|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مكانة كتاب "العلل" للرازي بين كتب العلل السابقة واللاحقة أ. د. محمد بن تركي التركي علل الحديث؛ للإمام الحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي مكانة الكتاب بين كتب العلل السابقة واللاحقة يكاد يحتل كتاب علل ابن أبي حاتم مكان الصدارة بين كتب العلل المتقدمة عليه، فهو من أوائل الكتب التي وصلتنا كاملة، حيث لا يوجد من الكتب التي سبقته مما وصلنا إلا كتابي علل الترمذي الصغير والكبير، وجزء من علل ابن المديني، وبعض علل الإمام أحمد وجزء من المسند المعلل ليعقوب بن شيبة، وجزء من علل الخلال. والمتأمل لهذه الكتب يلحظ أن كتاب ابن أبي حاتم يعتبر من أجمعها تقريباً، حيث يقارب عدد مسائله الثلاثة آلاف مسألة، كلها في الأحاديث المعللة، أو المشتبه في إعلالها على عكس كتب العلل للإمام أحمد، على اختلاف رواتها، فمعظم الكلام فيها إنما هو في الرجال، وقليل الكلام فيها على الأحاديث. وأما كتابا الترمذي، فالعلل الصغير عبارة عن كتاب من كتب جامعة، وأما الكبير فقليل بالنسبة لكتاب ابن أبي حاتم، كما سيأتي في المقارنة بينهما. وأما كتاب ابن المديني فيتضح من خلال الجزء الذي وصل إلينا أنه ليس خاصاً بالأحاديث المعلة فقط، وإنما يجمع بين الأحاديث والتراجم. وأما كتاب يعقوب بن شيبة فهو كتاب واسع جداً، وهو أوسع من كتاب ابن أبي حاتم ولعله من أوسع كتب العلل على الإطلاق، ويتضح هذا جلياً من خلال القطعة اليسيرة التي وصلت إلينا، والتي تمثل الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب، كما يتضح هذا أيضاً من وصف العلماء له بذلك، مما ليس هنا مجال التوسع فيه. ولكن للأسف فلم يوجد حتى الآن غير هذه القطعة اليسيرة المطبوعة، ولعل الله أن يهيء لنا غيرها في مستقبل الأيام. وأما كتاب الخلال فهو من الكتب الواسعة في العلل، وقد قسمه على الأبواب، وهو خاص بالأحاديث فقط، ومعظم مسائله منقولة عن الإمام أحمد. ولكن للأسف فلم يصلنا منه إلا جزء يسير من المنتخب منه بانتخاب ابن قدامة، وقد وصلنا من هذا المنتخب الجزء العاشر والحادي عشر، وهما في 28 ورقة تقريباً، ويوجد لهما نسخة في الظاهرية حديث 348 (12 – 219) ، وعندي صورة منها. ومما تقدم يمكن القول بأن كتاب ابن أبي حاتم يعتبر بالنسبة للكتب المتقدمة عليه من أوسع وأشمل ما وصلنا من كتب العلل تقريباً. وأما الكتب التي جاءت بعد ابن أبي حاتم فهي كثيرة أيضاً، ولكن لم يصلنا منها إلا القليل جداً، ولعل من أهم وأفضل هذه الكتب كتاب علل الدارقطني، ويعتبر هذا الكتاب من أوسع الكتب التي وصلتنا في العلل، ومن بينها كتاب ابن أبي حاتم، كما يتضح ذلك بالمقارنة بينهما، مما ليس هنا مجال تفصيله. إلا أن كتاب ابن أبي حاتم امتاز بترتيبه على الأبواب، وبتقدمه على كتاب الدارقطني. ومع هذا فنجد في كل من الكتابين ما ليس في الآخر، فكثيراً ما يتفرد كتاب ابن أبي حاتم بذكر بعض الأوجه التي لا نجد لها ذكراً عند الدارقطني، وعلى العكس من ذلك، كثيراً ما نجد بعض الأوجه التي يتفرد بها كتاب الدارقطني، مما يجعل الباحث لا غنى له عن أي من الكتابين. وهناك كتب تالية لكتاب الدارقطني، ولكنها لا تقارن به، مثل العلل المتناهية لابن الجوزي، وتلخيصها للذهبي، وغيرها، مما ليس هنا مقام تفصيل القول فيها. وهناك أمور أخرى تبين مكانة هذا الكتاب وتبرز أهميته سيأتي تفصيلها لاحقاً في ذكر مميزات الكتاب، فلا داعي لذكرها هنا، ولعل من أهمها كونه اشتمل على علم ثلاثة من أئمة هذا الشأن، مما لا يشاركه غيره في هذه المزية، وكذا تفرده بأقوال الجرح والتعديل، وطرق للروايات لا نجدها في غيره، كما يلاحظ من خلال تخريج أحاديث هذا القسم الذي هو موضوع الرسالة، وغير ذلك مما سيأتي تفصيله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |