|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة: {طبتم فادخلوها خالدين} يحيى سليمان العقيلي معاشر المؤمنين، نقف اليوم مع أمنية الأماني وأسمى المطالب لعباد الله المتقين، جنَّة الله التي أعدَّها لعباده المؤمنين، لنقف مع سببٍ من أسباب الفوز بها، ولنتأمل هذا المشهد المهيب، الذي ندعو الله تعالى أن نكون من أهله، قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 73، 74]. نعم عباد الله يدخلونها زمرًا؛ أي: جماعة بعد جماعة: المقربون، ثم الأبرار، ثم الذين يلونهم، كل طائفة مع من يناسبهم: الأنبياء مع الأنبياء، والصِّدِّيقون مع الصِّدِّيقين، والشهداء مع الشهداء، والعلماء مع العلماء، ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا ﴾ [الزمر: 71] ووصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط، وبعد أن حُبِسوا على قنطرةٍ بين الجنة والنار، فأُقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِن لهم في دخول الجنة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ، صُوَرُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فيها ولا يَمْتَخِطُونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ فيها، آنِيَتُهُمْ وأَمْشاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، ومَجامِرُهُمْ مِنَ الأَلُوَّةِ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ واحِدٍ منهمْ زَوْجَتانِ، يُرَى مُخُّ ساقِهِما مِن وراءِ اللَّحْمِ، مِنَ الحُسْنِ، لا اخْتِلافَ بيْنَهُمْ ولا تَباغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ واحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا))؛ رواه البخاري. وتستقبلهم الملائكة، وتسلم عليهم بهذه الكلمات: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]. نعم عباد الله، هذا هو سبب الفوز، وهذا هو سِرُّ الفلاح ﴿ طِبْتُمْ ﴾؛ أي: طابت أعمالُكم في الدنيا, فطاب مثواكم اليوم. طابت أعمالكم وأقوالكم، وطابت أخلاقُكم وخِصالُكم، وطابت سيرتُكم وسعيُكم، فطاب مثواكم وجزاؤكم، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُنادى بين المسلمين في بعض الغزوات: ((أنَّ الجنَّةَ لا يدْخُلُها إلَّا نفسٌ مسلِمَةٌ)). فسبيل أهل الجنة الطيِّب: الطيب في العمل، والطيب في الكلام، والطيب في النيات، والطيب في الاعتقادات، والطيب في المعاملات، والطيب في العلاقات؛ فطيِّبْ قلبَكَ يا عبدالله بمعرفة الله تعالى حق معرفته، والاشتغالِ بحبه، وحسن عبادته، والاعترافِ بمنَّتِه والْهَجْ بشكره، وطيِّب لسانك بالإكثار من ذكر الله وطيب الكلام، فلا يصعد إلى الله تعالى إلا الطيب من القول، قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]. وفَّقنا الله لما يُحب ويرضى، وأعاننا على البِرِّ والتقوى، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية معاشر المؤمنين، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].قال أهل العلم: طابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته، وطابت ألسنتهم بالثناء على الله وذكره، وطابت جوارحهم بالإقبال على الله وطاعته، فطابت منهم الجوارح، وطابت الألسن، وطابت القلوب، فاستحقوا جزاء الطيبين، جنان الخلد في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر. فلنسلك عباد الله سبيل الطيب من القول والعمل؛ لتطيب حياتنا، وتسعد قلوبنا، وتطيب بعد ذلك آخرتُنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |