مكاره الشتاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3112 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2024, 09:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي مكاره الشتاء

مكاره الشتاء

إبراهيم بن محمد الحقيل


لله تعالى على العبد عبودية فيما يكره، وله سبحانه على العبد عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون، وكثير منهم لا يعطونها فيما يكرهون. وإنما الشأن في إعطاء العبودية في المكاره، وفيه تتفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى؛ فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية، ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية، ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبودية. وكذلك الوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية، وتركه المعصية التي اشتدت دواعي نفسه إليها من غير خوف من الناس عبودية، ونفقته في الضراء عبودية، ولكن الأولى عبودية فيما يحب العبد، والثانية عبودية فيما يكره العبد، ولا يحقق العبد تمام الرضا بالله تعالى ربًّا حتى يحقق العبودية فيما يحب وما يكـره.

والله تعالى ابتلى العباد بأن جعل أجزاء من عبوديته فيما يكره العبد؛ ليبرهن العبد على صدق إيمانه، وصحة يقينه، ويدلل على رضاه بالله تعالى ربًّا. وإلا لو اقتصرت عبودية الله تعالى على أبواب يحبها العباد لما تبين الراضي من الجاحد، ولا الطائع من العاصي؛ ولكان الناس في تحقيق العبودية سواء، ويبين ذلك محاورة الله تعالى لجبريل عليه السلام التي جاءت في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الجَنَّةِ فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا» قَالَ: «فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالمَكَارِهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالمَكَارِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا» (رواه أبو داود والترمذي وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).

والراضي إنما يحملهُ على احْتِمَال المكاره والآلام في ذات الله تعالى مَا يجده من لَذَّة الرِّضَا وحلاوته، فتكون المشقة عنده محبوبة لا لذاتها؛ وإنما لعلمه برضا الله تعالى عنه بسببها؛ ولما يرجوه من الجزاء عليها، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها أن أجر نسكها على قدر نفقتها أو نصبها أي: تعبها.

وللشتاء مَحَابٌّ ومكاره، فمن محابه طول الليل للمتهجدين، وقصر النهار للصائمين، وهو باب عظيم من الإنفاق للباذلين.

وأما مكاره الشتاء فينال قسطها الأكبر الفقراء والمعدمون، ويصيب شيئًا منها الموسرون.

فمن مكاره الشتاء: الوضوء والغسل الواجبان أو المندوبان؛ فإنهما يشقان على كثير من الناس في الشتاء، ولا سيما من سكنوا البراري أو خرجوا إليها، وإذا كان الاغتسال في الصيف تبريدا ولذة فهو في الشتاء عسر ومشقة؛ ولذا جاء في حديث اختصام الملأ الأعلى أن الله تعالى قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الكَفَّارَاتِ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قُلْتُ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الجَمَاعَاتِ، وَالجُلُوسُ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكْرُوهَاتِ...» (صححه البخاري والترمذي).

وروى الحاكم عن محمد بن واسع رحمه الله تعالى قال: بلغني أن الملائكة تفرح بذهاب الشتاء لما يلقى الناس من الوضوء.

فإذا استحضر المؤمن أن الملأ الأعلى في السماء يختصمون في إسباغه الوضوء على المكاره علم قيمة إسباغه في شدة البرد، وودَّ لو توضأ لكل حدث؛ تحصيلا لفضل إسباغ الوضوء في الشتاء.

وليس في قصد الماء البارد في الشتاء للوضوء به أو الغسل به فضيلة؛ لأن المشقة لا تقصد، وإنما يصبر عليها إذا كانت من لوازم العبادة، والتنزه عن الماء الساخن تعبدًا من التنطع.

وفي الشتاء ليست المشقة في برودة الماء فقط، وإنما في نزع الألبسة الثقيلة، وحسر الأكمام، واستيعاب الأعضاء بالغسل؛ فكان رضا المؤمن بالعبودية لله تعالى مذللا لهذه الصعاب، مسهلا لتلك المشاق.

ومن مكاره الشتاء: مفارقة دفء الفراش، وقطع الاستغراق في النوم ولذته؛ لقيام الليل أو لحضور الجماعة في الفجر، ونوم الشتاء للدفآن ألذ من نوم الصيف، وقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ، فَإِذَا وَضَّأ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقدةٌ، فَإِذَا وضَّأ وجههُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لِيَسْأَلَني، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هذا فهو له» صححه ابن حبان، وله في حديث آخر: «أن الله تعالى عجب من رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ عَنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي».

وإذا استحضر المؤمن هذه الكرامة العظيمة له عند الله تعالى هانت عليه مكاره الوضوء والاغتسال وهجر النوم والفراش لمناجاة الله تعالى، وهان عليه الخروج لصلاة الفجر في شدة البرد.

ومن مكاره الشتاء: أمراض البرد من زكام وحمى ونحوها، وهي كفارات للعبد؛ فلا يضجر بها، ولا يشتك منها، ولا يتسخط بسببها؛ كما في حديث جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ»؟ قَالَتْ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ: «لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» (رواه مسلم).

وسواء أصابته أمراض البرد أو أصابت أطفاله الصغار فتألم لألمهم، وسهر الليالي لأجلهم، وتكلف في علاجهم؛ فهو على ألمه وسهره لأجلهم مأجور، وما أنفق في علاجهم مخلوف، فلا يضيع له شيء عند الله تعالى ما دام صابرا لم يجزع، ورضيا لم يسخط.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].

أيها المسلمون:
من مكاره الشتاء: زيادة نفقاته؛ خاصة على الفقراء والمستورين؛ سواء نفقات الطعام أو نفقات اللباس واللحاف والتدفئة، وكل ما ينفقه الرجل على أهله وولده صدقة قل أو كثر إذا كان من حاجاتهم. وتوفير الدفء من الحاجات الملحة التي تنزل منزلة الضروريات؛ لأن البرد مهلك.

وكما أن نفقات الشتاء تثقل كواهل الفقراء ومستوري الحال فإنها ابتلاء للأغنياء والموسرين بأن يواسوا الفقراء والمعدمين، ولا سيما المشردين واللاجئين الذين يهيمون على وجوههم لا يجدون بلدا يؤيهم، ولا بيوتا تكنهم، ولا لباسا يدفئهم، وكم مات من أطفال تجمدوا من البرد في مخيمات اللاجئين، وهم إخواننا ومواساتهم واجبة. ولعل باذلا يبذل ثوبا أو لحافا أو مدفأة لمحتاج يرتجف من البرد، فيدفأ بها فيوجب الله تعالى له بدفء أخيه الجنة.

عن سفيان بن عيينة قال: أُتي رجل من أهل الشام في النوم كأن صفوان بن سليم أدخل الجنة في قميص كساه مسكينا، قال: فدخل المدينة فسأل عنه فدلوه عليه فقال: أخبرني عن قصة القميص، فأبى أن يخبره، فتحمَّل عليه بأصحابه فقال: إني رأيت في النوم كأنه أدخل الجنة في قميص كساه مسكينا فسلوه يخبرنا عن قصته، قال: فلم يزالوا به، قال: خرجت ذات ليلة إلى المسجد في السحر فإذا مسكين يرتعد من البرد، ولم يكن لي قميص غير الذي كان علي فكسوته إياه.

وفي ليلة شاتية تصدق محمد بن عبدوس المالكي بقيمة غلة بستانه كلها - وكانت مائة دينار ذهبي - وقال: ما نمت الليلة غمَّاً لفقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل:20].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.32 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]