|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصيام بين الطب والإسلام (1-2)؛ د. محمود ناظم النسيمي لمحة غريزية الصيام في عرف الطب هو حرمان البدن من المواد الغذائية ليوم أو أكثر، وتدعى الحمية الشديدة صياماً جزئياً أو ناقصاً، ولا يشترط في الصيام في النظرة الفيزيدلوجية والصحية ليدعى صياماً أن يترك الماء مع ترك الطعام، على أن الطعام والشراب إذا تركا معاً دعي ذلك صياماً مطلقاً، أو حمية مطلقاً، وإذا اقتصر الصائم على ترك الطعام دون الشراب فالحمية مائية. أما كيف يتلقى جسم الصائم حاجياته من الماء ومنابع القدرة فإليكم البيان: قد دل التجريب على أن حرمان الماء أشد أثراً من حرمان الغذاء، فإن الإنسان يعيش (40) يوماً إذا أعطي الماء فقط، على أن العمل العضلي ينقص هذه المدة بسبب زيادة القدرة المصروفة، ولا يخفى أن في بناء الجسم كمية كبيرة من الماء يمكن أن يستفيد منها الجسم أثناء الحرمان من أجل استمرار الإفرازات وفعل التنفس، كما أن في المواد المستهلكة كمية من الماء تنطلق منها بعد أكسدتها، ويستطيع البدن تكوين مقدار من الماء بأكسدة الهيدروجين الموجود في المواد العضوية، كما أن البدن السليم يستطيع أن يستغني عن ربع أو خمس مقدار الماء الموجود في عضلاته دون أن ينزعج. أما المقدار المصروف من القدرة أثناء الصوم فيهبط إلى حد أدنى يوازي الاستقلاب الأساسي إذا كان الإنسان في حال الراحة، وفي درجة التعادل الحراري، ويستمد الجسم آنئذ محروقاته من أكسدة المواد الدسمة والآزوتية التي تتألف منها أنساجه، بما يتناسب مع المجهود الذي يقوم به الصائم، على أن استهلاك المواد الشحمية المدخرة أكثر، ولذا فإن الأجسام الوافرة الشحوم تقاوم الجوع أكثر من الأجسام الناحلة الهزيلة، غير أنها لا تستطيع أن تستهلك الدهن الداخل في تركيب الخلايا الأساسية، مهما طال أمد الصيام. وتفقد العناصر الحية أثناء الصيام بعض نشاطها ولذا يُرى تناقص قيمة الاستقلاب تدريجياً، كما أن إعطاء المواد الغذائية فجأة لا يسبب فجائية فيه. أما ما يدخره الجسم من السكريات بشكل مولد سكر العنب (غليكوجين) في الكبد والعضلات فيصرف ما بين اليوم الأول والثاني، إذا كان الصيام متصلاً، وإذا استمر الإنسان في وصال صيامه كما يفعل بعض الهنود استمد البدن ما يلزمه من السكر من انقلاب البروتينات إلى سكاكر، أي على حساب عضلاته وأنسجته، ولهذا كان الصيام الديني مؤقتاً من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولهذا أيضاً نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والوصال-قالها ثلاث مرات- قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: إنكم لستم في ذل مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون". تلك نبذة صغيرة عن التدبير الإلهي والحكم الربانية، التي تتجلى في سير وظائف الجسم، وتدل على عظمة الخالق القدير، العليم الخبير، قال تعالى: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات:20]. الفوائد الصحية للصيام يؤدي المسلم فريضة الصيام امتثالاً لأمر ربه تعالى، تاركاً ما عتاده من منوال الحياة اليومية، فلا تسيطر عليه عادة، مقبلاً على الله في عبادته، يطول وقت أدائها، فيطول وقت المراقبة لله فيها، وفي ذلك تهذيب للنفس وإشراق للقلب، إضافة إلى الجوع الذي يكسر حدة الشهوات، ويوقظ عاطفة الرحمة بالمعوزين والضعفاء، وينبه صاحبه كلما شعر به أنه في عبادة الله. والصيام مع ذلك علاج ووقاية وحمية عظيمة النفع إن راعى فيه الصائم ما ينبغي مراعاته شرعاً باتباع هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وطباً باتباع ما يوصي به الأطباء، على أساس من غرائز البدن وعلم التغذية، وسأقتصر في بحثي هذا على ذلك الفوائد الصحية للصيام. إن الصيام من الناحية الصحية حمية وقائية تجاه بعض الناس، أو حمية علاجية تجاه آخرين، أو أنه كلاهما معاً، حيث إن الصيام المستوفي للقواعد الصحية، يريح جهاز الهضم، وخاصة عند المصابين بالتخم، وبعض الاضطرابات الهضمية، ويذيب الفضلات السامة، ويقي من تراكمها في البدن، لطرحها دون وارد جديد، أو بوادر قليل، كما أنه يخفف من السمنة، ويفيد في عدة أمراض أخر، كالداء السكري عند البدين، والتهاب الكلية المزمن، الرافع للضغط أو الحابس للصود (الموذم) ومقصور القلب، فالصيام إذاً جُنَّة، أي وقاية بين الإنسان وبين ما يؤذي حياته الروحية والبدنية عاجلاً وآجلا، ذلكم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، قول رسوله الكريم: "الصيام جُنَّة فإذا كان أحدكم يرفث –لا يفحش في القول- ولا يجهل –لا يسفه- فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم إني صائم". ولهذا فإن الصيام الذي لا يحقق معناه الإلهي فلا يشعر العابدة بعظمة المعبود ولا يوصل قلبه به، والذي لا يحقق معناه الإنساني، فلا يهذب نفس الصائم ولا يقوم أخلاقه، والذي لا يحقق معناه الصحي فلا يكون حمية أو علاجاً، إنه صورة الصيام لا حقيقته، والعيب في ذلك على المسيء في صيامه لا في الصيام نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر[1]"، وقال: "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ عنه كفر ما قبله[2]". فن المداواة والصيام قد تلجئ ضرورة المعالجة إلى حرمان المريض من الطعام فقط، أو من الطعام والشراب معاً، وذلك لمدة لا تتجاوز اليوم أو اليومين، وتسمى الحمية عن الطعام والشراب معاً حمية مطلقة أو صياماً مطلقاً. فيوصف الصيام المطلق في الأمراض التالية مثلاً: إقياء الحمل العنيدة، إذا لم تكفه المعالجة الروحية والمادية، فتبدأ المعالجة بحمية مطلقة تهدئة لمنعكس القيء لمدة 24 ساعة على الأقل. عقب العمليات الجراحية عدة ساعات تهدئة لمنعكس القيء أيضاً. بعد العمليات المجراة على المعدة والأمعاء خلال 24- 48 ساعة. التهاب المعدة الحاد خلال 12-24 ساعة بعد إسعاف المريض. وإذا سمح للمريض بالماء فقط المحلى، فإن ذلك يدعى بالحمية المائية التي توصف في مثل الأمراض التالية: التهاب الكلية الحاد حيث يبقى المريض في بدء معالجته على حمية صارمة خلال 48 ساعة على مقدار ½ - ¾ لتر من أحد المياه المعدنية كماءاه فيان أو الماء اللاكتوز أو المناقيع المحلاة. التشنج النفاس خلال 48 ساعة بعد حمية مطلقة مدتها 24 ساعة. المصدر: الصيام بين الطب والإسلام ص5-10 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ [1] رواه النسائي وابن ماجه والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري. [2] رواه أحمد والبيهقي بسند جيد عن أبي سعيد.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الصيام بين الطب والإسلام (2-2)؛ د. محمود ناظم النسيمي الأمراض التي تستفيد من الصيام البدانة: يستفيد السمين من الصيام كثيراً؛ لأن بدن الصائم بعد حرقه الغذاء الوارد في السحر يستمد 83% من القدرة الضرورية من استهلاك المدخرات الدهنية، وتزيد فائدته إن لم يسرف في الطعام، وتجنب مع ذلك الأغذية الدهنية، وقلّل من الأغذية النشوية. وللبدانة أنواع أكثرها استفادة من الصيام البدانة البسيطة المتأنية عن النهم، ونقص الحركة، خاصة إذا ترافقت بارتفاع الضغط الشرياني، أو بالداء السكري، أو بالتهاب الكلية المزمن، أو بقصور القلب، أو كان صاحبها تنتابه نوبات خناق الصدر، حيث يكتفي معها بالامتناع أو بالإقلال إلى أدنى حد من الخبز والمعجنات، والسكاكير والرز، والأدهان والقشدة، والبقول الجافة (فاصوليا يابسة، حمص) وأن يرتكز الغذاء على المقدار المعتدل من اللحوم غير الدسمة، والخضروات الغضة والفوكه، مع حياة نشيطة بالقيام بالتمارين (على أن يكون قلبه سليماً) وذلك بغية إيجاد التوازن بين الصادر والوارد، ويُدعم هذا التدبير بإنقاص السوائل، و أن يكون الماء الشريب مثلجاً، وتوصي كتب الطب هذا السمين في حياته العادية أن يصوم بعض أيام من كل أسبوع، صياماً جزئياً، باقتصاره على اللبن (الحليب) والأثمار والماء. أما البدانة المترافقة باحتباس الماء، فيجب فيها الإقلال من الماء والملح، والإكثار من البروتينات (كاللحوم غير الدسمة). أما أنواع البدانات الأخرى المتعممة والموضعة فتستفيد من الصيام أيضاً، ولكن التدابير الغذائية والدوائية توصف بإرشاد الطبيب المعالج. الداء السكري السمين: تكفي الحمية أحياناً بدون إعطاء الانسولين أو المركبات الحديثة التي تعطى عن طريق الفم في معالجة الشكل الخفيف من الداء السكري البادي عند البدنيين بعد سن الخمسين أو الأربعين، إذ كثيراً ما يكفي في هؤلاء معالجة البدانة، وإنقاص الوزن لإزالة البيلة السكرية، وإقلال سكر الدم. ومن المهم أن أذكر هنا أن المصاب بالداء السكري يباح له الإفطار إذا كنت الحمية لا تكفي بمعالجته، ووصف له طبيبه الانسولين؛ لأنه إذا صام مع المعالجة به قد يتعرض لعوارض نقص سكر الدم، ويتجلى ذلك في الحوادث الخفيفة بالدوار وبالشعور بالجوع، وبالعرق البارد، وبالحصر الشحوب، فعليه إن شعر بذلك أن يتناول إحدى المواد السكرية خشية أن يقع في عوارض الحوادث الشديدة، حيث يظهر الاختلاج الصرعي والسبات، فإذا لم يسعف المصاب بحقنة (بالادره نالين) أو بإعطائه إحدى المواد السكرية ولو بطريق الوريد، فإنه ربما يقضي نحبه. التهاب الكلية المزمن الرافع للضغط، والتهاب الكلية المزمن الحابس للكلور: يفيد فيها إنقاص الغذاء كمية وكيفية، وإقلال الماء، والانقطاع عن تناول ملح الطعام، أو الإقلال منه، حسب حالة لمريض، ولاسيما عند البدنيين. أما تفصيل الحمية فيها فيتوقف على نتائج الفحوص المخبرية، ورأي الطبيب المعالج، على أن التهاب الكلية المزمن الحابس للبولة (الاوره) يوجب الفطر. قصور القلب: يجب أن تنقص مقدار السوائل لدرجة لا يسمح معها للمريض أن يتناول أكثر من لتر واحد في اليوم. أما الغذاء فأفضله الحمية اللبنية أو الخضرية الخفيفة الفقيرة جداً بالملح، ويستريح المريض راحة مطلقة، وقد توجب حالة المريض الصحية أن يفطر حسبما يرى الطبيب المعالج. خناق الصدر: يحمى المريض عن الأغذية الثقيلة المختمرة والدهنية، ويمنع عن الشاي والقهوة والتدخين، ويسعى في خارج النوب لتخفيف وزنه إذا كان بديناً. ومن الواضح أن المصاب بإحدى تلك الأمراض التي يفيدها الصيام، يباح له أن يفطر إذا قضت حالته الصحية العامة ذلك، أو تعيَّن أخذ الدواء عن طريق جهاز الهضم، من خلال وقت الصيام. المصدر: الصيام بين الطب والإسلام ص 10- 14
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |