|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يوميــــــــــــــــــــــــــــــاتُ مسلم ... الحلقة (1)
الله أكبر .. الله أكبر .. أشهد لا إله إلا الله .. أشهد أن محمد رسول الله .. حي على الصلاة .. حيّ على الفلاح .. الصلاةُ خيرٌ من النوم .. كعادته استيقظ عمر على تلك النغمات؛ بادئًا بها يومه الجديد؛ توضأ ثم خرج مع الفجر و نسماته العذبه متجهًا إلى المسجد لآداء الفريضة ... فجأة! شقّ هذا السكون و الطمأنينة صراخُ طفلٍ يبلغ من العمرِ ستُّ سنوات .. الطفل بتذمر يكرّر عبارته : أبي لِمَ أيقظتني! لقد كُنت نائمًا؟ الأب بفتور وبرود : بل يجب عليك الإستيقاظ؛ فالصلاةُ خيرٌ من النوم.. استنتج عمر من ذلك المشهد أن الأب أجبر الطفل على الإستيقاظ من النوم؛ و القدوم معه للمسجد! لم يرق هذا المشهد لعمر كثيراً .. لكنّه اضطرّ للصمت .. وكان هذا الرجل جاراً لهم ... يلحظُ عليه عدم المساواة في السلوكيات وتعاملاته مع أبنائه! فمن أولاده من تركهم .. ومنهم من بالغ في تربيتهم فلم يمزج ليناً بشدة .. بل اشتدّ فحسب ! حاول عمر التقرّب للرجل .. يوما بعد يوم .. وخصوصاً أنّهم أبناء مسجدٍ وجيران ...وعليه قبل النصيحة أن يتهيّأ لها .. حتى يتقبلها الرجل برحابة ![]() وجاء يوم التقيا فيه في الطريق إلى مشاغلهم .. الجار: السلامُ عليك يا عمر؛ كيف حالك؟ عمر: وعليك السلام؛ نحمده و نشكره على الحال. الجار: أعذرني يا أخي؛ فأنا دائمًا أراك في المسجد و لا أجلسُ معك إلا قليلاً ..فلي ابن صغير يكاد يقتلني من شدّة البكاء؛ كلما أيقظته كل صباح ليذهب معي للمسجد.. يبكي و يزعجني كثيرًا؛ فما أن يسلّم الإمام أخرج من المسجد حتّى لا يُزعج المصلين.. و لكنّ سأكون له بالمرصاد .. سأعاقبه حتى يستقيم! ابتسم عمر ![]() هو ما يجعلُ المؤمن يُقبلُ عليها أكثر وأكثر .. وتكون محببةً جداً إليه ! وكذلك طفلُكَ .. عليكَ أن تتدرج معه في العبادة .. والتربية أيضاً .. فلم يبلغ السنّ الذي تقسو عليه هكذا ! وإن ميّزه الله بالاستيعاب ! عليكَ بالتخفيف .. فلتجعله هذا الأسبوع يصلّي صلاتين .. الذي يليه ثلاثة .. ثمّ أربعة ... إلى أن ينجزها بالنوافل وزيادة .. وسترى النتيجة .. وجرّب ذلك .. وحرّر نفسك من العنف .. فإنّ ذلك عواقبه وخيمة ! فأنتَ القدوة لأبنائك ..فسيصبحون مثلك تماماً غداً .. هذا ما وددتُ قوله لك يا صاحبي .. والله من وراء القصد .. حفظكَ الله وأهلك أجمعين . صمتَ الرجلُ مفكراً وقد اتضح أنّ عمراً قد أثّر عليه بطريقةٍ ما .. وتطرقوا إلى أمور الدنيا وغيرها .. وتناقشوا بها إلى أن وصل كلٌ إلى عمله ... وانتهى الأمر وعمر أجزم بأنّ جاره سيتغيّر .. بصورة رهيبة جداً .. فلقد لمح ذلك بعد الحديث معه .. وشهد الصدقَ في عينيه ! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |