القدس .. استيطان متواصل..وترحيل متعمد!!!(صور)

[فتي الاْسلام]

القدس المحتلة- فلسطين الآن – خاص - ارتفعت وتيرة الاعتداءات الصهيونية في الآونة الأخيرة بحق مدينة القدس المحتلة ومواطنيها، فسلطات الاحتلال تمارس العنصرية وسياسة "الترانسفير" لترحيل وتهجير سكانها وذلك كله لأسرلة المدينة المقدسة.

فقد سخّر الاحتلال كل طاقته وأساليبه منذ اليوم الأول من احتلاله لمدينة القدس عام1967، على تغيير الوجه الحقيقي للمدينة وطمس المعالم والمقدسات الإسلامية والمسيحية، فبدأ بالحفريات والاستيطان وبناء الجدار وصولا إلى هدم وطرد واعتقالات وسجن وإبعاد المواطنين المقدسيين.

ويؤكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انه "لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة، ولا يمكن تقسيم أو تجميد مدينة مزدهرة". وتابع "سنواصل البناء والنمو في القدس". مضيفا ًأن القدس التي عاش فيها طفولته قبل العام 1967 كانت مدينة حدودية بينما أصبحت اليوم مدينة تعج بالحياة "ولا يمكن تقسيم مدينة تعج بالحياة ومنتجة".

عدوان..وتحدٍ وصمود

ويقابل هذا التصعيد الصهيوني بالإصرار والتحدي من قبل أهالي القدس وضواحيها على التواصل والرباط في المسجد الأقصى المبارك وحمايته من الاعتداءات الصهيونية المتواصلة، والوقوف ضد مشاريع التهويد وتهجير سكانها الأصليين.

ويتوقع خبراء في شؤون القدس والمقدسات، أن يكون عام 2010 "عام الخطوات العملية الصهيونية لتهويد القدس والمسجد الأقصى.واعتبر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، أن العام 2010 هو عام تقرير المصير بالنسبة لقضية القدس.

تثبيت يهودية القدس

وأكد الشيخ الخطيب لـ شبكة "فلسطين الآن"، إن المرحلة القادمة تعني للاحتلال وضع النقاط على الحروف وهي مرحلة تثبيت يهودية القدس، و"هذا ما تسعى له وتعمل عليه حكومة ليبرمان نتنياهو باراك، وهي مرحلة اللاعودة لتثبيت القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال".

وأشار الخطيب:" نحن لا نلوم الاحتلال على ما يقوم به في القدس؛ لأنه احتلال ويسعى لتحقيق أهدافه وأجندته في القدس وغيرها، ولكن نلوم من يتواطؤون مع الاحتلال بصمتهم على ما يدور في القدس، ويجعلون سياسة الاحتلال تمر بهدوء من دون ردة فعل، لا من قبلهم، ولا من الجماهير العربية والإسلامية التي يكبلونها".

فيما اعتبر خليل التفكجي، الباحث المقدسي المختص في شؤون الخرائط والاستيطان، ان سلطات الاحتلال مصممة على ان تكون مدينة القدس عملياً عاصمة أبدية للدولة العبرية ومركزاً ثقافياً وقلب ورأس المشروع اليهودي العالمي.

وأشار التفكجي إلى ان حكومة الاحتلال بزعامة " في مفاوضات 2001 في طابا المصرية طرحت مشروع تقسيم القدس بشكل واضح خلال المفاوضات وقال ان الوضع اليوم اختلف واصبح من المستحيل صهيونياً تقسيم المدينة.

القدس خارج المفاوضات

وأكد التفكجي، أن سلطان الاحتلال حسمت اليوم موقفها والمعركة بالنسبة للقدس المحتلة خارج المفاوضات وخارج البحث والمفاوضات لا بل وانتهى من ضمها .

وأكد أن سلطات الاحتلال تنفذ مشروعاً شاملا لإحداث تغيير جذري لمشهد البلدة القديمة والمقدسات والمعالم الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.

وأشار الخبير في شؤون الخرائط والاستيطان ،الى أن هناك مدينة سياحية صهيونية تحت البلدة القديمة، فالأنفاق جزء من السياسة اليهودية المتبعة في مدينة القدس.

واعتبر التفكجي أن كل ذلك يندرج ضمن السياسة الصهيونية في تهويد المدينة وعملية مشروع 'إسرائيل' تجاه مدينة القدس لعام 2020 الذي يهدف إلى تقليص حجم السكان الفلسطينيين، وأيضا عملية تغيير جذري لقضية المشهد في البلدة القديمة.

فقر ومعاناة

ويعيش سكان مدينة القدس وخاصة في الناحية الشرقية، أوضاعا صحية مأساوية، فقد ذكرت جمعية "حقوق المواطن "، أن سكان القدس من العرب يعيشون في ظروف فظيعة للغاية، وأن سياسة هدم البيوت تزيد من معاناة السكان.

ويبلغ عدد السكان الفلسطينيين في المناطق الشرقية للقدس ما يزيد عن (174,400)و يشكلون ما نسبته (29,5%) من مجموع سكان القدس البالغ عددهم (591,400) نسمة (1) .

فيما يعيش في البلدة القديمة وحدها حوالي 2600 نسمة يشكلون ما نسبته 26% من مجموع المناطق الشرقية للقدس.

وأوضحت الجمعية أن 60% من سكان شرقي القدس يعيشون تحت خط الفقر في ظروف صعبة، وقالت "صحيح أن معظم البيوت بنيت بشكل مخالف للقانون، ولكن عند الحديث عن الحفاظ على القانون يجب أن نأخذ الصورة بالكامل، فنجد أن البلدية تتنكر لحقوق المواطنين في شرق القدس، وهذا ما يدفعهم لمخالفة القانون".

وتشهد الأوضاع المعيشية للفلسطينيين شرقي القدس المحتلة تراجعاً متواصلاً إلى حد أن حوالي 20% من الأسر الفلسطينية تسكن في منازل مكتظة (3 أفراد أو أكثر لكل غرفة)، بالمقارنة مع 1.5 فرد فقط للغرفة لواحدة بالنسبة للسكان اليهود.

وكانت ما تسمى بـ" اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" صادقت قبل أيام على البروتوكول الخاص بإقامة 1600 وحدة سكنية جديدة في مغتصبة "رمات شلومو" شمال شرق مدينة القدس في خطوة اعتبرها الكثير من المراقبين تحدياً لكل الضغوط الدولية والأمريكية.

سياسة الإبعاد

وفي سياسة احتلالية جديدة قديمة، صعدت سلطات الاحتلال عمليات الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة وكان آخر هذه القرارات هو إبعاد نواب حركة حماس في المجلس التشريعي ووزير سابق وهم: محمد أبو طير ومحمد طوطح وأحمد عطون ووزير القدس السابق المهندس خالد أبو عرفة".

وقرر النواب عدم الرضوخ للقرار بمغادرة مدينة القدس بعد أن أمهلتهم سلطات الاحتلال مدة شهر لكل منهم لمغادرة المدينة؛ وأكدوا عدم الانصياع للقرار، وإنهم سيواجهون هذا القرار بكل ما يملكون من أساليب المواجهة.

الاحتلال والهلوسة الأمنية

وحمل النائب المقدسي محمد ابوطير، السلطة في رام الله بزعامة محمود عباس مسؤولية إبعادهم عن مدينة القدس.مشيراً ان القرار يأتي ضمن مخططات التهجير و الإبعاد لأي صوت قوي يمكن أن يشكل تهديدا لهم بالمدينة.

وأوضح أبو طير لـشبكة "فلسطين الآن"، الاحتلال يخشى من كل شئ، حتى صلاتنا بالمسجد الأقصى وضع عليها شروط و محددات و حذرنا من مغبة تجاوزها، الاحتلال يعيش هلوسة أمنية.

وأشار أبو طير، انه لا يوجد أي قرار أصعب من الإبعاد و سلخنا عن مدينتا و امتدادنا الطبيعي بالمدينة المقدسة، نحن اعتدنا على المقاومة و ندافع عن قضيتنا منذ بداية الاحتلال المدينة في العام 1967 و حتى الآن".

وكان المهندس خالد أبو عرفة وزير شؤون القدس السابق والنائب المقدسي كشف في وقت سابق عن مخطط صهيوني لسحب حق الإقامة من 300 شخصية مقدسية تمهيداً لإخراجها من المدينة .

والجدير ذكره، ان سلطات الاحتلال أصدرت أمراً عسكرياً يمنع بموجبه الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 1948، من دخول كامل مدينة القدس لمدة ستة أشهر.

و يشير التفكجي، الخبير في شؤون الخرائط والاستيطان، أن سلطات الاحتلال أصدرت قراراً والمعروف بـ"1650 "و القاضي بإخراج 55 ألف فلسطيني من القدس، وكل ذلك في سبيل تحقيق أهدافه بتقليص عدد السكان العرب إلى 12% داخل المدينة.

وأشار التفكجي ان الاحتلال يخطط لجلب مليون مغتصب داخل القدس مع العام 2020، من خلال توسيع المغتصبات الحالية وبناء وحدات جديدة بالمنطقة.

وفي ظل المشهد الكارثي الذي يخيم على مدينة القدس بعد 43 عاما على احتلالها، ، فأهالي القدس وضواحيها ليسوا بحاجة إلى بيانات استنكار وتنديد من هنا وهناك، بل يطالبون بوقفة جادة وعمل سريع لدعم صمودهم ووقف العدوان الصهيوني الممنهج الممارس بحقهم.