الإحسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 140994 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2020, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي الإحسان

الإحسان



الشيخ محمد بن صالح الشاوي






الحمد لله الذي دعا إلى الإحسان، وحرّم الظلم على نفسه، وجعله بيننا محرّمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، الذي كتب الإحسان على كل شيء، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.





أما بعد:


اعلموا أن الله خلق الثقلين الجن والإنس، وأمرهم أن يسيروا في الأرض، ويضربوا في نواحيها باحثين عن مصالحهم ومنافعهم؛ كل هذا لحكمة بالغة، وهذه الحكمة: هي اختبارهم، وابتلاؤهم؛ ليتبين المحسن من المسيء، وليتبين الخبيث من الطيب، قال الله عز وجل: ﴿ الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ [الملك: ٢], فصدق الله العظيم، وجلت من حكمة بالغة.





والإحسان باب عظيم من أبواب الخير، يمس جميع نواحي الحياة:


فالإحسان مع الله تعالى: هو أن يعلم العبد: أن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وأن يعبده في صلاته، وجميع العبادات، في خشوع ورهبة؛ حتى كأنه يرى الله عيانًا، فإذا لم يستطع؛ فليعلم أن الله مطلع عليه، وأنه بين يدي علام الغيوب، الذي لا يغيب عنه شيء؛ حتى أنه ليسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في ظلمة الليل، كما قال جبريل عليه السلام لمحمد صلوات الله وسلامه عليه؛ حينما سأله عن الإحسان؟ فقال له: «الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك».





فالإحسان مع الله: هو أن يراقبه الإنسان في حركاته وسكناته، وأن يدرك تمام الإدراك أنه بين يدي مولاه؛ الذي يعلم ما تُخفي الصدور.





وأما الإحسان في السوق ومع عامة الناس: فهو أن يمشي الإنسان بسكينة ووقار، وأن يفشي السلام على كل مسلم، وأن يغض بصره عن المحارم، وأن يَسْلَمَ المسلمون من يده ولسانه، وأن يعطي السائل ويحن إليه على قدر استطاعته، كما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تردوا السائل، ولو بشق تمرة».





وقال الشاعر:




لَيسَ العَطاءُ منَ الفَضُولِ سَماحَةً

حتَّى تَجُودَ وَما لدَيْكَ قلِيلُ









وأن يحسن معاملته مع الناس؛ في بيعه وشرائه، جاعلًا نصب عينيه قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:١٢٨]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا [الكهف:٣٠].





وقال الشاعر:




مَنْ يَفْعَلْ الْخَيْرَ لا يَعْدَمُ جَوَازِيَهُ

لا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ









وعلى كل حال: فباذل الخير والإحسان ينبغي له أن يضعه في موضعه اللائق به، حتى يُعطي جزاءَهُ كاملًا مضاعفًا يوم القيامة، قال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ ﴾ [المزمل:٢٠]، وقال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة:٧،٨].





فينبغي أيها المسلمون أن تواسوا فقراءَكم بالإحسان إليهم، فليس للإنسان إلا ما سعى وقدم.





والإحسان ليس مقصورًا على العطاء وبذل المال للآخرين، فإرشاد الضائع إحسانٌ، وإفشاء السلام إحسانٌ، والتواضع ولين الجانب إحسانٌ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إحسانٌ إلى النفس وإلى الآخرين.





اللهم اجعلنا ممن يحسنون القول والعمل، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الفور الرحيم.





الخطبة الثانية


الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، وأشهد أن لا إله إلا هو، وأن محمدًا عبده ورسوله، الذي أمرنا بالصلاة والسلام عليه فقال: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:٥٦]، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه، وارض اللهم عن جميع الصحابة والتابعين، ومن تمسك بهديهم إلى يوم الدين.





أما بعد أيها المسلمون:


اعلموا أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، ثم ذكر أنه يجب أن يكون الإنسان محسنًا حتى عند ذبح الذبيحة، وقال: إن إحسانه في ذبحها هو: أن يحدّ الشفرة، وأن يريح الذبيحة.





كذلك يجب أيها المسلمون أن يكون الإنسان منّا محسنًا في بيته، وعند أسرته، وأن يُنشىء معهم حب الإحسان، ويكون ذلك بإحسانه إليهم. وقديمًا قيل:




ويَنشأُ ناشئُ الفتيانِ، مِنّا

على ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه









وقال الشاعر:




يَنْشُو الصَّغِيرُ عَلَى مَا كَانَ وَالِدُهُ

إنَّ الْأُصُولَ عَلَيْهَا تَنْبُتُ الشَّجَرُ









فيا أيها المسلمون:


أحسنوا إلى أنفسكم، وإلى أطفالكم صغارًا، يحسنوا إليكم وينفعوكم كبارًا، وأروا أطفالكم أعمالكم الحميدة، وخصالكم الطيبة، بإحسانكم إليهم وإلى غيرهم، لكي يشبوا خيرين، طيبين، محسنين.





وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار، واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الكِتَابِ الحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ [لقمان:٢- ٣].





اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ولِّ علينا خيارنا وابعد عنّا شرارنا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.


عباد الله:


﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل:٩٠ -٩١].





فاذكروا الله عباد الله يذكركم، وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولًا، وأحسنوا إن الله يعلم ما تخفون وما تعلنون، ويحب المحسنين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]