|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في معادلة من معادلات الحياة وأيضاً من القواعد التي أصبحت متداولة عند الكثيرين والتي تأتي بقناعة الإنسان بأن الذي لديه يكفيه ولا يرغب بأكثر من ذلك ، وأنه بأحسن حال من غيره من الناس الذين يعيشون تحت إطار الفقر والحاجة والنقص ، حتى يصل الأمر بأن يقف الواحد منا قانعاً بما وصل إليه من مستوى في الحياة المعيشية مردداً الحكمة المشهورة والتي يعتبرها شعاراً له في الحياة بأن : (القناعة كنز لا يفنى ) … وما أن يكرر هذه العبارة حتى يراوده شعور كبير بالراحة والسكينة ، ويأتي قائلاً في نفسه : علي أن أرضى بما لدي ولا حاجة بأن أطمع وأطمح لما هو أكثر من ذلك .. وهنا نقف برهة لنتذكر بتلك القصة الرمزية التي كانت تروى منذ القدم عن ذلك المعلم العجوز الذي التقى مع طلابه في منزله والذين كانوا ينتمون لإحدى الجامعات التي من عاداتها بأن يجتمع الخريجون ويعودون إليها بين الحين والآخر في لقاءات لم شمل ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض ، من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب ومن غيرهم الذين خاضوا غمار الحياة بمختلف المجالات ..الخ والتقى المعلم العجوز بطلابه بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة ، وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ، ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي ، وحين انتهوا من ترحيب بعضهم البعض بعبارات التحية والمجاملة ، غاب عنهم العجوز قليلا ، ثم عاد يحمل أبريقاً كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون ، أكواب صينية فاخرة ، وأكواب من النحاس ، وأكواب زجاج عادية ، وأكواب بلاستيك ، وأكواب كريستال ، فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن ، بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت ، وقد عرف عن هذا العجوز الحكمة المؤثرة والقول المأثور ، فأحب أن يقدم لطلابه حكمة من حكمه في الحياة ، حينها قال الأستاذ العجوز لطلابه : تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة .. وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا، هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم ؟ وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟ و من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر، ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب ! ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة ، و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين ، فلو كانت الحياة هي القهوة ، فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب ، وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي الحياة ، ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير، و عندما نركز فقط على الكوب فأننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة، وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين، وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة ! حينما بدأ العجوز حكمته قائلاً : من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر، ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب ! هل أصبح التطلع إلى الأفضل سبباً في توتر الإنسان وقلقه ، أم أن ما يجب أن يسعى الإنسان فيه دائماً في هذه الحياة هو التطلع إلى الأفضل وبالتالي شعوره بالسعادة والنجاح ؟؟؟ لماذا طلب العجوز من طلابه فقط التركيز على القهوة (الحياة) من غير التركيز على الأكواب الجميلة (الوظيفة والمال والمكانة ) ؟؟ ألا نستطيع أن نجمع بين القهوة واختيار الكوب الجميل معاً ؟؟؟ أليس بإمكاننا أن نطلب ونعيش الحياة برضا وسعادة مع طلبنا للنجاح في الوظيفة وكسب المال والطموح للحصول على الأفضل دائماً …؟؟؟ هل فرصة الاستمتاع بالقهوة ستقل عندما يكون لدينا كوباً جميلاً وجديداً أم أنها ستتضاعف ؟؟؟ علينا دائماً أن نعيش للأفضل .. وأن نجعل في نصب أعيننا بأن السعادة تأتي مضاعفة بالطموح وليست القناعة فحسب .. وأن نطلب القهوة مع الكوب الثمين معاً .. فلنستبدل معاً عبارة (القناعة كنز لا يفنى ) بـ (الطموح كنز لا يفنى ) ..
__________________
------- ![]() فى الشفاءنرتقى و فى الجنة.. ان شاء الله نلتقى.. ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ |
#2
|
|||
|
|||
![]() نسأ ل الله ان يجعل كل الاعمال الحسنة فى موازين حسناتك ويبارك فى عمرك وعملك ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا على المرور الطيب..
__________________
------- ![]() فى الشفاءنرتقى و فى الجنة.. ان شاء الله نلتقى.. ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |