يوم الجمعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طريقة عمل حواوشى ميكس باللحم والدجاج من الشيف شربينى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          لو شعرك طويل وبيتشابك.. 5 طرق هتساعدك على فكه بدون ألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-07-2024, 07:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي يوم الجمعة

خطبة الجمعة

الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:
عباد الله! فـ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أَيُّهَا المؤمنون! هٰذَا يوم الجمعة هو خير يومٍ طلعت عليه الشَّمْس، فيه خلق الله عَزَّ وَجَلَّ أبوكم آدم، وفيه أنزله من الجَنَّة، وفي هٰذَا اليوم تقوم الساعة، أضلَّ اللهُ عنه من قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، وهدى الله هٰذِه الأُمَّة المشرفة المكرمة لهذا اليوم العظيم يوم الجمعة.

ويوم الجمعة يا عباد الله له في هٰذِه الشَّرِيْعَة فضائل، وله عليكم أَيُّهَا المؤمنون خصائص:
• فمن ذلكم: هٰذِه الصَّلَاة -صلاة الجمعة-، وَالَّتِي شهودها فرض عين عَلَىٰ المستوطنين من اَلرِّجَال، كما في سائر صلوات الجماعة، تزيد هٰذِه الصَّلَاة أنَّ من تركها ثلاث جمعٍ تهاونًا وتكاسلًا؛ طبع الله عَلَىٰ قلبه كما قاله النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكم من نائمٍ ينام عنها! وكم من غافلٍ يغفل عن أدائها، ويظنها أنها من الكماليات والمستحبات!

وصلاة الجمعة شُرع فيها التبكير، فمن جاء في الساعة الأولى -أي: من طلوع الفجر، أو طلوع الشَّمْس-؛ فكأنَّما قرَّب بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية؛ فكأنما قرَّب بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة؛ فكأنما قرَّب كبشًا، ومن جاء في الساعة الرابعة؛ فكأنما قرَّب دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة؛ فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الخطيب؛ خرج الإمام، أغلقت الملائكة صحفها وسجلاتها، وجلسوا معكم يستمعون الخطبة.

عباد الله! هٰذَا اليوم من بكَّر فيه وابتكر، ومشى فيه ولم يكب، من بيته إِلَىٰ المسجد؛ كان له في كل خطوة يخطوها حسنة «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يخطوها عَمَل سَنَةٍ، قِيَامهَا وصِيَامهَا»[1]، عملٌ عظيم وأجرٌ كبير، عَلَىٰ عملٍ يسير يا عباد الله، فإذا خرج الخطيب فاستمع ولم يلغُ، ولم يفرِّق بين اثنين؛ كان له هٰذَا الثواب العظيم.

في هٰذَا اليوم «سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ» يدعو الله، «قَائِمٌ يُصَلِّي» [2]، أي: يدعو الله؛ إِلَّا أجاب الله دعوته، وهي ساعة أعماها الله عنَّا لنجتهد في هٰذَا اليوم في العبادة، ونجتهد فيه بِالْدُّعَاءِ، فكلنا صاحب حاجة، وكلكم عباد الله ذو همٍّ وغمٍّ، يريد أن يتنفس من همه، وأن يتنفس من كربه، فاطرحوا حوائجكم عَلَىٰ ربكم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.

وقد ذهب أهل العلم إِلَىٰ أقوالٍ كثيرة في هٰذِه الساعة، أرجاها قولان:
أولهما: من دخول الخطيب إِلَىٰ انقضاء الصَّلَاة.
وذهب الإمام أحمد إِلَىٰ أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.

في هٰذَا اليوم يُشرع الإكثار من الصَّلَاة والسلام عَلَىٰ مُحَمَّد بن عبد الله، هٰذَا النَّبِيّ العربي الهاشمي الَّذِي بعثه الله خاتمة للمرسلين، وسيدًا عَلَىٰ ولد آدم أَجْمَعِيْنَ، وهو القائل عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إذا كان يوم الجمعة وليلتها، فأكثروا من الصَّلَاة عليَّ؛ فإنَّ صلاتكم معروضة علي»، وَقَالَ: «من صلى عليَّ مرة؛ صَلَّى اللهُ عليه بها عشرً»[3].

يوم الجمعة عيد الأسبوع، فلا يصح إفراده بِالصِّيَامِ، وقد دخل النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىٰ زوجته أم المؤمنين جويرية، فإذا هي صائمةٌ هٰذَا اليوم، قَالَ: «أصمت يوم أمس؟» يعني: الخميس، قالت: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أصائمة أنتِ يوم غدٍ؟» وهو السبت، قالت: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تخصوا يوم الجمعة بصيام، ولا ليلتها بقيام»[4].

فاعرفوا عباد الله لهذا اليوم فضله وشرفه، وسابقوا فيه مع المسابقين، وتعرضوا فيه لنفحات رب العالمين، واطرحوا عليه حوائجكم، وأكثروا من الصَّلَاة والسلام عَلَىٰ نبيكم؛ تفوزوا وتفلحوا في يومكم.

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفَّارًا.

الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ كما أمر، أحمده سُبْحَانَهُ وقد تأذَّن بالزيادة لمن شكر، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إقرارًا بربوبيته، وإيمانًا بألوهيته وأسمائه وصفاته، مراغمًا بذلك من عاند به أو شكَّ أو جحد وكفر، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى المَبْعُوثِ رَحْمَةً للعَالَمِيْنَ عَلَىٰ سيد البشر، الشافع المُشفع في المحشر، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ السادة الغُرر، خير آلٍ ومعشر، ما طلع ليلٌ وأقبل عليه نهار وأدبر؛ أَمَّا بَعْدُ:
عباد الله! في هٰذَا اليوم هٰذِه الشعيرة، شعيرة صلاة الجمعة، فمن حضر خطبتاها، ثُمَّ صلى مع الإمام، صلاها ركعتين؛ فقد أدرك هٰذِه الصَّلَاة، أما من جاء وقد رفع الإمام ركوعه الْثَّانِي، رفع من ركوعه الْثَّانِي؛ فإنه لم يدرك الجمعة، ويجب عليه أن يصليها ظهرًا أربع ركعات، فما أكثر هؤلاء المتأخرين والمتسأخرين الَّذِينَ لا يأتون إِلَىٰ الصَّلَاة إِلَّا بعد استماعهم الأذان! وَهٰذَا والله يا عباد الله من عظيم الحرمان!

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنه روى الإمام أحمد وبعض أهل السنن من حديث أبيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه أتى النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما أجعل لك من صلاتي؟ أي: من دعائي، قَالَ: «ما شئت»، قَالَ: ربعها؟ قَالَ: «ما شئت، وإن زدت فهو خير»، قَالَ: ثلثها؟ قَالَ: «ما شئت، وإن زدت فهو خير»، قَالَ: نصفها؟ قَالَ: «ما شئت، وإن زدت فهو خير»، فَقَالَ أبيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بل أجعل لك صلاتي كلها، أي: كل دعائه صلاةً وسلامًا عَلَىٰ هٰذَا النَّبِيّ العربي الهاشمي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فاسمعوا البشارة يا عباد الله! قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «إذًا يُكفى همُّك، ويُغفر ذنبك»[5]، وفي رواية: «إذًا يكفيك الله عَزَّ وَجَلَّ ما أهمك في دنياك وفي آخرتك»[6].

يا له من فضل عظيم، كم نحن عنه محرومون! وكم عنه نحن غافلون!

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أن أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.

[1] أخرجه أحمد (16173)، وابن ماجه (1381)، وأبو داود (345)، والترمذي (496).

[2] أخرجه البخاري (935)، ومسلم (852).

[3] أخرجه مسلم (384).

[4] هذا الحديث عبارة عن حديثين، فالأول أخرجه البخاري (1986): عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: «أصمت أمس؟»، قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدا؟» قالت: لا، قال: «فأفطري»، والثاني: أخرجه مسلم (1144): (لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم).

[5] أخرجه الترمذي (2457) بنحوه.

[6] أخرجه أحمد (21242) بنحوه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-08-2024, 07:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يوم الجمعة

خطبة عن يوم الجمعة (2)

الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:
عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فـ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أَيُّهَا المؤمنون! هٰذَا يوم الجمعة أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ فيه سورةً من سور القرآن، من طوال مفصله، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ في آية منها: ﴿ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ [الجمعة: 9]، في هٰذِه الآية أمرٌ بترك الانشغال بالدنيا ولو كان الأمر مباحًا، فكيف بمن ينشغل بالحرام المكروه؟ فَهٰذَا آكد في وجوب ودع ذلك في كل زمانٍ وأوان، ﴿ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ ﴾ أي: لصلاة الجمعة يجب السعي إِلَىٰ المساجد.

وحثَّ الله جَلَّ وَعَلَا المؤمنين عَلَىٰ المبادرة والتبكير، ففي الصحيحين [1] عن النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «من جاء في الساعة الأولى يوم الجمعة فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ جَاءَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ جَاءَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا، وَمَنْ جَاءَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ جَاءَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً».

وَهٰذَا كله يا عباد الله عَلَىٰ سعي وتبكير، ومبادرة الساعي إِلَىٰ الجمعة والماشي إليها، حَتَّىٰ إذا خرج الإمام طوت الملائكة صحفها، وجلسوا يستمعون الخطبة، وأكثر المسلمين للأسف ما حصلوا هٰذِه البيضة، يقربونها إِلَىٰ الله جَلَّ وَعَلَا، ويا سعد من قربوا بدنة في أول الساعات من يوم الجمعة.

﴿ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ وَهٰذَا الأمر بالسعي أمرق عَلَىٰ الوجوب، لكنه لا يجب إِلَّا عَلَىٰ المقيمين من اَلرِّجَال المستوطنين، فلا يجب عَلَىٰ النساء، ولا يجب عَلَىٰ الأطفال الصغار، وَإِنَّمَا هو في حقهما سنةٌ، ولا يجب عَلَىٰ المرضى، ولا يجب عَلَىٰ من كان مسافرًا يطوي الأرض، وَإِنَّمَا هو في حقه مستحبًّا.

فإذا نودي للصَّلَاةِ فاسعوا إِلَىٰ ذِكر الله وذروا البيع، فلا يصح البيع في يوم الجمعة بعد الأذان الْثَّانِي، حَتَّىٰ بيع المساويك عند أبواب المساجد لا يصح، ولا يصح أَيْضًا غيره من العقود: عقود النِّكَاح، ونحوها، وعقود الاستئجار، وما جرى مجراها، فجميع العقود بعد الأذان الْثَّانِي لا تصح أبدًا، لِمَ؟ لأننا نُهينا عن هٰذِه العقود: ﴿ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾.

وَهٰذَا اليوم يوم الجمعة يا عباد الله يوم فضيل عظيم، هو عيد الأسبوع، أضل الله عنه من قبلنا من اليهود والنصارى، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، ونحن أهل الإسلام خصنا الله بهذه الجمعة، وبأداء هٰذِه الشعيرة فيها.

فما بال الكثيرين من النَّاس يفرّطون في الصَّلَاة، وربما اهتموا في يوم الجمعة فَقَطْ حَتَّىٰ ربما يأتي زمانٌ -ولا أظنه بالبعيد- يكون من المسلمين من يهتم بصلاة العيدين، ويهمل الصلوات كلها، حَتَّىٰ يوم الجمعة!

ولكم يا عباد الله عبرةٌ بمن قبلكم من اليهود والنصارى، تركوا صلواتهم إِلَّا في يومي السبت والأحد، ثُمَّ تركوهما جميعًا إِلَىٰ الاحتفال برأس السنة، ومن المسلمين من سيمشي مشيهم، ويجري عَلَىٰ مجراهم.

قَالَ نبيكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لتتبعن اليهود والنصارى، حذو القذة بالقذة، حَتَّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه» [2]، وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «والله لو كان فيمن كان قبلكم من أتى أمه علانية» أي: بالفعل القبيح فعل الزنا أمام النَّاس؛ «لوجد في هٰذِه الأُمَّة من يفعله» [3] وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ!

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، واتبعهم وأحبهم وذبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا مزيدًا؛ أَمَّا بَعْدُ:-
يا عباد الله! من فضائل هٰذَا اليوم -يوم الجمعة-: ما جاء في الصحيحين، وَاللَّفْظ لمسلم: في قول النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وإِنَّ فِيه لَسَاعَةً» أي: لجزءٌ من الوقت، «لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، قَائِمٌ يُصَلِّي» أي: قائم يدعو «إِلَّا غفر الله له»[4]، وفي وراية: «إِلَّا استجاب الله دعوته»[5].

ولقد اهتم العلماء بساعة الإجابة يوم الجمعة، اهتموا بها اهتمامًا عظيمًا، حَتَّىٰ ذكروا فيها أقوالًا كثيرة، أرجحها وأولاها قولان:
فَأَمَّا أولهما: فمن حين دخول الخطيب إِلَىٰ انقضاء الصَّلَاة، فَهٰذَا وقتٌ فاضل للْدُّعَاءِ يا عباد الله، فيه دعوة المسلمين، وهي تحيط بهم من روائهم.

وذهب الإمام أحمد في جماعة من المحققين إِلَىٰ أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.

فأنت يا صاحب الحاجة، ويا أَيُّهَا المهموم، ويا ذا المكروب! انتبهوا لهذا الوقت؛ فبادروا إليه، واعرضوا فيه حوائجكم عَلَىٰ ربكم، وأمِّلوا بربكم خيرًا، وأحسنوا به الظَّنّ أنه يجيب دعاءكم.

وفي يوم الجمعة من الفضائل: أنه إذا قُضيت الصَّلَاة، وانتشرتم في الأرض فابتغوا من فضل الله، وابتغائكم من فضل الله له معانٍ عظيمة، ومعانٍ كثيرة جليلة، منها: أن يسعى الإنسان إِلَىٰ أن يشتري لأهله ما ييسر الله له، فإنَّ الله يجعل فيه هٰذِه البركة؛ لأنه سعى في الأرض يبتغي من فضل الله بعد انقضائه من هٰذِه الصَّلَاة.

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن بلاد المسلمين عامة، يا ذا الجلال والإكرام اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.

[1] أخرجه البخاري (881)، ومسلم (850) بنحوه.

[2] أخرجه البخاري (3456)، ومسلم (2669) بنحوه.

[3] أخرجه الترمذي (2641) بنحوه.

[4] لم أقف عليها في الكتب التسعة.

[5] أخرجه البخاري (935)، ومسلم (852) بنحوه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.20 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]