الشعر في نموه التاريخي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التسويف.. أكــــاذيــب علــــــى النفـــــــس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          مشكلات في طريق الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 149 )           »          أحوال الناس يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          ماذا أعددنا لكشف الضر والبلاء؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          الرحمن الرحيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          أسباب فقدان السمع لدى الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          صنـائـع المعـروف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          السير من مزدلفة إلى منى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4465 - عددالزوار : 928415 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2022, 05:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,887
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر في نموه التاريخي

الشعر في نموه التاريخي


د. نزار نبيل أبو منشار






عندما نأتي لعصر التاريخ في وريقات؛ فإننا نجد الكلمات تتفجر من كثرة تحشّدها، وترفض أن تستوعب ما قد يكتبه هذا أو ذاك من الكتاب أو الأدباء.

ولكننا نريد أن نعطي هنا صورة موجزة عن النمو التاريخي للفن الشعري، ثم نسدل الستار وقد وصلنا إلى مبتغانا.

فمنذ وجدت اللغة، كان التطور مقروناً معها، ومع كل إطلالة شمس، كانت هذه اللغة تتوسع وتتناثر، إلى أن قاد العقل البشري مسيرة النهضة الأدبية وصولاً إلى أبحر الشعر وأسسه.

فقد قرأنا عن الشعراء البلغاء حين كان التاريخ صغيراً يحبو، وتزاحمت الأسماء والقصائد في المكتبات والأذهان فوق أن تحصى، فسمعنا عن امرؤ القيس، وعنترة، وطرفة بن العبد، والنابغة الذبياني، وأبو تمام، والفرزدق، وجرير، وأحمد شوقي، وغيرهم الكثير الكثير.

ومع ازدياد الذخيرة الذهنية لدى الأجيال، وكثرة الوقائع والمشاهد تبعاً لتطور الحياة، سلَك الشعر مسلك الارتقاء، وكان يعلو مسيرة التعبير الراقية، وبات يشكل ما نعرفه في أيامنا هذه بالسلطة الرابعة أو وسائل الإعلام مجتمعة.

أثبتت الروايات التاريخية أن الحكام والسلاطين كانوا يتخذون الشعراء في مجالسهم، سمراً وطرباً وترنيماً ومدحاً، وأنهم أغدقوا عليهم الهبات والعطايا حتى يستمروا في مشاريع وصف الحال وإبداع المقال.

لقد طربت الأذن البشرية لسماع الشعر، واعتادت على حِكَمِه ومضامينه، وكان في جِرسه الموسيقي ما يشنّف الآذان، ويسلّي الجَنان، ويطرد السآمة والملل، حتى إنه غدا وسيلة للتنافس المحترم ما بين الشعراء، كل يعرض ما عنده، وكل يحاول أن يروج لبنات أفكاره، وما جادت به مواهبه، فصار يضع ذلك بأسلوبه الخاص، ويصقل الحروف والكلمات ليقدمها للسامع مادة أدبية زاهرة زاهية.

فقد عُرف في تاريخ العرب " أسواق الأدب " [1]، وهي مواطن تجمّع الشعراء، تستقطب الناس من الأمير إلى الحقير، ومن الوزير إلى الفقير، ليستمع الجميع إلى الإبداع العربي المتّقد، وإلى جودة الصياغة، ورصانة الألفاظ، وبديع النسج، عدا عن السجال الشعري والنقائض التي كان يخوضها عدد من الشعراء الأفذاذ.

وكيف لنا أن نغفل إعزاز العرب لرواد الأدب، ونحن نعلم أن العرب قد وضعوا لآلئ النظم الشعري في أقدس البقاع، فها هي المعلقات السبع بعد أن حازت من المناقب والصفات العجب العجاب تدخل جوف الكعبة، رفعة لها ولمن نظموها، وافتخارا بمادة أدبية تتباهى بها الأجيال [2].

لكن، وبكل الأسف، فقد تعرضت لغة الضاد إلى أبشع حملات التشويه والدسّ، لتفريغها من الروعة، ولإنزالها عن عرش اللغات، فضعفت اللغة، واندثرت كثير من المصطلحات، وفقد اللسان العربي رصانته إلى حد كبير، مما انعكس على مستوى التأليف الشعري، فالشعراء في العصر الحديث ورثوا لغة مثقلة بالهموم والإشكاليات، وحملوا عبئاً مزدوجاً، عبء الحفاظ على رونق اللغة وقوتها، وجزالة ألفاظها، وعبء التطور الشعري فيها.

ولا يجوز لنا بحال أن نعيب على شاعر، بحال قارنّا قصائده بالمعلقات السبع فوجدنا فارقاً ضخماً، فلهذه زمان ولهذه زمان، وإن من أبلغ التضحية وأحكم الخطوات أن تبعث في اللغة بعدما ضربت في مقتل: روح الانتعاش من جديد، مع أملنا الوافر بعودة اللغة إلى سلامتها وصحتها بمثل ما كانت عليه، وبخاصة مع اعتقادنا بأنها لغة القرآن، وبها يصان وتصان هي به بلا جدال.


[1] من أشهرها سوق عكاظ وذي المحنة وذي المجاز.

[2] مقدمة كتاب: شرح المعلقات السبع، عبدالله الحسن بن أحمد الزوزني (ت 486 هـ) تحقيق محمد الفاضلي، المكتبة العصرية، بيروت، الطبعة الأولى 1998م، ص 5 - 6




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]