الناس بين فتنة الدنيا والاستعداد للآخرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 505 )           »          أسماء الله وصفاته أنفعُ العلومِ وأشرفُها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المخدرات والجريمة وجهان لعملة واحدة .. ضياع للأسرة ودمار للمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 644 )           »          النميمة: تعريفها وأضرارها وطرائق مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          «لاحول ولا قوة إلا بالله» كنز من كنوز الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          نظرة استراتيجية في السيرة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 120 - عددالزوار : 60017 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 119 - عددالزوار : 62591 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-10-2023, 07:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,345
الدولة : Egypt
افتراضي الناس بين فتنة الدنيا والاستعداد للآخرة

الناس بين فتنة الدنيا والاستعداد للآخرة

محمد أمحزون



إن الله تعالى قد جعل الحياة الدنيا دار ممر إلى دار مقر، ومزرعة للأعمال، وفرصة للإمهال، ليتزود العقلاء من الناس منها بصالح الأعمال إلى دار القرار.
فالأيام تمضي، والسنون تنقضي، والأعمار تنتهي، ولا يبقى إلا العمل بعد انقضاء الأجل سبباً للسعادة أو للشقاوة في حياة سرمدية لا تنتهي أبداً.
على أن كثيراً من الناس غافلون عن عمل الليل والنهار فيهم، وهما المطية التي يركبونها إلى الآخرة. فلا يفكرون في وجهة سفرهم، وكم قطعوا في مسيرتهم، وكم قد بقي للوصول إلى مثواهم الأخير في القبور. وهذا الصنف من الناس لا يتعظون بمرور الأيام، وهم في حكم الغافلين النيام، لا يستقظون إلا عند مفاجأة الحِمَام([1]).
والعَجَبُ أن يوقن الناس بالزوال وعدم البقاء، لأنهم يرون الموت رأي عين، ولكن أفعالهم تأبى الاستعداد لما بعد الموت، فيستجمعون قواهم في بناء الزائل الفاني، ويهدمون الدائم الباقي.
وفي هذا العصر بالذات الذي انفتحت فيه الدنيا على الناس، وافتتن كثير منهم بزخارفها وبهارجها، لم تعد عقولهم تفكر في الموت وحتمية الرجوع إلى الله تعالى: { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبيـن } [سورة الأنعام: 62].
إن الموت حقيقة كبرى يذوقها كل حيِّ، لا مناص من لقائه، ولا شيء في الدنيا يُنجي من هجمته. قال تعالى: { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } [ سورة العنكبوت: 57].
وعن أُبَيِّ بن كعب رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله e إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: “يا أيها الناس، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه…” (الحديث)([2]).
ومن حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله e قال: “أكثروا ذكر هاذم اللذات“([3])، يعني الموت.
ولأجل ذلك، وجب على المسلمين أن تستيقظ هممهم، وتستعد نفوسهم، فيجعلون الموت نُصْبَ أعينهم، ويهيأون زاد النجاة، وعُدَّة السلامة للقاء الله تعالى.
وأما الغافلون عن هذا المصرع الرهيب، والظالمون والمستكبرون، فما أشد مصيبتهم، إذ كانوا في الدنيا في غيِّهم وضلالهم وعمرتهم ساهون، ليس للهوهم نهاية، وليس للعبهم غاية، إذ يحسبون أنهم غير متحول عنهم نعيمهم وفرحهم، أو زائل عنهم ترفهم ولهوهم.
فما حالهم حين يُبغتهم هاذم اللذات، وتنزل بهم سكراته، وتحلُّ عليهم آلامه: { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملآئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون } [الأنعام: 93]. ماذا سيقولون؟ كيف ينجون؟ إنهم في تلك الحالة يتمنون الرجوع إلى الدنيا، لأن بضاعتهم كاسدة، وأيديهم من تقديم عمل مُنْجٍ خالية: { ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين } [ سورة الأنعام: 27].
ومقطع الحق هاهنا أن وراء الموت دارين لا ثالث لهما: الجنة والنار، فيهما نهاية رحلة الدنيا، وموطن الاستقرار والقرار، وفيهما تحط الرحال، وتوضع عصا التسيار.
وفي تينك الدارين تظهر نتائج أعمال الدنيا، وتنكشف الحقائق كما هي، وهناك الحياة التي لا موت بعدها، والعمر الذي لا أمد ولا نهاية له، وفي هذا تتجلى سعادة الأبد أو شقاوة الأبد: { يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير } [ سورة التغابن: 9-10].
وعلى العموم: إن الوجهة إلى الآخرة طريق أبلج كفلق الصبح، أوضح من الشمس في رابعة النهار، والمصير بيِّن معلوم، فالسعيد من اتعظ بغيره، وانتبه من رُقاد الغفلة، وتحرَّك من سكون الهِمَّة، وشمَّر عن ساعد الجِدِّ، ليكون من الناجين الفائزين: { يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } [سورة الشعراء: 88 – 89].

[1]- قضاء الموت وقدره. الزاوي: مختار القاموس، ص 156.
[2]- أخرجه الترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة، وقال: حديث حسن صحيح، برقم 2457، 4/636-637.
[3]- المصدر السابق، نفسه، كتاب الزهن، وقال: حسن صحيح، برقم 8307،4/553.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.08 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]