القيم والذكاء الجمالي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 609 - عددالزوار : 114258 )           »          كيف نحمي أطفالنا من الآثار الضارة للألعاب الإلكترونية (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          أغض للبصر وأحصن للفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مواعظ نبوية بشأن الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عدسة الانتقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من معالم النصرة الواجبة بين المسلمين: استثمار العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عبادة إيناس الوحشان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل بعض الآثار الخارقة موجودة قبل آدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التطرف والغلو في ميزان الشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل محمد عليه الصلاة والسلام لا يورَث دون غيره من الأنبياء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-01-2020, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,846
الدولة : Egypt
افتراضي القيم والذكاء الجمالي

القيم والذكاء الجمالي (1)
أ. حنافي جواد





لماذا اخترت موضوع القِيَم؟
انصبَّ اهتمامي على مسألة القيم؛ لأهميتِها، ثم إنَّ حاجتنا إليها اليومَ أكثرُ من حاجتنا إليها البارحة؛ نظرًا إلى تفاقم فساد منظومة القِيَم.

ولقد أسفر فسادُها عن فساد منظوماتٍ كثيرات؛ اقتصاديَّة واجتماعيَّة، وبيئية وعِلمية...

إنَّ ما نشاهده اليوم من الفساد بداية شريرة لا نتوقَّع مآلاتِها ولا نهاياتها، أقل ما يُقال عنها: إنَّها بشارة الكارثة العظمى، والمصيبة الكبرى، هي أزمة قِيميَّة أخلاقيَّة.

هدفي في هذا المقام:
الإشعار بخطورة فساد منظومة القيم والأخلاق.

إبراز أنَّ الوعي بالخطورة غيرُ كافٍ، فالواجب الانطلاق نحو الفعل الصَّالح.

بيان الترابط بين المنظومة القيميَّة الأخلاقية والحقول الاجتماعيَّة والاقتصادية والفكرية.

الوقوف على أهمية تنمية الذَّكاء الجمالي.

تحديد المسؤولياتِ، وبيانُ الأطراف المتدخِّلة لإصلاح المنظومة الفاسدة.

التأكيد على أهمية التعزيز الإيجابي والسَّلبي لإصلاح ما أُفسدَ، وبناء ما هُدم.

إقامة البرهان على أن الرقابة الذاتيَّة غير كافية في النظريَّة الإصلاحية.

لا أدَّعي أني أحَطْتُ بالموضُوعِ إحاطةً شاملة؛ ولكنِّي ركزتُ على ما بدا لي مُهمًّا، وقد غابت عنِّي أمور كثيرة أكثرُ أهمية؛ فالكمال لله، حاولتُ قدْرَ المستطاع معالجةَ الموضوعِ بناءً على تصوُّرٍ يكاد يكون شاملاً، يَمْتحُ من حقولٍ كثيرة: حقل الشريعة الإسلامية - حَقْل النفس البشرية - حقل علم الاجتماع - حقل علم النَّفْس الاجتماعي - حقل البيئة - حقل الإعلام - حقل التَّنمية البشرية... نَسْجت خيوطها نسجًا، ونظمتها نظمًا؛ عسى أن تروق القارئ فيتخذها زينةً.


تُعَدُّ مسألة القيم الجمالية موضوعًا حريًّا بالمناقشة والدراسة والتحليل، ومما يقتضي ذلك ما نلحظه من تشوُّهات سلوك الإنسان المُعاصر[1]، وغلبة القيم الفرديَّة والمادِّية، واضمحلال القيم الرُّوحية والجمالية.

فانعكس ذلك بشكل مباشر وغيرِ مباشر على منظومة المجتمع، ونظام الكون بِأَسْره؛ فاختلَّ التوازن، وساد اضطرابٌ غير مشهود مثله سلفًا، ويحدث ذلك كله باسم الحَدَاثة[2] والتَّجديد والتقدُّم!

لقد أصبح تعليم القيم الجَميلة[3]، وترسيخُها في النفوس والعقول - فريضةً وأولويَّة من أعظم الأولويات[4]، فينبغي الاهتمام بها؛ لأنَّها مسؤولية يتحمَّلها جميع البشر بدون استثناء؛ وإن كانت الحظوظ والمسؤوليَّات تختلف من طرفٍ لآخر.

ويُعَدُّ سنُّ الطفولة والحداثة أعظم وأهمَّ مرحلة عمريَّة لتغرس فيها القيم الجميلة والأخلاق الفاضلة:
وَيَنْفَعُ الأَدَبُ الأَحْدَاثَ فِي صِغَرٍ
وَلَيْسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الشَّيْبَةِ الأَدَبُ

إِنَّ الغُصُونَ إِذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ
وَلَنْ تَلِينَ إِذَا قَوَّمْتَهَا الْخُشُبُ



صعوبة موضوع القيم:
أرَانِي أجدُ صعوبةً كبيرةً في الحديثِ عن القيمِ، ولا ترجع الصُّعوبة إلى الموضوعِ في ذاتِه، وإنَّما لاختلافِ التصوراتِ والمنطلقات، وتمثُّلات الأذهان[5] في مقاربته.

قد تَتَّحِدُ التصورات في أمور معيَّنة؛ لكنها سرعان ما تختفي في أخرى.

وهل هو اختلاف تنوُّع، أو اختلاف تضاد؟

يكون اختلافَ تنوعٍ في أحيان، واختلافَ تضادٍّ في الأغلب الأعمِّ من الأوقات.

قد تكون القيم إيجابيَّة، وقد تكون سلبية، فما الفرق؟ وما هي الحدود والمنطلقات؟

وتتوقَّف الإجابة عن هذين السُّؤالين على حلِّ الإشكالية السابقة؛ إشكاليَّة تعدُّد واختلاف وجهات النَّظر في موضوع القيم بين التنوُّع والتضاد.

بِعَودِنا إلى الساحة والميدان؛ نكشف صعوبة التَّعامل مع مفهوم القيم، وصعوبَة تصنيف تصورات الناس وتمثلاتهم للموضوع.

إنَّهم يُجْمِعون علَى أهمية القيم الإيجابيَّة؛ الاقتصادية، والفكريَّة، والتربوية، والنفسية...

يُجمعون بشكل صريحٍ على ضرورة القضاء على القيم السلبيَّة؛ لمفاسدها وأخطارها الاجتماعية والاقتصادية...

ورغم إجماعهم؛ فإنَّهم يختلفون اختلافَ تبايُنٍ في التعريف والضوابط والحدود...

ولا يَفوتُنا أنْ نُذكِّر بتيَّار متمرِّد ينفي القيم نفيًا قطعيًّا، داعيًا علانية إلى تجاوزها، بل يعتبرها عائقًا تنمويًّا، أو خرافةً أكَل عليها الدهر وشرب.

إشكالية القيم:




إشكاليَّة القيم من أعوص الإشكاليَّات على الإطلاق؛ وهي أخطر من الإشكالية البيئيَّة؛ لسببٍ وجيه:
"هو أنَّ فساد القيم يؤدِّي إلى تخريب البيئة وتدمير الكون، فإذا التزم الناسُ القيمَ الجمالية وقيم المسؤولية، ستكون البيئةُ بخير، وإذا فسدَت التصوُّرات، واختلطت القيم السلبيَّة بالأخلاق الفاضلة، وهيمنَت المادَّة على قيم الفِكْر وجماله، فانتظِر الكارثة على المستويات جميعها".

فما أحوجَنا إلى عقد قمَّة عالمية عملية جدية في موضوع القيم؛ لِتُجيب عن سؤالٍ مركزي هو: قِيَمُنا إلى أين؟

وهذه القمَّة - في نظري - أهمُّ من قمة عالميَّة في المناخ.

وما فساد المناخ، وتلوُّث البيئة، وارتفاع درجة حرارة الأرض، واتِّساعُ ثقب الأوزون، وذوبانُ الثُّلوج في القطبين... إلاَّ نتيجةٌ مباشرة - أو غير مباشرة - لفساد تصوُّرات الناس، وتلوُّث قيمهم بملوِّثات مادية ومعنوية.





تلوث الأفكار = تلوث المناخ وزيادة.



تقسيم القيم:
تزخر الساحة بتصوُّرات متعددة لمفهوم القيم، يمكن تصنيفها كما يلي:

تقسيمٌ باعتبار الدِّين:
قِيَم من منظور إسلامي/ ديني
قيم من منظور غير إسلامي، بعيدًا عن الدِّين



تقسيم باعتبار الاتِّفاق والاختلاف:
قيم متفق عليها إجمالاً
قيم مختلف فيها تفصيلاً


تقسيم باعتبار الإثبات والنَّفي:
فريق يثبت القيم ويعترف بها
فريق ينفيها، ولا يعترف بها



تقسيم باعتبار الظاهر والباطن:
قيم سلوكية ظاهرة
قيم باطنة قلبيَّة - عقلية



تقسيم باعتبار الإطلاق والنسبية:
قيم مطلقة
قيم نسبيَّة



تقسيم باعتبار الحقول المعرفية:
قيم اقتصادية
قيم اجتماعية
قيم فكرية...



تداخلات وتشابكات في حقل القيم:










يتبع...


[1] وتظهر تلك التشوُّهات في علاقة الإنسان بربِّه ونفسه والناس والمحيط.

[2] الحداثة: مشروعٌ فكري تقدُّمي، يُفسِّر الكون تفسيرًا متجرّدًا عن سلطة الماضي وكل أشكال السُّلطة، وأساس الحداثة الفصل بين الدِّين والدولة، فالدين في نظر الحداثيِّين تراثٌ قديم لا يليق بعصرٍ متطوِّر.

[3] من القيم الجميلة: العدل - المساواة - الإيثار - التواضع - الأخوَّة - المودة - الرحمة - الحياء - الكرم - حسن الضِّيافة - الأدب مع الله والناس - العفَّة - الشجاعة - الوفاء - الصِّدق - حسن الجوار - الإحسان...

[4] نحن في حاجة ماسَّة إلى فقه أولويات التغيير الاجتماعي؛ حتى لا نتيه في أجزاء قليلة الأهميَّة؛ فتضيع الجهود، ويستفحل الضرر، ويفوت الأوان.


[5] تُبنى التصوُّرات والمنطلقات والتمثلاتُ عبرَ مساراتِ التنشئةِ الاجتماعية، واختلافُ المحيط والبيئة يؤدِّي إلى تباين طرائق النَّاس في التفكير والبناء وتصوُّر الأشياء، وتكاد تتَّحِد تصوُّرات الناس ومواقفهم في بعض الأمور المرتبطة بالمصلحة الفرديَّة؛ كأساليب تحصيل المال، والسكن، وإشباع بعض الغرائز...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 99.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 97.86 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.72%)]