عطاء وكبرياء .............من واقع الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 85 )           »          نصيحة للزوجين فى حل كثير من المشاكل اليومية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الى كل زوجة سريعة الغضب من زوجها ؟؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من علّم علما فعُمل به فله مثل أجر كل من عَلِمه من طريقه وعمل به إلى يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ماذا تقول اذا اخطأت أثناء جلوسك مع الناس؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          احوال الامساك مع الاذان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حدود نظر الخاطب الى مخطوبته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح حديث (..فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه..) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حديث يغير حياتك ..ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-10-2010, 10:27 PM
الصورة الرمزية العائذة بالله
العائذة بالله العائذة بالله غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: ليبيا
الجنس :
المشاركات: 802
الدولة : Libya
افتراضي عطاء وكبرياء .............من واقع الحياة

عطاء وكبرياء


في إحدى أمسيات الصّيف القاحلة، دخلت سيّدة شابّة حديقة بناية فخمة، كانت تبدو شاردة... مضطربة... لم تبال بجمال الزّهور المتمايلة في تشكيلات رائعة، ولا انتبهت لابتسامة البستاني الّتي شيّعها بها وهي مارّة به شبه راكضة.

ارتمت على أوّل مقعد صادفها عند دخولها الشّقّة الفاخرة وأخذت تجول بعينيها الممتلئتين دمعًا في أرجائها... ثمّ انفجرت باكية!!، وبينما هي تشهق وترسل الزّفرات... شعرت بيد، قويّة حانية... تربّت على كتفها... رفعت رأسها فانسدل شعرها الفاحم على وجهها... أبعدت بعض خصلاته عن عينيها بيد مرتعشة... فالتقت نظراتها بعيني زوجها... قال لها بتساؤل: رفضوا... أليس كذلك؟!.

لم تجب بينما اعتدل هو في وقفته وسار بخطوات متعبة، ثمّ قال بصوت أقرب إلى الهمس: ما كنت أظنّ أنّ المشاعر الإنسانيّة الرّاقية... انتهت... ماتت... إخوتي... سند ظهري... يخذلونني... يبخلون بجزء منهم... جزء أعيش به... ما تبقّى لي من عمر!!.

نهضت (حياة) من مكانها واتّجهت إلى النّافذة حيث وقف (رائد). ووضعت يديها فوق كتفيه وقالت بصوت حاني: أرجوك... دعني أعطيك ما تحتاجه... أنا زوجتك..

فاقطعها بنبرة مرتفعة: نعم... زوجتي! ولهذا لن أدعك تخاطرين بحياتك من أجلي!!.

ردّت حياة قائلة: ولكنّك رضيت ذلك من إخوتك لو أنّهم رضوا وأعطوك؟!

قال راشد: أولئك إخوتي!!.

فقالت بتعجّب: وأنا.. زوجتك!!!

فردّ بألم قائلاً: لا أريد لك ألألم.. ربّما فشلت العمليّة.. عندها.. تخسرين صحّتك.. وتخسرينني!!.

نطق كلماته الأخيرة... بتعب واضح... وأوشك على السّقوط، فأسرعت (حياة) إلى تطويق خصره بذراعيها... أسندته إليها ومشت إلى أقرب كرسيّ فنهار عليه وهو يلهث من شدّة التّعب والألم، والعرق يتصبّب منه، والشّحوب يعلو وجهه النّحيل.

قالت (حياة) بتصميم: لا يوجد حلّ آخر... سأمنحك كليتي وستجرى العمليّة... ولن تمنعني... أنت زوجي... وحبيبي... إمّا أن نربح معًا... أو نخسر معًا!!.

*****

استلقت (حياة) على سريرها في إحدى غرف المستشفي وابتسامة الأمل تعلو شفتيها... الآن وقد اطمأنّت على حياة زوجها، حُقّ لها أن تهدأ أو تستريح... فبعد بضعة أيّام ستسافر إلى بلدها حيث تنتظر عودة زوجها الحبيب.

وبنشوة وفرح غادرت السّرير وهي تنفض شعرها وتهزّه، واتّهجت إلى غرفة (راشد) وبهدوء فتحت الباب ودخلت... كان لا يزال تحت تأثير الأدوية إلاّ أنّ الشّحوب غادر وجهه. وأخذت الحمرة تزحف إليه شيئًا فشيئًا، لم يشعر بوجودها، فتسلّلت برفق ووقفت بجانب سريره تتأمّله بحبّ كبير... وقبل أن تبرح الغرفة؛ انحنت عليه وطبعت قبلة حانية على جبينه، فتح عينيه على لمستها ونظر في عينيها مبتسمًا.

قالت (حياة) بنبرة رقيقة: ظننتك نائمًا... كيف تشعر الآن؟.

ردّ عليها بارتياح: الحمد لله... زال معظم الألم... لست أدري ما كنت سأفعل لولاك...

قاطعته واضعة يدها على فمه قائلة: لا تقل شيئًا الآن... فقط استرح... سأراك لاحقًا.

عندما أرادت الانصراف أمسك بيدها وأغرقها بقبلاته... فسحبت يدها برفق وابتسمت له بحنان فائق... وخرجت.

***

مرّ شهران على رجوع حياة، كانت خلالها تُجرى الاتّصالات الهاتفيّة بصفة مستمرّة لتطمئن على زوجها الحبيب الّذي تركته في بلاد الغربة وحيدًا... كما كانت تودّ البقاء بقربه.. ولكنّه أصرّ على عودتها... مؤكّدًا لها أنّه سيلحق بها حالما يتماثل للشّفاء!...

لقد تأخّر في العودة!... شهر واحد يكفيه كي يستردّ صحّته... وبإمكانه مواصلة العلاج هنا في بلده... فماذا حدث كي يبقى شهرًا آخر هناك؟!!... وعصفت الأفكار السّوداء بعقل.. وقلب حياة.

*****

ذات يوم، بينما هي تقترب من مسكنها، عائدة من جولتها اليوميّة في سوق المدينة، ألفت سيّارة جديدة تقف أمام البناية، نظرت إليها باستغراب وتخمين ثمّ صعدت السّلّم إلى شقّتها وأدارت المفتاح في الباب... وعندما دخلت شعرت بحركة غريبة داخل الشّقّة... انتابها خوف وقلق... وهمّت بالرّجوع إلى الوارء... وفجأة سمعت صوتًا بلكنة أجنبيّة واضحة... ينادي زوجها وما هي إلاّ لحظة!!... وبرزت أمامها امرأة شابّة... شقراء.

أخذت تنظر كلٌّ منهما للأخرى بتعجّب وذهول... وقبل أن تتفوّه أيًّا منهما، بكلمة، خرج رائد من إحدى الغرف ووقف قرب المرأة الشّقراء وهو يتطلّع إلى حياة باضطراب وقلق.

*****

جمدت (حياة) في مكانها برهة لا تنطق بكلمة بينما راشد والمرأة الأخرى واقفين أمامها كالمذنبين... تاه بصرها.. وراء غمامة القهر المفاجئ... وانعقد لسانها من هول الصّدمة!.

وعاد إليها عقلها لينقذها!... فقالت بصوت غريب.. بعيد..: حلالاً.. أم... حرامًا؟!.

أسرع راشد يردّ... وهو يلملم لسانه المرتعش: بل حلالاً... إنّها... زوجتي!.

ردّت عليه بوهن ووجوم: وأنا... أنتظر؟، وأقلق؟!...

وارتخت يداها.. فسقطت الأكياس الّتي تحملها... وتدحرجت الفواكه عند قدميها!... وببقيّة كبرياء محطّم... ركضت نحو الباب خارجة من الشّقّة.. الّتي كانت إلى عهد قريب مأوى قلبها.. وملاذ روحها!!!.

*****

أيّ خيانة تلك؟!... بل أيّ جزاء.. ذاك؟! أحبّته بكلّ كيانها.. منحته حبّها... نفسها... جزء من جسدها.. يحيا به.. مع تلك الغريبة؟!.. وكلّ ذلك لم يساوي قلاّمة أظفر أمام نزواته... وعطاؤها كلّه... داسه كما يدوس قشّة تائهة اعترضت طريقه!!.

*****

وقفت (حياة) أمام القاضي برباطة جأش وصوت صارم تقول: سيّدي القاضي... أريد الطّلاق... ومع كليتي... لا مؤخّر صداق ولا نفقة... فقط... كليتي!.

****

سمع راشد بمطالبتها تلك.. فهرع إليها! ناشدها بألم قائلاً: (حياة)... أعرف أنّني أسأت إليك... وما من شيء يمحو هذه الإساءة... ولكن أطمع في صفحك عنّي.. أرجوك.. خذي كل مالي ... الشّقّة الفاخرة سأكتبها باسمك ولكن لا تأخذي الكِلْيَة... أرجوك... ستقتليني بذلك!.

فردّت عليه بحزم: وأين تلك الشّقراء؟!، لماذا لا تمنحك إيّاها.. ألم تمنحها حبّك... وقلبك؟!.

أجابها قائلاً: وأين حبّكِ أنتِ؟... قسوتك دليل حبّكِ لنفسك... وإن كنتِ أحببتني يومًا... فذاك لنفسك... وليس لذاتي أيّتها الأنانيّة!.

قاطعته (حياة) وقد اتّسعت عيناها استغرابًا: تسأل عن حبّي؟!، وقد رفسته بقدميك؟! تطعن في مشاعري نحوك... وأنت بعتها بأبخس ثمن؟! نزوة وجمال مظهر؟!! تتّهمني بالأنانيّة الآن؟! وتدوس تضحيتي أيّها الخائن؟!، اسمعني جيّدًا... إنسى أنّني أحببتك يومًا... أو جمعنا بيت واحد ذات يوم... فقط تذكّر أنّك تعيش بكليتي... وأنا أريدها.. ليس مهمًّا عندي.. أن تعود لجسدي... أريد أن أراها أمامي... ميتة... ولا تسري فيها نقطة من دمك... ولا أرغب أن يربطني بك شيء... ولا أظنّك تريد أن... يربطك بي شيء منّي... يعيش معك.. يذكّرك بي.. وقد تخلّيت عنّي!!.

طأطأ راشد رأسه.. واليأس يحيط به يخنقه.. والذّلّ يعصف به.. كلماتها القاسية... والصّادقة ضعضعت كيانه فلم يجد ما يردّ به.. وبخطوات ثقيلة... ابتعد عنها بينما بقيت هي واقفة... تنظر إليه متسلّحة بكبريائها وكرامتها الجريحة... قابضة بشدّة على قلبها كي لا يخونها هو الآخر.

بعث راشد رسالة إليها... يطلب فيها الصّفح والغفران... ويذكّرها بماضي حبّهما.. متمنّيًا لو تعود به إليه.

قرأت حياة الرّسالة وهي تهزّ رأسها بحزم... وبإصرار رمت الورقة المجهّدة من يدها وارتمت على المقعد ملقية برأسها إلى الوراء...

ماذا ستفعل؟!... لو أصرّت على طلبها ستكون في منتهى القسوة... وإن تراجعت... ستخذل نفسها.. وتدوس كرامتها... وهذا لن يكون أبدًا!.

وبصوت هامس خاطبت نفسها قائلة:

مهما فعل... فهل يبرّر هذا قسوتي عليه.. هل يعطيني... حقّ إعدامه؟!!!. أن أتركه... أن أدوس حبّي من أجل كرامتي... ممكن!!، ولكن.. أقتله بيديّ!... يدي الّتي منحته الحياة يومًا... يا إلهي... لن أفعلها!!!.

*****

ومرّة أخرى وقفت أمام القاضي... ولكن هذه المرّة... طلبت الطّلاق فقط!، وفي القاعة الّتي شهدت فراقهما.. وقف راشد يرنو إلى حياة... وهي تخطو بحزم وثقة مبتعدة.. ، لقد طعن قلبها... فدفنته بسرعة... وها هي تمضي... تاركة إيّاه.. يلاحق الماضي... في عيون الألم الآتي!!!.
-تمّت-
__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 152.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 150.89 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.10%)]