وماذا لو أغلقوا أبوابهم جميعا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121302 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2020, 12:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي وماذا لو أغلقوا أبوابهم جميعا؟

وماذا لو أغلقوا أبوابهم جميعا؟
حسنية تدركيت





أحسستُ بفرارها إلى الضجيج، وكأنها تسكت صوتًا ما قد أَزعج روحَها، وبثَّ بداخلها الألم.

وماذا لو فَررتِ من آلامك؟ هل تجدين ضالَّتك وأنت تحملينها أينما حللتِ وارتحلت؟

ماذا لو كان الفرارُ إليه؟ هل تظنين أنه يردك خائبة؟ لا والله ما فرَّ عبدٌ من عباده إليه إلا غسل كلَّ ذرَّة في كيانه من كل ألم وسقم وحزن.

فلكأنما هو مخلوقٌ جديد، يحس بروحه قد خفَّت، وتخلَّصَت من ثقل الطين، وكأني بها تردِّد:

وهل يهمني بعد هذا شيء؟

سأظلُّ أردد دومًا:

سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

كلمات يحبها المحبوب، هي حبيبةُ قلبي تشفي غلَّتي، وتروي روحي العطشى، وما العجب في الإحساس بعدها بالرَّوْح والريحان، إنها الباقياتُ الصالحات، فيها الأمل والرجاء، قال سبحانه:

(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) [الكهف: 46].

ألا تقرئينها أخيَّة كلَّ جُمعة؟ ألا تتأملين وتتدبرين أنها أمل يغلب كلَّ ألم؟

هي شفاءٌ ودواء لكل قلب موجوع.

أوَ تكونين كالذي يحمل معه الدواءَ، ولا يعرف قيمتَه، ولا يدرك مدى فعاليته في طرد الأوجاع؟

تتطلعينَ إلى الوجوه، وكأنك تستغيثين بهم.

حائرة أمام ألمٍ ما أو هاجسٍ يريد أن ينال من عزيمتك، ويكسرَ قوتك، ويجعلك ترين اللون الأسود فقط لا ألوان فرح معه.

ألا فاعلمي أخيَّة أن هذا اللون هو سيدُ الألوان؛ فهو سترٌ وعفاف وغِطاء اتَّخذته أمهاتي المؤمنات -رضي الله عنهن- سترًا لهن ورفعة، وشرفًا في الدنيا والآخرة.

فمن يقول: "إنه لون كآبة فقط" ما فَقه الحكمةَ من تنوُّع الألوان واختلافها، فالليل ظلام أسود، وسكونه فيه النَّماء والشفاء والصحة والعافية، فيه المناجاة بين الأحبة، فيه يجد الحزينُ سلوته حينما يبث لمولاه أحزانه، يشكو إليه حالَه ويعلن فقرَه وحاجته.

كوني على يقين أن في كلِّ محنة منحة ربانية، يفقهها من تدبر وظنَّ بربه خيرًا.

أوَ يكون لي حبيبٌ قريب مجيب، ثم أشكو حالي لمخلوق ضعيف، لا يملك لي ولا لنفسه نفعًا ولا ضرًّا؟

القوة هاهنا أخيَّة في أعماق القلوب؛ حيث الإيمان بالذي يقول للشيء كن فيكون.

أحس بألمك أختاه فكلُّنا ضعفاء مساكين فقراء لله، وفي فقرنا إليه الغنى كله، إذا نحن رفعنا الأكفَّ، وتطلَّع الخافق إلى ربه، كأنما يقول: ربي أسعد قلبًا أنت مولاه؛ فإنه لا يجد الراحةَ إلا في مناجاتك ربي.

ما بالنا وهذه الآلام تبعدنا عمَّن بيده خزائن السماوات والأرض.

عنده السكينة والطمأنينة.

اجعلي محنتك سببًا في القرب من الله، وستجدين والله وتالله ضالتَك.

أوَ ما زلتِ حزينة مكسورة الخاطر تتطلعين إلى من يمشون على الأرض لعلَّ وعسى أن يحن ويشفق ويعطف عليك أحدهم بكلمة يواسيك بها؟

أو يجد لك حلاًّ في غمٍّ ينغرس مثل السكين الحاد في قلبك فينغص عليك حياتك؟!

أوَ تغفلين عن آية نردِّدها خمسَ مرات في اليوم؟ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة:5].

(إيَّاكَ نَعْبُدُ) والدعاء عبادةٌ وسعادة.

(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) بك نستعين ربي على السير في طريقٍ مستقيم يرضيك، بك نستعينُ على أمور ديننا ودنيانا، وعلى الصعوبات والعقبات والآلام والشعور بالضعف والفقر والحاجة، نستعين بك وحدَك سبحانك فأنتَ تعلمُ ضعفنا؛ فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عين.

أو تشتكين بعدُ من نفس الألم؟

تردِّدين: أغلَقوا في وجهي كلَّ باب، وقالوا: لا حلَّ لك إلا أن تصبري وتتجرَّعي هذا العذاب، تقبّلي حياتك كما هي فلن تتغير.

وماذا لو أغلقوا جميعُهم الأبوابَ في وجهك؟

وماذا لو قالوا: إن ما تطلبينه محال أن يتحقق.

إذًا استبشري خيرًا، وابتهجي واطرَبي فهو يريدُك سبحانه أن تطرقي بابَه فيفتح عليك أبوابَ رحمته ومغفرته، ويُعلي قدرَك ويغفر ذنبك، ويستر عيبك، ويغمرك بحنانه وحبِّه ولطفه.

ملِك الملوك يناديكِ: أنْ هلمِّي يا أَمَتي إلى باب الرجاء، واسألي وتضرّعي واسجدي واقتربي.

يا الله! وهل بعد كل هذا أرى طيفَ الهمِّ يكسو ملامحَك، ويُخفي جمالك، وينخر بداخلك، تعطين العدوَّ السلاحَ وتتركينه يصولُ ويجول بداخل قلبك المؤمن بالله، والله أعطاكِ مفتاح السعادة كلها: الدعاء

وسلاحك القاتل لكلِّ همٍّ، تعلمينه وأنت المؤمنة بالله -سبحانه وتعالى-:

هيا نفرّ معًا إلى ملك الملوك، فرارًا لا عودة بعده للألم.

هيا بنا نردّد معًا يا أُخية فكلنا فقراء: ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" لم يدعُ بها مسلمٌ ربَّه في شيء قط إلا استجاب له)) حديث صحيح.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.53 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]