عِظَةٌ مَعَ اِنْقِضَاءِ الْعَامِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 76195 )           »          السلام المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إلى من يجهله ويطعن فيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 8215 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 5378 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإســـلام في ألبـانيــا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التضاد الميكروبي والتأثير العلاجي لمستخلص نبات اليقطين ضد بعض الميكروبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بالعلم والتفكير السليم ندفع الكفر والتكفير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رسالة إلى الأمهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-06-2025, 10:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,960
الدولة : Egypt
افتراضي عِظَةٌ مَعَ اِنْقِضَاءِ الْعَامِ

عِظَةٌ مَعَ اِنْقِضَاءِ الْعَامِ

محمد بن إبراهيم السبر


الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْذِي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورَاً، وَأَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ هَادِيَاً، وَمُبَشِّرَاً، وَنَذِيرَاً، وَدَاعِيَاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ، وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَتَبَصَّرُوا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي، فَإِنَّهَا مَرَاحِلُ تَقْطَعُونَهَا إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
وَإِنَّ جُمعَتَكُمْ هَذِهِ هِيَ أول جُمعَةٍ مِنْ هَذَا الْعَامِ، فَهَنِيئًا لِمَنْ أَحْسَنَ فِيهِ وَاسْتَقَامَ، وَيَا حَسْرَةَ مَنْ أَسَاءَ فِيهِ وَاقْتَرَفَ الْحَرَامَ؛ فَإِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُ الْمَرْءِ تُحْصَى لَهُ أَوْ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}. وَقَالَ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: «يَا عِبَادِي: إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»؛ (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
نُوَدِّعُ عَامَاً لَا نَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ فِيهِ، وَنَسْتَقْبِلُ عَامَاً جَدِيدَاً لَا نَدْرِي مَا اللهُ قَاضٍ فِيهِ، فَكَمْ فَرِحْنَا فِي هَذَا الْعَامِ بِمَوْلُودٍ، وَكَمْ وَدَّعْنَا مِنْ مَفْقُودٍ! نُوَدِّعُ عَامَاً تَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ، حَوَى بَيْنَ جَنْبِيِّهِ حِكْمَاً وَعِبْرَاً، وَأحْدَاثَاً وَعِظَاتٍ، أَفَرَاحَاً وَأَتْرَاحَاً، آلامَاً وَآمَالاً! وَهَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي تَصْرِيفِ الأَزْمِنَةِ وَالْعُصُورِ، وَتَجْدِيدِ الأَيَّامِ وَالشُّهُورِ، وَالْعَاقِلُ الْحَازِمُ مَنِ اعْتَبَرَ بِتَصَرُّمِ الأَعْوَامِ، وَاتَّعَظَ بِسُرْعَةِ انْقِضَاءِ الأَيَّامِ، فَحَاسَبَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الأَمَانِيَّ، وَلَيْسَتِ الْغِبْطَةُ بِطُولِ الْعُمَرِ، وَإِنَّمَا الْغِبْطَةُ بِمَا أَمَضَاهُ الْعَبْدُ فِي طَاعَةِ مَوْلَاِهُ، وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمَرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمَرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خَزَائنَ لِلْأَعْمَالِ وَمَرَاحِلَ لِلْآجَالِ، إِذَا ذَهَبَ أحَدُهُمَا خَلْفَهُ الْآخَرُ؛ وَذَلِكَ لِإنْهَاضِ هِمَمِ الْعَامِلِينَ إِلَى الْخَيْرَاتِ وَتَنْشِيطِهِمْ عَلَى الطَّاعَاتِ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنَّ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورَاً}.
وَقَدْ مَتَّعَ اللهُ الْعِبَادَ بِنِعَمَةِ الْوَقْتِ لِيَغْتَنِمُوهُ فِي مَرَضَاتِ اللهِ، فَمِنْ ضَيْعَهِ فِي مَسَاخِطِهِ، كَانَ مَغْبُونَاً مَحْسُورَاً، قَالَ ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونَ فِيهُمَا كَثِيرِ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ»؛ (رَوَاهُ البُخَارِيُّ).
إِنَّ اِنْقِضَاءَ عَامٍ إيذَانٌ بِدُنُوِّ أَجَلِ الْإِنْسَانِ، فَهُوَ نُقْصَانٌ مِنْ عُمَرِهِ، وَتَقْريبٌ لِأَجَلَهُ، وَإشَارَةٌ إِلَى فَنَاءِ هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى لَا يَرْكْنَ وَيطْمَئَنَّ إِلَيْهَا؛ فَهِيَ مَتَاعُ الْغُرُورِ، عَنِ اِبْنِ عُمَرَ -رَضِيَّ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمَنْكِبِيٍّ فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ». وَكَانَ ابنُ عُمَرَ يَقولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِك لِمَوتِكَ» (رَوَاهُ البُخَارِيُّ).
فَاتَّقُوا اللهَ -رَحِمَكُمُ اللهُ- وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَعْمَالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوْزَنُوا؛ فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدَاً أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ؛ فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ؛ فَاسْتَدْرِكُوا مَا فَاتَ بِمَا هُوَ آتٍ؛ مِنَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالِاسْتِعْدَادِ لِدَارِ الْمَعَادِ؛ فَإِنَّ إِقَامَتَكُمْ فِي الدُّنْيَا مَحْدُودَةٌ، وَأَيَّامَكُمْ مَعْدُودَةٌ، فَاغْتَنِمُوا الْأَوْقَاتِ قَبْلَ الْفَوَاتِ، وَقَدَّمُوا التَّوْبَةَ قَبْلَ الْمَمَاتِ.
اللَّهُمُّ اِجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَارِنَا أَوَاخِرَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ، يَاذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيةُ
الْحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلَاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، وَبَعْدُ؛ فَاِتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا بِلَا إلَهَ إِلَّا اللهُ ؛ فَإِنَّهَا الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَاِحْذَرُوا الْمَعَاصِيَ؛ فَإِنَّ أَجْسَامَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى، فَتَزُوَدُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِهَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ، وَاِعْلَمُوا أَنَّكُمْ عَمَّا قَرِيبٍ رَاحِلُونَ، وَلِهَذِهِ الدُّنْيَا مُفَارِقُونَ، وَأَنَّكُمْ غَدَاً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ مَوْقُوفُونَ، وَبِأَعْمَالِكُمْ مَجْزِيوُنَ، وَعَنْ أَفْعَالِكُمْ مُحَاسَبُونَ، وَعَلَى تَفْرِيطِكُمْ نَادِمُونَ، وَعَلَى رَبِّ الْعِزَّةِ سَتَعْرُضُونَ ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَأَمِتْنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ.
الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ والمُسلمينَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وَاجْعلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئنًّا وَسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادَمَ الحَرَمَينِ الشَرِيفَينِ، وَوَليَ عَهدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.
اللَّهُمَّ اِجْعَلْ عَامَنَا عَامَ أَمْنٍ وَعِزٍّ وَنَصْرٍ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمَيْنَ، وَأَسْبَغْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ، وَارْزُقْنَا شُكَرَهَا، وَاِغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِيَّنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
عِبَادَ اللَّهِ: اذكُرُوْا اللَّهَ ذِكْرَاً كَثِيرَاً، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
.................................................. ...................
للشيخ محمد السبر قناة التلغرام https://t.me/alsaberm



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.72 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]