْره، وشُكره سبب لزيادته مِن فضْله"؛ اهـ.





إخوة الإيمان:


الشُّكْر صفةٌ من صِفات الأنبياء والمرسَلين، ومِن صفات عباد الله الصالحين، قال سبحانه عن نوح - عليه السلام -: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، وقال عن إبراهيم الخليل - عليه السلام -: ﴿ شَاكِرًا لأنْعُمِهِ ﴾ [النحل: 121].





وكذلك أثْنى على غيرِهم.





الشكر عبادة ترفع الشاكرَ عند ربِّه - سبحانه - وتقربه إليه؛ ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].


الشكر سببٌ في بقاء النِّعم وزيادتها؛ ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].


الشُّكر أمانٌ من العذاب؛ ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾ [النساء: 147].


الشُّكر سبب للنجاة من العذاب حين يحلُّ ويقع؛ ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ﴾ [القمر: 34 - 35].





جعلَنا الله وإيَّاكم من الشاكرين الذاكرين، وعفَا عما سلف من التقصير في جَنْبه الكريم، واستغفروا الله، إنَّه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية


الحمد لله واهبِ النِّعم، دافعِ النِّقم، وصلَّى الله وسلَّم على خاتم رُسُله، وعلى آله وصحْبه.





أما بعد:


فبعد أن مررْنا بشيء من فضائلِ الشكر، فإنَّ مِن المهم أن نتذكَّر أن الشُّكْر ليس حمدًا باللسان فقط، بل هو مع ذلك اعترافٌ بالقلْب، يَصحَبُه عمل صالح، جاء في البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ نبيَّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقوم مِن الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنعُ هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تَقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟! قال: ((أفلا أُحبُّ أن أكونَ عبدًا شكورًا))، وقال الله - تعالى -: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].






والاعتراف بالنِّعْمة ونِسْبتها للمنعِم من الشُّكر، فنبيُّ الله سليمان لمَّا طلَب عرْش ملِكة سبأ، وأتاه به الذي عندَه عِلْم من الكتاب قبل أن يرتدَّ إليه طرْفُه، نَسَب الفضل لله؛ ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40].





على خلاف الطاغية قارون، الذي آتاه الله مِن الكنوزِ الشيءَ العظيم، حتى إنَّ مفاتيحَ كنوزه يُثْقِل حملُها الجماعةَ من الرجال الأقوياء، فقال هذا الهالك: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78].





إخوة الإسلام:


طلب الشُّكْر مِن الله وصيةٌ من وصايا النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((يا مُعاذُ، إنِّي أحبُّك، فلا تَدَعَنَّ أن تقول دُبرَ كلِّ صلاة: اللهم أَعنِّي على ذِكْرك وشُكْرك وحُسْن عبادتك))؛ أخرجه أبو داود والنسائي، وصحَّحه الألباني.





وفي التنزيل: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].





عباد الله:


إنَّ عدوَّ الله إبليس لمَّا طُرِد من الجنة قال: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16 - 17].





إنَّ شُكْر النعم ألاَّ يُستعان بها إلا على طاعةِ الله - عزَّ وجلَّ - وما أباحه، وأن يَحْذر مِن استعمالها في شيءٍ مِن معاصيه، وأن يبادرَ بالتوبة إلى مولاه عند الزَّلَل، اللهمَّ اجعلْنا من عبادك المخلصين الشاكرين.




إِذَا كَانَ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةً

عَلَيَّ لَهُ فِي مِثْلِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ




فَكَيْفَ بُلُوغُ الشُّكْرِ إِلاَّ بِفَضْلِهِ

وَإِنْ طَالَتِ الْأَيَّامُ وَاتَّصَلَ الْعُمْرُ




إِذَا سَرَّ بِالسَّرَّاءِ عَمَّ سُرُورُهَا

وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّاءِ أَعْقَبَهَا الْأَجْرُ






ثم صلُّوا وسلِّموا...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.89 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]