بيان شأن ذكر الله وأنواعه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311348 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041926 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131966 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-12-2019, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي بيان شأن ذكر الله وأنواعه

بيان شأن ذكر الله وأنواعه
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن استن بسنَّته، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وذِكره؛ فإنهما عنوان محبته وشكره، وآية تعظيمه والتعلق به، وبرهان الرَّهبة منه، والطمع في فضله؛ ولذلكم أمَر الله - تبارك وتعالى - في آيٍ محكمة من كتابه بكثر ذكره، والاستغراق في اللَّهج به، فقال - سبحانه -: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، وقال - جل ذكره -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 44].

عباد الله:
ولقد أكثر الله - جل وعلا - في محكَم تنزيله، وصادقِ قِيلِه من ذكر ثواب ومنافع ذكرِه، وحسن عواقبه، وكريم عوائدِه على الذاكر في عاجل وآجل أمره، فنبَّه على أنه علامةُ الهدى، ومن موجبات النصر على الأعداء، ومَظهر الصلاح، وسبيل الفلاح، وجِماع أنواع الأرباح، وأنه أكبر شيء.

عباد الله:
وكم في السُّنة الصحيحة من الأحاديث الصريحة المنوِّهة بشأن الذكر، والحاثة على دوام ملازمته، والاستزادة منه، والدالة على فضائله، وجمل كريمة منه، وأنه مجلبة للبركة، ومنجاة من العذاب، وعصمة من مضلاَّت الفتن، وحرزٌ من الشيطان، وأَمَنة من الفتان، وأنه خير العمل، وموجب ذكرِ العبد عند الله عز وجل، وهو الباقيات الصالحات، وغراس وبناء الجنَّات، وأنه تجديد للإيمان، وتكميلٌ لعمل الإنسان، وسبب لإجابة الدعاء، وقبول العمل، ومكفرة للسيئات، ورفعةٌ في الدرجات، وزيادة في الحسنات، وتُستنزل به الرحمات، ويباهي الله - تعالى - بالذاكرين الملائكةَ، وغنيمةُ مجالسه الجنةُ، وأن ترديدَه من أعلى النعيم في الدارين، ومجلبة رضوان رب العالمين، والأمن من سخطه - سبحانه - في الدنيا ويوم الدين، فما أعظم الشانَ، وأجلَّ الإحسان!

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما عمل آدميٌّ عملاً قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخير لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ذكرُ الله)).

وأخبر - صلى الله عليه وسلم -: أن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله - هي الباقياتُ الصالحات، وأحب الكلام إلى الله، والتي اصطفاها لملائكته، وأن من قال كلمةً منها غُرست له شجرةٌ في الجنة.

فأكثروا - عبادَ الله - من ذكر ربِّكم - تبارك وتعالى - في جميع الأحوال والآناءِ؛ فإنه أعظمُ وأشرف منازلِ العبودية، وهو منشور الولاية الربانية، وهو قُوت القلوب، وزكاة النفوس، وقوة الأبدان، به تُستدفع الآفات، وبه تكشف الكربات، وتُصرَف البليات، ومعه تَهون المصيبات، وهو راحة المؤمنين، وجنة المتقين، ومَتجر المحسنين مع رب العالمين، وهو جلاء الذنوب، وزينة الألسن، ونور البصائر، وعنوان صلاح السرائر.

عباد الله:
والذكر كذلكم هو باب الله الأعظم، الذي يلج منه أهلُ التقوى والكرم، وهو ميدان السبق، وعنوان أهل الحق، وبرهان صدق الإيمان، وديدنُ عباد الرحمن.

أيها المسلمون الذكر أنواع ثلاثة:
فأولها ذكرٌ لله بالقول، وهو ذكر الله -تعالى- باللسان ثناءً؛ كقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأستغفر الله، ودعاءً؛ كسؤال الله - تبارك وتعالى - الحاجاتِ من أمر الدنيا والآخرة، والاستجارة به من المصيبات والبليَّات ومضلات الفتن الباطنة والظاهرة، وكتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعوة إلى الله - تعالى - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك من مشروع القول.


معشر المسلمين:
وأما النوع الثاني من ذكر الله - تعالى - فهو ذكره - سبحانه - بالأفعال التي تعبَّد اللهُ بها المكلفين؛ كالعبادات البدنية؛ كالصلاة والصوم ونحوهما من العبادات البدنية فعلاً وتركًا، وكالعبادات المالية التي يُتقرَّب إلى الله - تعالى - ببذل المال فيها؛ كالزكوات، وأنواع البِر والصَّدقات، والصِّلات والهبات، ونحوها مما يُبذَل لمستحقه من المساكين والأيتام، والإخوان والجيران والأرحام، وكل من له حقٌّ من أهل الإسلام، وهكذا العبادات التي يجتمع فيها فعل البدن، وبذْل المال؛ كالحج والجهاد في سبيل الله، ونحوها مما يُلتمس فيه فضلُ الله - تعالى - ورضاه.

معشر المسلمين:
وأما النوع الثالث من ذكر الله - تعالى - فهو ذكرُ علام الغيوب، بعلوم واعتقادات وأعمال القلوب؛ كالعلم والاعتقاد بأنه - سبحانه - ذو الذات العظيمة، والأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال الحكيمة، والأفضال العظيمة، المتنزِّه عن النقائص والعيوب، والشركاء والأمثال، والأنداد والأكْفَاء، الموصوف بعظمة الشان، وعزِّ السلطان، والفضل والإحسان، المستحق لأن يُعبَدَ ويوحَّد، ويُذَلَّ له ويُقْصَدَ، ويعظَّمَ ويُجَلَّ ويُحَبَّ، ويسترضى ويُتَّقى منه السخط والغضب، فيتعبد له - سبحانه - بفعل ما شرع، وعلى الوجه الذي شرع، وعلى هدي نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - المرسل ليُطاعَ ويتَّبع، فيعبد - سبحانه - بالمحبة والرغبة، والتعظيم والرهبة، والإجلال والخوف والخشية، والتوكل عليه، وصدق الاعتماد عليه، مع الثقة به، والتوبة والإنابة، والرجاء والطمع، والإخلاص والشكر، واستحضار إحاطة علمه، ونفاذ مشيئتِه، وعظمة قدرته، وكمال قوَّته، وقربه ومعيَّته، ونحو ذلك من أعمال وأحوال القلوب، المؤمنة بعلام الغيوب.

أيها المؤمنون:
وهكذا يذكر العبدُ المنيب ربَّه - تبارك وتعالى - بفؤاده وحواسه وجوارحه، فذكرُ القلبِ: بالعلم بالتوحيد والحب والتعظيم والرجاء، والتسليم والاستسلام والخوف والرضاء، وذكرُ العينين: بالنظر فيما شرع الله، وأباح النظرَ إليه، والبكاء، وذكرُ الأذنين: بحُسن الإصغاء، وذكر اللسان: بالبيان والدعاء والثناء، وذكر اليدين: بمدِّهما فيما يُرضي المولى جل وعلا، وذكرُ القدمين: بمشيِهما استجابةً لداعي الهدى.

وبذلكم يتحقَّق من البدن الشكرُ والوفاء، ومن الله - تعالى - الثوابُ والرضاء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.08 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]