|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مفكرة الإسلام: إن من الأمور المبهجة حقًا والمحزنة في نفس الوقت أن ينوب أعداء الإسلام عن المسلمين في قراءة تاريخهم وتراث أمتهم فنجد أن كثيرا من كتب التاريخ والتراث والموسوعات الكبار قام بجمعها وترتيبها وإخراجها للحياة والعلن مجموعة من المستشرقين الذين في جملتهم ما قاموا بذلك حبًا في الإسلام والبحث العلمي، إنما قاموا بذلك للطعن في الإسلام والنيل منه وأهله؛ حيث يستطيع هؤلاء وبسهولة أن يزيفوا الحقائق التاريخية ويروجوا الأكاذيب ويضخموا الأخطاء ويبدوا المثالب؛ ثم يأتي المسلمون من بعدهم فيهتدون بعلمهم ويتبعون صنعهم ويصبحوا ببغاوات تردد نفس الأكاذيب والأباطيل الاستشراقية، وبطلنا الذي سنتحدث عنه واحد من كبار أبطال المسلمين الذين انهال عليه أعداء الإسلام طعنًا وتشويهًا وطمسًا حتى ضاعت ذكراه العطرة وبقيت الأوصاف الكاذبة تلوح في الذاكرة، وهذا أوان تصحيحها . شامل باسييف الملقّب -عبدالله شامل أبو إدريس- وُلد شامل باسييف الملقّب -عبدالله شامل أبو إدريس- في 14 كانون الثاني من العام 1965 في قريبة ديشني فيدينو، التي تقع جنوبي شرق الشيشان من أبوين شيشانيين, وقد أطلق عليه والده اسم شامل تيمّناً باسم الإمام "شامل" قائد المجاهدين الشيشان الأخير في وجه الروس في الحرب القوقازية. ولعائلته إرث وتاريخ كبير وطويل في الجهاد ومقاومة الحكم الروسي، وعانت كثيراً من أعمال القوّات الروسية الانتقاميّة. كان لجدّه محاولة لإنشاء إمارة شمال القوقاز بعد قيام الثورة الروسية في العام 1917, تمّ اجهاضها فيما بعد، ونفي كل عائلة "باسييف" والشيشان إلى كازاخستان كردٍّ على محاولة إنشاء إمارة مستقلّة ودعم المجاهدين, ولم يُسمح لهم بالعودة إلاّ في العام 1957. تخرّج "شامل باسييف" من مدرسة "ديشني" في قريته في العام 1982, وعمل بداية في السنتين اللاحقتين في الجيش الروسي في قسم مكافحة النيران. انتقل بعد ذلك إلى موسكو في محاولة للدراسة في كليّة الحقوق في جامعة موسكو، لكنّه عاد ودخل معهد هندسة موسكو لإدارة الموارد في العام 1987, مارس بعد ذلك الأعمال التجارية. نحو الجهاد في تشرين أول من العام 1991 أعلن الزعيم الشيشاني جوهر دوداييف قيام جمهورية الشيشان المستقلة عن روسيا, فأعلن الرئيس الروسي يلتسن حالة الطوارئ في روسيا، وأمر بالتعبئة العامة للجيش على حدود الشيشان لمواجهة الأمر, فقامت الحكومة الشيشانية الوليدة بإعلان تطوّع (60.000) مجاهد للدفاع عن الشيشان ضدّ الغزو الروسي، وكان شامل من بينهم، وعندها بدأت رحلته الجهادية. وفي 9 تشرين ثاني من العام 1991, حاول باسييف لفت انتباه العالم إلى القضيّة الشيشانية, فقام ومجموعة من المجاهدين بتحويل مسار طائرة روسية إلى تركيا. في العام 1992, قاتل شامل الروس في أبخازيا المجاورة، وأصبح قائد الوحدات العسكرية التابعة للكونفدرالية، ودعم مع هذه الوحدات النضال الذي خاضته إبخازيا من أجل استقلالها عن جورجيا، وقد لعب دوراً فعالاً للغاية في تحرير إبخازيا من الاحتلال الجورجي. ثمّ انتقل إلى إقليم كاراباخ في أذربيجان، ثمّ توجه إلى ولاية "خوست" الأفغانية عام 1994 حيث بقي هناك بين شهري نيسان وتموز، ومن ثم عاد إلى الشيشان من أجل الدفاع عن الرئيس جوهر دوداييف إثر اندلاع حرب داخلية في الشيشان، وشارك في العمليات التي استهدفت مجموعات المعارضة المسلحة الموالية لروسيا. باسييف في الحرب الشيشانية الأولى في 11 كانون اول 1994 قامت القوات الروسية بغزو الشيشان, فعيّن دودييف المجاهد باسييف قائداً للدفاع في الخطوط الأمامية في جبهة القتال ضدّ الروس, وقد قامت القوات الروسية في العام التالي بقصف منزل عائلة بسييف لتقتل فردا منها دفعة واحدة، عندها قرّر تنفيذ عمليات نوعيّة لفك الحصار عن مدينة جروزني عاصمة الشيشان، فقام بعملية نوعية أثارت له العديد من الانتقادات؛ إذ خطط لعملية احتجاز الرهائن في مدينة "بودينوفسك" الروسية في منتصف يونيو 1995. وكانت هذه العملية الشهيرة الناجحة تهدف للفت أنظار العالم للاحتلال الروسي للشيشان والفظائع التي يرتكبها في الجمهورية ومطالبة موسكو بوقف هجومها على جروزني في مقابل الإفراج عن الرهائن. في العام 1996, تمّ ترقية باسييف إلى رتبة قائد القوات المسلحة الشيشانية، وقام بالعديد من العمليات النوعيّة ذات العيار الثقيل، مما أدّى إلى تقهقر القوات الروسية وانهيارها وتراجعها وفك الحصار عن العاصمة جروزني، وعندها أُجريت انتخابات في الشيشان، فجاء أصلان مسخدوف رئيساً، وأصبح باسييف نائبا للرئيس بنسبة أصوات بلغت 23.5%. شامل ينقل المعركة إلى روسيا في آب من العام 1999, قام باسييف بقيادة مجموعة من (2000) مجاهد متمّكن لمساعدة الداغستانيين لإنشاء جمهورية داغستان الإسلامية، وبالتالي إقامة وحدة إسلامية بين جمهوريتي الشيشان وداغستان. قامت القوات الروسية عندها بمنع هذا التحوّل، ولكنّها اعترفت بخسارتها القاسية لأكثر من (1100) جندي بين قتيل وجريح. في أيلول من نفس العام, حصلت انفجارات في شقق سكنية روسية مات على إثرها (293) روسي, اتّهمت القيادة الروسية القائد شامل باسييف والقائد السعودي خطاب (سامر السويلم) ورفاقهم بذلك، لكنّ شامل ورفاقه أنكروا ذلك, كما، وأكّد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف عدم صحّة الاتّهامات الروسية. وتوعّد رئيس الوزراء الروسي آنذاك فلاديمر بوتين الشيشان بالويل والثبور, وكانت هذه بداية للاجتياح الروسي الثاني للشيشان. في تشرين ثاني من العام 2002, نقل أحد المواقع الشيشانية مسؤولية باسييف عن عملية المسرح الروسي، واعتذر من مسخادوف على عدم إطلاعه على العملية مسبقاً. وفي كانون أول من نفس العام قام باسييف بتنسيق عملية استشهادية لسيارات ملغومة لاقتحام وتفجير مقرات الحكومة الشيشانية في غروزني والموالية لموسكو. في العام 2004, قاد باسييف مجموعة في أنغوشيا المجاورة حيث تمّ الاشتباك مع القوات الروسية، وتم اغتيال وزير الداخلية فيها. وفي نيسان من نفس العام تبنى باسييف عملية نوعيّة قويّة أدّت إلى اغتيال الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو أحمد قاديروف. عندها وضعت الحكومة الروسية مكافأة مالية قدرها (10) مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى القبض عليه متهمة إياه بقضية حصار مدرسة بيسلان. وقد تمّكن بعدها من القيام بعمليات متفرقة قوية في داخل روسيا دون أن تتمكن السلطات الروسية من القبض عليه. في شباط من العام 2005, أعلنت الحكومة الروسية مقتل شامل باسييف، وقد كان هذا الإعلان السادس عن التمكن من مقتله منذ العام 1999. وفي نيسان من العام 2005 أعلن القائد شامل مسؤوليته عن انقطاع التيار الكهربائي في موسكو. وفي آب من العام 2005 عاد شامل للالتحاق بالحكومة الشيشانية المقاومة في منصب مساعد الرئيس. نهاية الأبطال في 10 تموز من العام 2006, أعلنت السلطات الروسية مقتل باسييف في إنغوشيا المجاورة، وبحسب المعلومات الخاصة نقلاً عن مصادر روسية, فقد تمّ اغتيال باسييف في 9-7-2006 وهو يقود شاحنة محمّلة بالمتفجرات بعد مهاجمة الشاحنة التي انفجرت به، وقد أكد مجاهدو الشيشان نبأ استشهاد القائد شامل باسييف في بيان بثه موقع صوت القوقاز
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() فيلم عن حياة واستشهاد القائد شامل باساييف Shamil Basayev
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() الإمام شامل أسد داغستان مقدمة لقد اتبع النظام الشيوعي البائد في حكم ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي سياسة الستار الحديدي والتعتيم الكامل عما يجري على أراضيه عموماً وعلى المناطق الإسلامية خصوصاً حتى نشأت أجيال متعاقبة من أبناء المسلمين لا يعلمون أن لهم إخواناً في العقيدة يعانون من الظلم والقهر لقرون طويلة، ولم تتكشف هذه الحقيقة إلا بعدما سقط الاتحاد السوفيتي وظهرت الجمهوريات الإسلامية، وقام المسلمون من تحت ركام الطغيان الصليبي ثم الشيوعي، ليرووا لنا الأهوال التي لاقوها من أجل الحفاظ على دينهم وعلى هويتهم، التي ظلت صامدة راسخة في قلوبهم، واستعصت العقيدة المتغلغلة في نفوسهم على التغيير والتبديل، وقاموا ليرووا لنا تاريخ أبطالهم العظام الذين قادوا المسلمين في التصدي لحرب الروس، وهذه سيرة واحد من أعظم أبطال المسلمين في تلك المناطق . الإسلام في بلاد القوقاز يطلق لفظ بلاد القوقاز أو القفقاس أو القفجاق على المنطقة الشاسعة الواقعة بين بحر قزوين 'الخرز قديماً' والبحر الأسود، ولقد دخل الإسلام لهذه المناطق مبكراً عندما فتح 'سراقة بن عمرو' أذربيجان عام 22هجرية في عهد الفاروق عمر رضى الله عنه، ثم أتم عبد الرحمن بن ربيعة الفتح بدخول مدينة 'دربند' على ساحل بحر قزوين وكان العرب يسمونها 'باب الأبواب' وتقع في 'داغستان' ثم واصل 'سراقة بن عمرو' فتوحاته بالقوقاز ففي عهد الخليفة الراشد 'عثمان بن عفان' رضى الله عنه فتح أرميتيا وجورجيا، ثم ارتد الأرمن فجاءهم جيش بقيادة 'حبيب بن مسلمة' فأخضعهم [وهكذا نرى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيحون في أقصى أرجاء المعمورة فاتحين ومبشرين وهادين الناس لدعوة الإسلام، حاملين في أعناقهم أمانة تبليغ الإسلام للعالمين، رافعين راية التوحيد ليبددوا بها ظلمات الشرك والجاهلية ولو في آخر بلاد العالمين]. لم يستقر الوضع للمسلمين بهذه المناطق بسبب بعدها عن الجزيرة العربية وكثرة ثورات أهلها الذين لم يتعرفوا بعد على حقيقة الإسلام، وكان الإسلام قد انتشر في الجهات الشرقية 'داغستان والشيشان' والجنوبية 'أذربيجان'، وبقيت الأجزاء الوسطى والتي تتضمن بلاد جورجيا وأرمينيا نصرانية وعلى اتصال مباشر مع الدولة البيزنطية التي كانت تحرضهم على المسلمين باستمرار، واستمر الوضع هكذا أيام الدولتين الأموية والعباسية حتى ظهرت قوة السلاجقة الأتراك الذين سيطروا على بلاد القوقاز سنة 465 هجرية . ومن حسن طالع هذه البلاد أنها كانت ضمن أملاك مغول القبيلة الذهبية أو أسرة 'جوجى بن جنكيز خان' وكانت هذه القبيلة أولى قبائل المغول إسلاماً خاصة أيام ملكهم العظيم 'بركة خان' فانتشر الإسلام أكثر فأكثر ببلاد القوقاز، ولكن انشغال ملوك هذه القبيلة بالحروب المستمرة مع بنى عموتهم 'الدولة الإيلخانية' هولاكو وأبنائه، صرفهم عن توسيع رقعة الإسلام بالقوقاز وظلت جورجيا وأرمينيا نصرانية. بلاد القوقاز بين العثمانيين والصفويين انقرضت دولة المغول وتفتت لدويلات صغيرة متناثرة هنا وهناك، وفى هذه الفترة تنامت قوى إسلامية جديدة على طرفي النقيض وهى الدولة العثمانية السنية والدولة الصفوية الشيعية وأيضا ظهرت قوة نصرانية جديدة وهى الدولة الروسية والتي حاولت أن تتوسع على حساب الدول الأخرى، وكانت منطقة القوقاز هي حلبة الصراع وتنازع القوى الثلاثة، ذلك لأنها تقع في وسط الدول الثلاث. بدأ العثمانيون في مد نفوذهم إلى بلاد القوقاز والقرم خاصة بعدما استفحل الخطر الروسي والذي أخذ يبتلع بلاد التتر المسلمين فأوقفتهم الدولة العثمانية، وعلى الناحية الأخرى استطاع الصفويون ضم معظم أجزاء القوقاز بسبب انشغال العثمانيين بالحروب في البلقان، فلما تفرغ العثمانيين للقوقاز نزعوا كثيراً مما أخذه الصفويون، خاصة وأن الصفويين كانوا روافض يجبرون سكان القوقاز على الرفض والتشيع وتمكنوا من فرضه على سكان أذربيجان، فأوقف العثمانيون المد الشيعي لهذه البلاد، ونجح العثمانيون في نشر الإسلام بين القبائل التي لم تدخل الإسلام بعد فاعتنقته قبائل الشركسى والقبرطاى والأديغة والأنجاز والأوستين والأنجوس وأصبح غالب سكان القوقاز مسلمين سنة وتركز الروافض في أذربيجان، بينما بقى معظم الأرمن على نصرانيتهم . الاحتلال الروسي للقوقاز نستطيع أن نقول بمنتهى الوضوح والصراحة أن السبب الرئيسي وراء سقوط هذه البلاد الغالية في قبضة الاحتلال الروسي هو الكيد والتآمر الشيعي الخبيث الذي قامت به الدولة الصفوية الرافضية التي ظلت تحارب وتنازع الدولة العثمانية على منطقة القوقاز مما سهل على الروس التقدم واحتلال صحراء القوقاز، ثم احتلال بلاد القوقاز شيئاً فشيئا فاحتلوا أولاً داغستان المطلة على بحر قزوين ثم الشيشان ثم توالى السقوط بتوالي هزائم الدولة العثمانية أمام الروس. عمل الروس منذ أن وطئت أقدامهم النجسة هذه البلاد الطاهرة على تغيير الهوية والصبغة الإسلامية لأهل القوقاز فنشروا المفاسد وأباحوا المحرمات وعطلوا الشريعة وبذروا الفتنة بين المسلمين واصطنعوا عملاء وجواسيس لهم في كل قرية وبلد في القوقاز، وأثاروا النعرات القبلية بين القبائل والقوميات المختلفة، ونصبوا حكاماً وأمراء من المسلمين الموالين لهم ممن يؤثرون دنياهم ومصالحهم الشخصية على حساب دينهم وعقيدتهم، ونجح الروس إلى حد ما في طمس الهوية الإسلامية للشعوب القوقازية ونشر بعض المفاسد مثل الخمر الذي انتشر بين أبناء الشعوب القوقازية هناك، واسمع لوصف داغستان من واحد من أكبر علماء البلاد وقتها وهو العلامة 'سعيد الهركانى' وهو يدعو تلاميذه للهجرة من هذه البلاد الظالم أهلها فيقول 'اعلم أن دار داغستان هو معدن الأخطار ومسكن الأشرار ومنبع المآثم والأكدار لا تقام فيها الحدود، ولا توفى فيها العهود، وأهلها عبيد العارات، ومضيعوا الصلوات، ومرتكبوا الشهوات، ليس لهم همة سوى جمع الحطام من غير تفرقة بين الحلال والحرام، وحكامهم فجار، وولاتهم أشرار وعلماؤهم ذئاب على أجسادهم ثياب، فإن أردت اللحوق بالأبرار فعليك بالنقلة عن تلك الديار' ونحن نلحظ من هذه الرسالة مدى الفساد واليأس المنتشر بين أهل البلاد تحت تأثير الاحتلال الروسي . ثورة الأحرار كانت روسيا تتبع مع سكان داغستان نظام الحكم شبة الذاتي، حيث تركت إدارة البلاد بعد تقسيمها لعدة إمارات بيد المسلمين الموالين لها من الأمراء الطامعين الدنيويين، والاشتراط عليهم بالحكم بقوانين وعادات الروس وليس بالشريعة الإسلامية التي هي بالطبع تقوم السلوك وتصحح الانحراف وتأبى على المتحاكمين إليها بالخضوع والذلة لأعداء الإسلام، وتولى هؤلاء الأمراء الخونة مهمة قطع وطمس هوية الشعب الداغستانى المسلم، واستمر الوضع كما هو عليه عشرات السنين حتى بدأ الأحرار من المسلمين الصادقين في الشعور بحتمية التخلص من نير الاحتلال الروسي وإنقاذ بلاد الإسلام ودينهم من جور الكفرة الذين يريدون طمسه بالكلية . نستطيع أن نقول أن الذي قاد الثورة في داغستان هم العلماء والشيوخ وكان أول من قاد الثورة هو الشيخ العلامة 'محمد الكمراوي' وكان من كبار علماء داغستان وله تلاميذ كثر على رأسهم الشيخ 'شامل أفندي' بطلنا المقدام، واستطاع العلامة المجاهد 'محمد الكمراوي' أن يعد جيشاً صغيراً يقدر بثمانية آلاف مقاتل مسلم من أهل البلاد، حقق به عدة انتصارات باهرة على القوات الروسية ولكنه سرعان ما استشهد رحمه الله في معركة 'كيمرة' ضد الروس وذلك سنة 1248 هجرية وأصيب الشيخ 'شامل' إصابة شديدة ولكنه نجا، وكان العلامة 'محمد الكمراوي' شديد الحماسة والغيرة على الإسلام وفي منتهى الشدة على الخونة والمنافقين من الموالين لروسيا، وألف رسالة صغيرة بعنوان 'إقامة البرهان على ارتداد أمراء داغستان' ويعني بهم التاركين لحكم الشريعة الإسلامية، الموالين لروسيا الصليبية، وبالجملة وعلى الرغم من قصر مدة ثورة 'محمد الكمراوي' إلا أنها استمرت من بعده ولم تهدأ طيلة ثلاثين عاماً متصلة. بعد استشهاد الإمام الغازي والشجاع الباسل 'محمد الكمراوي' في جهاده ضد الفرس، تولى القيادة بعده الشيخ 'حمزة بك علي' واستطاع أن يكسر شوكة أمراء 'أوار' الموالين للروس الخائنين للإسلام ولكن لم يمضي عليه سوى سنة ونصف حتى قتله رجل منافق اسمه 'عثمان' بدافع من الروس وذلك يوم الجمعة حين ذهابه للصلاة إلى جامع البلد الكبير، 'وهكذا يلعب دائما المنافقون أقذر الأدوار في تعطيل مسيرة النهضة والتحرر ولولا هذا الطابور الخامس المندس في صفوف أمة الإسلام ما سقط بلد مسلم قط بيد أعداء الإسلام وما حدث في أفغانستان والعراق خير دليل على دور المنافقين الخطير في هدم الأمة وتسليمها لأعدائها'. الإمام شامل انتقلت قيادة الثورة إلى الشيخ الإمام 'شامل بن دنكاو الداغستاني' وكان هو بحق رجل الساعة وفارس الساحة والأسد الجبلي الذي لا يقوى عليه أحد من أعداء الإسلام، ولد 'شامل' سنة 1212 هجرية في قرية 'كيمرة' من مديرية 'خونزاخ' على نهر 'قويصو' وهى قرية زراعية مشهورة بالفواكه الجيدة، أخذ في حداثة سنه عن العالم المتبحر 'سعيد الهركاني' وصحب منذ صغره الشيخ المجاهد 'محمد الكمراوي' قائد الثورة الأول في رحلته العلمية وعكف معه على العلم والعبادة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حتى قامت الثورة المباركة وكان 'شامل' الذراع اليمنى لمحمد الكمراوي وقائد جيوشه وشريكه في الأمور حتى ليلة استشهاده، ثم اشترك مع القائد الثاني 'حمزة بك على' حتى استشهاده هو الآخر، فأجمع الناس على تولية الشيخ 'شامل' قيادة الثورة ومن يومها أصبح اسمه الإمام شامل. دولة داغستان الإسلامية عندما استلم الإمام 'شامل' قيادة الحركة المباركة لطرد الروس من داغستان، كان يملك رؤية شاملة ومتكاملة عن شكل المجتمع المسلم الذي سيكون عليه الناس في داغستان بعد تطهيرها من دنس الروس الكفرة، وهو ليس قائد ثورة فقط بل حمل على عاتقه جميع شئون الملة من إحياء للدين الإسلامي ونشر العلم وتطبيق الشريعة وإقامة العدل وتطهير المجتمع من الآثار المرذولة التي خلفها الاحتلال الروسي للبلاد، وجاءت خطوات الإمام 'شامل' لتحقيق هذا الهدف كالآتي: أولاً: القضاء على المنافقين قام الإمام شامل أولاً بتطهير المجتمع الداغستانى من العملاء والموالين للاحتلال الروسي، فحارب جميع الذين والوا الروس وشايعوهم ضد إخوانهم في الدين والوطن، وألح في جهادهم حتى طهر منطقة 'أوارستان' منهم وهاجم الحاميات الروسية الموجودة بها حتى اضطرهم للجلاء عن معظم جبال داغستان بعدما كانوا قد أقاموا حصوناً وبروجاً ضخمة بها. ثانياً: ضم الشيشان مع داغستان لم يكن هدف الإمام 'شامل' تحرير داغستان فقط من نير الاحتلال الروسي، بل كان يهدف لتطهير منطقة القوقاز بأسرها من الروس، واستعادة الحكم الإسلامي عليها مرة أخرى، لذلك عمل الإمام 'شامل ' على توسيع قاعدة الدولة الإسلامية، فانتقل بالثورة إلى الشيشان حيث الرجال الأشداء والأبطال الكواسر وأسود الجبال الضارية، وبالفعل هناك قوي عضده واشتد ساعده وجمع شمله وصار قوة كبيرة يخشى بأسها، وأنزلت هذه القوة العديد من الهزائم المدوية على الجيش الروسي، خاصة في معركة 'ويدانو' سنة 1251 هجرية التي قتل فيها ستة آلاف صليبي روسي وكانت فاتحة إقبال 'شامل ' وحركاته على الصعيد القوقازي. ثالثاً: بناء الجيش النظامي كان الإمام 'شامل' يعلم علم اليقين قوة خصمه ومدى حجم جيوشه، ويعلم أيضا أنه يهدف لغاية عظيمة تحتاج لجهد وعرق وعمل دؤوب ليل نهار، وتحتاج أيضا لترتيب وتنظيم ودراسة لكل خطواتها لذلك شرع منذ البداية في بناء جيش نظامي قوي وكبير بلغ تعداده ستين ألف مقاتل مسلم وأنشأ مصانع لإنتاج البارود والذخيرة وتصنيع المدافع، وعهد بذلك للحاج حسين يوسف الشيشاني وهو مهندس رحل إلى مصر لتعلم العلوم الشرعية والفنون الحربية والهندسة ومكث سنوات في شغل وتحصيل، ثم عمل بالحكومة المصرية وترقى في سلم الوظائف ولما سمع بثورة العلماء بقيادة 'شامل' استقال من منصبه وعاد إلى القوقاز لتولي مهمة وزير الإنتاج الحربي بالعرف الحديث. رابعاً: نشر العلم لقد عمد الاحتلال الروسي على تنحية الشريعة من حياة المسلمين في داغستان وبلاد القوقاز لينشأ أجيال من المسلمين لا يعرفون شيئاً عن دينهم وعقيدتهم، وليسهل نشر المفاسد والمحرمات بينهم وهذا يسهل بدوره عملية التنصير المحمومة التي كان يقوم بها الروس في بلاد القوقاز، فلما قامت الثورة المباركة بقيادة 'شامل' عمل على نشر علوم الشريعة بين أهل القوقاز، فقام 'شامل' بتقسيم جميع مناطق ولايته إلى النواحي، وعين لها نواباً، وقضاة، وعلماء ومعلمين، وقد جمع حوله العلماء الكبار في منطقة داغستان وما حولها، فبدأوا في تعليم الناس فرائض دينهم ومعاني التوحيد وأنشأوا المدارس الدينية والمساجد والزوايا لتعليم القرآن والسنة، ولقد انضم لشامل مجموعة من العلماء العاملين المجاهدين المخلصين الذين استشهد معظمهم أثناء الجهاد ضد الروس بل لا يعلم أحد منهم مات على فراشه فكلهم شهداء في ساحات الوغى أمثال العالم 'سورخاي الأوراي' و'ملا رمضان الجاري' و'بارتيخان' و'أبو بكر الجركوي' وكلهم استشهد في معركة 'أحول كوح' سنة 1253 هجرية، وبعضهم ذكرنا بالصحابة رضوان الله عليهم مثل العالم البطل 'علي بك خويصلو' الذي كان قاضياً في مدينة 'أرغن' فقد أصيب في معركة 'جرقطة' بطلقة مدفع في ساعده الأيمن فعطله عن مواصلة القتال فداس الساعد بقدمه ثم قطع باليسرى إياه وظل يقاتل حتى النصر ثم نال الشهادة في معركة أحول كوح {وهكذا يكون العلماء الربانيون الذين يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يقولون الذين جمعوا بين العلم والعمل فصاروا سنداً للأمة وقت الأزمات وقادة لها عند نزول المهمات} الأسد في الأسر ظل الأسد الهصور 'شامل' يدافع عن دينه وعن وطنه لا يطرأ عليه ضعف ولا يعتريه وهن ولا ملل خمساً وعشرين سنة، دوخ فيها الإمبراطورية الروسية، وكبدها خسائر بشرية ومادية ضخمة واستطاع أن يكون على الطراز الحديث المعروف بإسلامية الصبغة والانتماء جيشا قويا وبيت مال منظم ودقيق ومعامل ومصانع لزوم الجهاد والحياة، ولها الوزراء والأمراء والنواب والقضاة، ومن أعظم دلائل نجابته ومهارته أنه ألف من الأقوام الجبلية المختلفة الألسنة والطبائع جنداً منظماً قاوم به الروس الكفرة بما لديهم من إمكانيات دولة ضخمة خمس وعشرين سنة حتى اندهش له العالم بأسره، وذكر اسمه على صفحات الجرائد العالمية وندوات السياسة الدولية . ولكن وعلى الرغم من نجاح 'شامل' في تحقيق هدفه إلى حد بعيد إلا أن الوهن والضعف قد دب في نفوس بعض أعوانه وقواده الذين دخلهم الضجر والملل من مواصلة القتال، أضف لذلك استغلال الروس لبعض ذوي النفوس المريضة الحاقدة الذين أكلت الغيرة قلوبهم تجاه سطوع نجم الإمام 'شامل'، ولجأ أعداء الإسلام للسلاح القديم الذي يلجئون إليه كلما فشلوا في ميادين القتال المفتوحة وهو سلاح الغدر والخيانة، وبالفعل وقعت مكيدة الخيانة ونسج الخونة خيوطهم على دولة الإسلام الوليدة في داغستان، ووقع الإمام 'شامل' في الأسر سنة 1276 هجرية، واهتزت روسيا طرباً وفرحاً بسقوط الإمام المجاهد في قبضتها، وحمل الإمام 'شامل' وأسرته إلى 'موسكو' وهناك استقبلوه بكل إعزاز واحترام لشدة هيبته ومكانته في العالم الإسلامي والدولي كله، ومكث الإمام 'شامل' مع أسرته في 'موسكو' تسع سنين، ثم سافر للحج بإذن من القيصر الروسي وبعد أن أدى مناسك الحج توفي رحمه الله ودفن بالبقيع حيث مرقد الأطهار والأشراف والأنصار سنة 1287 هجرية بعد حياة جهادية طويلة خدم فيها الإسلام وقاوم المد الكفري وأحيا العزائم من جديد وأشعل جذوة عز وكرامة بقيت متقدة في القلوب لم تطفئها الوحشية الشيوعية والقيصرية طوال مائة سنة حتى نال المسلمون استقلالهم . وبالجملة كان الإمام 'شامل' من أعظم مجاهدي الإسلام وبطل من أكبر أبطاله حتى أنه صار قدوة ومثالاً للمسلمين المحرومين من نور الحرية في كل مكان، وجعلوه شيخ الإسلام وإمام الدين ومجدده وأثنى عليه علماء عصره وزكوه بما هو أهله مثل العلامة 'إبراهيم الباجوري' من علماء مصر والعلامة المحقق 'شهاب الدين المرجاني' من علماء الشام، وألف العلامة 'حسن الدمياطي الشافعي' من علماء مكة رسالة جيدة في سيرة الإمام 'شامل'، فرحم الله بطلاً خدم الإسلام خدمات جليلة ونساه المسلمون الآن فلم يعرفوا عن أخباره شيئاً . المصادر 1. نزهة الأذهان في تراجم علماء داغستان. 2. التاريخ الإسلامي. 3. موسوعة التاريخ الإسلامي. منقول
__________________
![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]()
__________________
![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() الأخوين 'عروج وخير الدين' : يرجع أصل الأخوين المجاهدين 'عروج وخير الدين' إلى الأتراك المسلمين، والدهما 'يعقوب بن يوسف' من بقايا المسلمين الأتراك الذين استقروا في جزيرة 'مدللي' إحدى جزر الأرخبيل وأمهما سيدة مسلمة أندلسية كان لها الأثر على الأخوين في توجيههما للجهاد في سبيل الله ضد الصليبيين الأسبان والبرتغاليين، وقد حاول المؤرخون الصليبيون وخاصة المستشرقين منهم الطعن في جهاد الأخوين ووصفهما بأنهما قراصنة ولصوص البحر وقد توصل المؤرخ الجزائري 'أحمد توفيق مدني' إلى ما يدل على صحة نسب الأخوين، والمحزن حقًا أن كثيرًا من المراجع الإسلامية المعاصرة وقعت في هذا الخطأ وسارت على نهج الأعداء ووصفتهما بالقراصنة. جهاد الأخوين ضد الصليبيين: اتجه الأخوان عروج وخير الدين إلى الجهاد البحري منذ الصغر بدافع من والدتهما الأندلسية خاصة بعد السيطرة الأسبانية والبرتغالية على البحر المتوسط واحتلالهما لعدة مواني في شمالي أفريقيا وقد استطاع الأخوان أن يكونا مجموعة قتالية قوامها عدة سفن صغيرة لبحارة مسلمين؛ واستطاعت هذه المجموعة تحقيق عدة انتصارات رائعة على القراصنة الصليبيين الذين كانوا يعبثون في المنطقة فسادًا ويستولون على سفن المسلمين ويأخذونهم كأسرى وعبيد، فأثارت هذه الانتصارات إعجاب القوى المسلمة الضعيفة في شمال إفريقيا فأعطاهم السلطان 'الحفص' حق الإقامة بجزيرة 'جوبة' التونسية فزادت شعبية الأخوين بين مسلمي إفريقيا فاستجار بهم الأهالي عدة مرات للتصدي للهجوم الأسباني الصليبي فاستطاع الأخوين تحرير 'بجانة' سنة 918هـ من الاحتلال الأسباني لتكون محطة عمليات لإنقاذ مسلمي الأندلس. تحالف الأخوين مع العثمانيين : يرجع تاريخ تحالف الأخوين 'عروج وخير الدين' مع العثمانيين إلى سنة 920هـ بعد تحرير ميناء 'جيجل' حتى شعر كل من الجانبين بأهمية التحالف فالأخوين وجدا أنهما يواجهان قوى منظمة تكبر يومًا بعد يوم وهم في حاجة لأسلحة حديثة وسفن قوية، والعثمانيون شعروا بأهمية الجهاد البحري ضد صليبيي أسبانيا والبرتغال لتهديدهما المباشر للمسلمين في الخليج العربي والهند بعد احتلال البرتغاليين لعدن ومدن أخرى في جنوب الجزيرة بنية التوجه للأماكن المقدسة بها ونبش قبر النبي . بعد فتح ميناء 'جيجل' حوصر الأخوان من كل جانب غربًا من حاكم الجزائر العميل 'سالم التومي' وشرقًا وجنوبًا من 'الحفصيين' العملاء للأسبان وشمالاً من أسطول الأسبان وفرسان القديس يوحنا؛ فأرسل الأخوان برسالة للسلطان 'سليم الأول' يشرحان الموقف وخطورته فأرسل إليهما أربعة عشر سفينة حربية مجهزة بالعتاد والجنود، حيث كان لهذا المدد أثره الكبير في انتصار 'عروج وخير الدين' على حاكم الجزائر وقتله. استشهاد 'عروج': كانت مدينة 'تلمسان' ذات موقع استراتيجي مؤثر على مقاليد الحكم بالجزائر، وكان الأسبان محتلين للبلد ويعملون على إثارة القلاقل على الأخوين بالجزائر فقررا تحرير المدينة وإعداد جيش كبير سنة 923هـ للمهمة وبعد أن نجحا بالفعل في السيطرة علي المدينة تمكن الأسبان بالتعاون مع بني حمود الخونة أن يستعيدوا المدينة، وأثناء الحصار والقتال استشهد 'عروج' وأخ له اسمه [إستاق] وكثيرون من رجال الأخوين، وتركت تلك الحادثة أثراً بالغا على 'خير الدين' الذي قرر أن يشن حربا ضروسًا ضد الصليبين أينما كانوا خاصة الأسبان منهم . الجزائر ولاية عثمانية وقائدها خير الدين: شعر أهل الجزائر بشدة الموقف وخطورته في ظل كثرة التهديدات الخارجية وضعف السلطة المحلية وارتماء الكثير منهم في أحضان الصليبيين فصاروا لهم عبيدًا ولدينهم وأمتهم خونة ومارقين، فاجتمع زعماء البلد وقرروا إرسال رسالة هامة للسلطان 'سليمان الأول' الذي خلف أباه السلطان 'سليم الأول' يطلبون فيها إخضاع الجزائر للسيادة العثمانية، وحاول 'خير الدين' أن يذهب بنفسه للقاء السلطان ولكن أهل البلد توسلوا إليه ألا يغادر البلد خوفًا من هجوم الصليبيين، فنزل عن رغبتهم وأناب بالرسالة الفقيه 'أبا العباس أحمد بن قاض' وكان من أكبر علماء الجزائر، ولم يفت أهل الجزائر أن يثنوا على 'عروج' في مدافعته للصليبيين ونصرة الدين والجهاد حتى الشهادة وكانت فحوى الرسالة ترتكز على عدة مطالب منها: [1] ضم الجزائر للسيادة العثمانية وتم ذلك ابتداءًا من سنة 926هـ. [2] تعيين 'خير الدين' قائدًا عليهم. [3] إقامة سوق الجهاد بتلك البلاد ضد صليبي أسبانيا والبرتغال. فاستجاب السلطان لتلك المطالب وعين 'خير الدين' قائدًا على البلد وأرسل فرقًا من الانكشارية وأذن لمن شاء من رعاياه المتطوعين للجهاد بالذهاب للجزائر مع منحهم نفس امتيازات الجند النظاميين. جهود 'خير الدين' لنصر الدين: كان أمام 'خير الدين' الكثير من الأعمال التي يجب أن يقوم بها وكان عليه أن يحارب على جبهتين: * الجبهة الأسبانية الصليبية المتمركزة في عدة جيوب بالجزائر مثل 'عنابة' و'قالة' و'حصن بنيون' وقد استطاع 'خير الدين' بفضل الله عز وجل أن يقضي على تلك الجيوب ويطهر البلد من بقايا الصليبين وذلك سنة 936هـ . * الجبهة الداخلية العميلة والخائنة ممثلة في مؤامرات أمراء بنى زياد والحفصيين وغيرهم من القبائل الصغيرة التي تقوم على مدد صليبي وعون خارجي وتعمل على الحيلولة من توحيد الصف في المغرب الأوسط، وكان ملك الحفصيين الممتد منذ أيام دولة الموحدين قد ترهل وكثرت المنازعات والخلافات الداخلية بينهم حتى مزقت تلك الأسرة ولجأ أحد أمرائها واسمه 'الرشيد' إلى 'خير الدولة' لمساعدته ضد أخيه السلطان 'الحسن بن محمد' فوجدها 'خير الدين' فرصة مواتية للقضاء على تلك الأسرة المشئومة على البلاد؛ فأرسل 'خير الدين' للسلطان 'سليمان' يعرض عليه فكرة ضم تونس للسيادة العثمانية فوافق وأرسل إليه الأسطول العثماني كله، وتوجه الجميع لتونس ففر منها سلطانها الخائن 'الحسن بن محمد' ودخل أسبانيا وعمل على جعل الإمبراطور 'شارلكان' يحتل تونس مرة أخرى ليعيده سلطانًا على رقاب العباد، وهكذا نرى أن الخونة يبيعون دينهم وأمتهم وأرضهم وعرضهم في سبيل ملك زائل ودنيا فانية وسلطان خادع، والذي يقرأ ما تعهد به الخائن 'الحسن بن محمد' لـ'شارلكان' حال مساعدته في احتلال تونس يتضح له حجم الخيانة حيث تعهد الخائن بما يلي [1] أن يسلم 'الحسن' عدة مدن كبيرة منها المهدية و'بونة' لـ'شارلكان'. [2] أن يكون مساعدًا حليفًا لفرسان القديس يوحنا أعدى أعداء المسلمين. [3] أن يناصب العثمانيين العداء ويعمل على حربهم في بلاد الجزائر والمغرب. [4] أن يتحمل نفقات إقامة ألفي جندي أسباني يتركون بالبلاد كحامية بالبلد. وبالفعل حشد 'شارلكان' أسطولاً جرارًا قاده بنفسه ولم يتمكن 'خير الدين' من رد عاديته فاحتل 'شارلكان' تونس سنة 942هـ وارتد 'خير الدين' راجعًا إلى الجزائر وهو ينوي رد الصفعة لـ'شارلكان'. * قرر 'خير الدين' الرد على ضربة تونس بضربة أشد منها وجيعة فقام بالهجوم على جزر البليار الأسبانية والبرتغالية وكانت محملة بالذهب والفضة والعبيد وأخذ الكثير من النصارى عبيدًا وسبايا، واهتزت لتلك الضربة كل نواحي أوروبا، وشعر 'شارلكان' أن قوة 'خير الدين' مازالت قائمة، ونظرًا لتلك الانتصارات الرائعة قرر السلطان 'سليمان الأول' تعيين 'خير الدين' وزيرًا للبحرية العثمانية في كل البلاد واستدعاه لاستنبول لتلك المهمة ونقل 'خير الدين' نشاطه للجبهة الشرقية من البحر المتوسط. * أصبح 'خير الدين' شبحًا ورعبًا يشغل عقول الصليبيين في أوروبا وأسبانيا لفترة طويلة واستولى على تفكيرهم حتى إذا تحركت ريح أو سمع صوت قالوا إن 'خير الدين' قادم ويعلوا صراخهم وعويلهم ويفر السكان من ديارهم ومتاجرهم ومزارعهم حتى إذا حطمت العواصف سفنهم نسبوا ذلك إلى 'خير الدين'، وبلغ الخوف مداه حتى إذا ما وقعت سرقة أو تخريب أو حتى مرض ووباء نسبوا ذلك إلى 'خير الدين' وجنوده. 'خير الدين' قائد الأسطول العثماني: * عين السلطان العثماني 'سليمان الأول' القائد 'خير الدين' قائدًا عامًا على الأسطول العثماني ونقله للعمل في الجهة الشرقية من البحر المتوسط للقضاء على نفوذ أسبانيا و'شارلكان' وقد دخل 'سليمان' في حلف مع فرنسا العدوة اللدودة لأسبانيا وجعل 'خير الدين' مدينة 'مارسيليا' قاعدة لعملياته وصار قائدًا عامًا للأساطيل المشتركة بين العثمانيين وفرنسا وقام بتوجيه ضربات للوجود الأسباني بالمنطقة وأسر كثيرًا من الأسبان وباعهم رقيقًا وتداولتهم أيدي الناس حتى صاروا بأبخس الأثمان لكثرتهم. وفاة 'خير الدين': * ظل 'خير الدين' ناصبًا لسوق الجهاد في سبيل الله في البحر المتوسط وخضد شوكة 'شارلكان' والأسبان وقاد كثيرًا من الحروب ضد الصليبيين حتى صار كابوسًا يؤرق مضاجع أعداء الإسلام وحفظ لنا التاريخ العديد من مواقفه البطولية التي توضح البعد الإيماني في جهاده؛ فعندما حاصر 'شارلكان' الجزائر بعد استشهاد 'عروج' خرج 'خير الدين' بكل حزم وعزم وقرأ على جنوده قوله عز وجل: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، ثم قال: إن المسلمين في المشرق والمغرب يدعون الله بالتوفيق لأن انتصاركم انتصار لهم وإن سحقكم لهؤلاء الجنود الصليبيين سيرفع من شأن المسلمين وشأن الإسلام. * وظل 'خير الدين' مجاهدًا حتى آخر لحظة في حياته حتى آتاه اليقين وتوفاه الله على فراشه حتف أنفه سنة 953هـ رغم أنه ظل طوال حياته مجاهدًا وقد استشهد أخوه فلا نامت أعين الجبناء.
__________________
![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() لمحة موجز عنه http://media.masr.me/x9tMI...layer_embedded أمير البحار العثماني خير الدين بربروس 1/2 موسى الشريف http://media.masr.me/E0Ej2...layer_embedded أمير البحار العثماني خير الدين بربروس 2/2 موسى الشريف http://media.masr.me/vTm6D...layer_embedded ..........
__________________
![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() رئيس جمهورية الشيشان زليم خان رحمه الله يتبع إن شاء الله
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |