رسالة من جيش الفاتحين إلى إخوة الجهاد والرباط في حركة حماس

[قناص الرافضة]

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه ومن استن بسنته واهتدى بهداه.
وبعد
قال تعالى: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)(البقرة: من الآية250)
من جديد نشد على أيدي إخوتنا في حركة حماس وندعو لهم بالصبر والثبات والسداد, ونقول بان النصر مع الصبر وان ما تتعرضون له من حصار جائر دولي وجفاء دائم عربي, إنما هو ابتلاء من الله تعالى ليثبت به المؤمنين ويرفع بعضهم فوق بعض درجات. وان ما يقوم به العالم اليوم من إذكاء للفتنة وتأليب للرأي العام ضدكم إنما هو جزء من هذا الابتلاء, ولقد أبليتم في صده بلاءا حسنا بصبركم وثباتكم ووأدكم للفتنة. أما ما يقع عليكم اليوم من تصفية جسدية لقياداتكم وكوادركم إنما هو أمر مختلق, ولا يكتفى لصده بالصبر وحده, لان الجوع شيء والقتل شيء أخر, لان ديننا امرنا بالصبر على الجوع والابتلاء ولكنه لم يأمرنا أن نقدم أرواح المجاهدين رخيصة كي تزهق على يد عصابات ضالة, بل امرنا بدفع الصائل وان كان مسلما مؤمنا, فكيف إن كان عميلا وعبدا لبني صهيون!!
فلا بد من اتخاذ إجراءات حازمة وصارمة لوأد هذه الفتنة التي صنعها المحتل وسوق لها عملائه, واقل واضعف إجراء يجب عليكم اليوم هو حماية قادتكم وشبابكم عسكريا وامنيا.
واعلموا بان العالم بأسره قد راهن على فشلكم ولعب معكم كل بطاقاته السياسية والاقتصادية والعسكرية, ولكنه خسر الرهان بفضل الله ثم بصبركم وصمودكم, ولم يبق لديه إلا بطاقة رخيصة واحدة, ألا وهي بطاقة الاقتتال الداخلي والتي فشلت هي الأخرى بدورها في تأليب الناس عليكم أولا وفي شق الصف ثانيا وستفشل بإذن الله في مشروعها التصفوي ثالثا.
ولنا مع هذه الأحداث وقفات ننتفع وإياكم بها:
أولا: لقد ثبت لكم ولنا ولكل ذي لب وعينين بان السبيل الأوحد للتعامل مع كل محتل وعملائه هو الجهاد المسلح في سبيل الله اعلاءا لدينه وتحريرا لأراضي المسلمين.
ثانيا: فشل ما يسمى ( بالكفاح السلمي أو السياسي) مع العدو الصهيوصليبي, لأنه عدو ماكر يجيد اللعب على الحبال, وكذلك دخول الجماعات الجهادية في معترك العمل السياسي لا يزيد الأمور إلا تعقيدا وهدرا للوقت والطاقات وتشتيتا للجهد والتركيز, لان اغلب الجماعات الجهادية التي بالغت في العمل السياسي تحولت إلى جماعات سياسية لها جناح مسلح بعد أن كان أصلها جماعات مسلحة لها جناح سياسي, وفي الغالب فنهايتها إلى هدنة أو وضع سلاح أو وقف إطلاق نار وما شابه.
ثالثا: خطر الدعوات والنعرات الجاهلية من قومية ووطنية وما شابه, لأنها الباب الأوسع لدخول العدو ليشق الصف بين الإسلاميين وأهل بلدهم, وما يجري اليوم خير دليل على ذلك.
رابعا: لا صحوة ولا نهضة لهذه الأمة إلا بالعودة لدينها وعقيدتها فما ذلت الأمة إلا بعد أن تركت دينها ولا عزة لها إلا بالعودة له. وها نحن نرى بشائر الصحوة وطلائع النهضة في أفق الأمة التي بدأت تدرك أين يكمن عزها.
أخيرا نقول لإخوتنا في حركة حماس حفظهم الله إلا فاصبروا واحتسبوا واعلموا بان للنصر وللمجد ثمن, ولنتذكر جميعا ما نزل بالنبي المؤيد المنصور محمد صلى الله عليه وسلم من ابتلاءات ومحن وشدائد وهو من هو منزلة وقربا من الله تعالى.
كما ونقول انتم اعلم بحالكم وبواقعكم وبنوازلكم ولكم علمائكم وفقهائكم وانتم اعلم بمصالحكم, ولكن اعلموا بان أملنا وأمل الأمة بكم كبير وان ارض فلسطين ودماء القسام واحمد ياسين والرنتيسي وكل الشهداء أمانة في أعناقكم فلا تسمحوا لأحد أن يستهين بها أو يساومكم عليها, واصبروا وصابروا واربطوا واتقوا الله, وما النصر إلا صبر ساعة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


الناطق الرسمي لجيش الفاتحين
أبو الحسن البصري
9/ في يوم الحج الأكبر/1427هـ