لماذا لا نهتم بالشيء إلا عند فقده

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتحية خاصة جدا إلى مشرفي ومراقبي هذا القسم .

لعل بعضكم لاحظ تغيبي خلال الأسبوعين الماضيين حتى أنه فاتتني فرصة الحضور معكم أيام العيد السعيد . ولم أكتب أي موضوع منذ أسابيع
وسبب تغيبي هو زواج أختي بارك الله لها وبارك عليها وجمع بينها وزوجها بخير .
لقد عشت أياما لم أشهد مثلها , فهي أول مرة أحضر فيها زواجا داخل أسرتي . لقد كانت أياما مشحونة , مشحونة بالمشاعر والأعمال والأمور الحسنة والأمور السيئة .
وقد فتحت هذه الصفحة لأحدثكم عن تلكم الأمور.

وسأبدأ هذه السلسلة (سلسلة مواضيع الزواج) بموضوع :

الإنسان لا يعرف قيمة النعمة إلا عندما يفقدها.

لقد كانت أختي الكبرى تعيش معنا في البيت وكنا نحن (أي إخوتها) دائما نتشاجر معها (خاصة الذكور) نسيء إليها , نأخذ منها أشياءها ..... أحيانا تمضي الأيام الطويلة ولا أحد منا يكلمها , مع أنها كانت هي من تطبخ طعامنا وتغسل ملابسنا بعد عودتها من دروسها الجامعية[1] ولكن لا أحد منا كان يقدر ذلك أو يقيمه[2] .
ولكن يوم أن ذهبت عنا رأيت الكل يبكون عليها .
وأما عن نفسي فلقد ظلتْ معنا لأكثر من 20 سنة ولو سألتني ما هو رقم هاتفها ما عرفته , ولكن لما رحلت عنا حفظت رقمها عن ظهر قلب في أول يوم .

فلماذا لا نهتم بالشيء إلا عند فقده[3] ؟

حين كنت أكتب هذه الكلمات تذكرت أشياء أخرى مع أنها لا علاقة لها بالزواج ولا بأختي ولكن لها علاقة بعدم اهتمامنا وتقديرنا للشيء إلا حين نفقده
فمع أن الله عز وجل أوصى ببر الوالدين والإحسان إليهما و...
إلا أن كثيرين مع الأسف لا يقدرون نعمة وجود والديهم معهم .
حدثني بعض الآباء أن ابنه لا يكلمه ولا يلقي عليه السلام منذ شهور
وهناك أشياء أخرى أفضع من هذا لا أود ذكرها.
ويوم أن يموت للبعض أحد والديه يعمل له مأتما عظيما ليبرهن للناس على بره به وإحسانه إليه , فيذبح العديد من الخراف ويأتي بمجموعة كبيرة من المشائخ لقراءة القرآن على روحه الطاهرة ! حتى أن هناك من ينفق المبالغ الطائلة في مثل هذه المآتم , ولو اعترضت وقلت هذا إسراف ومنكر لقيل لك أوليس الله قد أمر بالإحسان إلى الوالدين ؟!!!
هذا فضلا عما يقع بين الإخوة أو الأخوات ؛ فهناك من الأشقاء من تمُر عليهم الأعياد والمناسبات ولا أحد يكلم الأخر أو يسلم عليه لسنوات وسنوات , مع أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:ـ

{ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثــــــــةأيام }

ولكن هذا تجاوز الثلاثة أيام والثلاثة شهور والثلاثة سنين.

فيا من منحك الله نعمة وجود أب أو أم أو أخ أو أخت أو زوج حافظ على هذه النعمة واهتم بها قبل أن تفقدها فتندم ولاتَ حين مَـندمٍ .

أنتظر تعليقاتكم وإضافاتكم.

ودمتم في رعاية الله وحفظه .

والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[1] ) لأن أمنا قد كبرت . أو تركت لها المجال لتتعلم كما قالت !

[2] وصدق ربي في قوله لما قال : {إن الإنسان لكنود}

[3] ) مثل ما نفعله حين نكرم علماءنا وأدباءنا ومصلحينا ونقيم لهم الاحتفالات بعد موتهم ! لما ذا لا نكرمهم ونشجعهم وهم أحياء؟ لدينا مثل عامي يقول :عندما كان حيا يشتاق تمرة ولما مات وضعوا له عرجون .

[شروق الاجزجي]

اولا حياك الله اخي الفاضل ..
ثانيا مبارك لاختكم ان شاء الله ..
ثالثا ..فالانسان فعلا لا يعرف قدر النعمة الا بعد زوالها ..
ربما لانه طوال ما هي في حوزنه فانه يضمنها ..
او مطنئن لها
او لانه لم يجرب معنى الفقدان

لكن لما يعرف معنى الفقدان ..فان اول ما يقفز الى ذهنه ..تلك النعمه ..وتقصيره فيها

الم تسمع الى قول ربك ..

قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت ..كلا انها كلمة هو قائلها

اي اننا حتى لو ردت الينا النعمة مرة تانية فانا سنتعامل معها كنا نتعامل معها في الاول لنفس الاسباب ..
انها الحياة ..وكم تلهي تلك الحياة ..

شكر الله لك

[زارع المحبة]

شكرا على الإضافة والتوضيح