خطبة: لقيا يوسف بإخوته بعد الفراق (دروس وعبر) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4953 - عددالزوار : 2056095 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4528 - عددالزوار : 1323958 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2022, 05:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: لقيا يوسف بإخوته بعد الفراق (دروس وعبر)

خطبة: لقيا يوسف بإخوته بعد الفراق (دروس وعبر)
د. سامي بشير حافظ






إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه؛ أما بعد:
فإن قصة يوسف عليه السلام قصة مليئة بالأحداث المثيرة، والمواقف العجيبة، والفوائد العظيمة، ومن الأحداث التي وردت فيها أول لقاء مع إخوته بعد فراق طويل دام سنوات عديدة؛ فقال تعالى حاكيًا عن هذا اللقاء: ﴿ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ [يوسف: 58]، لما تولى يوسف عليه السلام خزائن مصر، وأصبح حينها عزيز مصر، دبرها أحسن تدبير، فزرع في السبع السنين الخصبة زروعًا كثيرة، ثم جاءت بعدها السبع السنون العجاف وهي سنوات القحط، فعندها وصل القحط إلى فلسطين محل إقامة يعقوب وبنيه، اضطر إخوة يوسف أن يذهبوا إلى مصر لأخذ الطعام، فدخلوا على يوسف عليه السلام وهو حينها عزيز مصر، فعرفهم؛ لأنه فارقهم كبارًا، وهم لم يعرفوه؛ لأنهم فارقوه صغيرًا ولم يتوقعوا أن ذلك الصغير الذي طردوه يصبح في هذه المنزلة العظيمة؛ ثم قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ * فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ * قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴾ [يوسف: 59 - 61]، فلما جهز يوسف عليه السلام لهم الطعام وكال لهم الكيل، وكان من حسن تدبيره ألَّا يعطي كل شخص أكثر من حمل بعير، فعلم يوسف من خبرهم أن لهم أخًا تركوه مع أبيهم، فطلب منهم أن يحضروا أخاهم الصغير حتى يعطيهم كيلًا أكثر، ثم هددهم إن لم يأتوا به فلن يعطيهم شيئًا، فوعدوه أنهم سيحاولون مراودة أبيهم حتى يسمح لهم بأخذ أخيهم بنيامين، ثم قبل انصرافهم أمر يوسف خدمه أن يضعوا الثمن الذي جاؤوا به في بضاعتهم من غير علمهم؛ حتى يرجعوا مرة أخرى.

أيها المؤمنون، من الفوائد والعبر قوله تعالى: ﴿ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ ﴾ [يوسف: 58]، دخلوا على من؟ على عزيز مصر يوسف عليه السلام، سبحان الله! يوسف الصغير الطريد الطريح الذي بِيع فأصبح عبدًا، يصبح بعد ذلك كله عزَيز مصرَ، وذا مكانة عالية ومنصب وجاه، نعم! إنها رسالة لكل من أُصيب بمصيبة بمرض، أو فقر، أو ظلم، أو أي مصيبة كانت، تفاءل وأبشر بالخير، وادعُ ربك، فالله يُغير الحال من حال إلى حال خير منه، فلا تيأس ولا تقنط.

من الفوائد قال يوسف عليه السلام: ﴿ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾ [يوسف: 59]، فلقد كان يوسف عليه السلام عادلًا مع الناس، يعطي كل واحد ما يستحقه من طعام وزاد ولا يبخس أحدًا حقه، وكان يكرم كل من نزل إليه من المحتاجين والضيوف، فكم بحاجة إلى العدل في حياتنا، ومع من نعاشرهم ونعاملهم؛ من زوجة، وأولاد، وموظفين، وعمال، وخدم، فالعدل عاقبته حميدة، والظلم عاقبته وخيمة؛ ثم قال يوسف عليه السلام لهم: ﴿ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾؛ أي: أنا خير من يُضِّيف بمصر، إن من الصفات الجميلة - أيها الكرام - والأخلاق الحسنة إكرامَ الضيف، وإنزاله منزلًا حسنًا؛ من مكان طيب، وحسن استقبال، وضيافة، وبشاشة، وإكرام بجميع الصور والأشكال.


ثم قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ ﴾؛ أي: أرسل معنا أخانا بنيامين كما طلب عزيز مصر ذلك؛ حتى يصرف لنا الطعام ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 63، 64].

من الفوائد والعبر: ﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ﴾ [يوسف: 64]، فالمؤمن - أيها الكرام - لا يُلدغ من جحرٍ مرتين؛ لذلك يعقوب عليه السلام عندما أخبره بنوه عن حفظهم لبنيامين قالوا: ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [يوسف: 63]، فتذكر قولهم ذلك مع يوسف قديمًا عندما قالوا: ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[يوسف: 12]، ولكنهم أضاعوه ولم يحفظوه؛ لذلك طلب منهم العهود والمواثيق، فإن سوء الظن مع وجود قرائن تدل عليه ليس من الظن الممنوع بل هو جائز؛ لأن يعقوب علم بما فعلوه مع يوسف سابقًا، والآن يريدون أخاه بنيامين، نعم، أيها الكرام، إن من عُرف بالكذب صعب تصديقه؛ لأنه بذلك قد شوَّه سمعته بنفسه، فلن يوثق فيه بعد ذلك إلا بمواثيق وعهود مشددة مؤكدة.

أيها المؤمنون، على المرء أن يطبع في نفوس الآخرين عنه مواقف وصفات جميلة حسنة، يعرفونه ويتذكرونه بها، كلما رأوه، وليحذر أن يطبع في نفوسهم مواقف وصورًا سيئة، فقد لا تُنسى بعد ذلك، احذر أيها المسلم أن يفقد أصحابك وأحبابك ثقتهم فيك؛ بسبب موقف كذبت فيه، أو غدرت، أو خنت، أو سرقت، فالثقة إذا ذهبت، فقد يصعب عودتها كما كانت؛ ثم قال تعالى عن يعقوب قوله: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64]، الحافظ الحفيظ هو الرحمن جل وعلا، فوكِّل أمرك وأمر أولادك له، وابذل أسباب الحفظ، فربك ليس رحيمًا فقط، بل أرحم الراحمين جل وعلا، فهو أرحم بك من أمِّك التي حملتك في بطنها تسعة أشهر.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
أيها المؤمنون، ثم قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ * قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 65، 66]، لما رجع إخوة يوسف عليه السلام إلى أبيهم وفتحوا متاعهم، وجدوا أن يوسف رد بضاعتهم إليهم، وهي البضاعة التي تكون في مقابل الطعام، فقالوا لأبيهم: ﴿ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي ﴾ [يوسف: 65]؛ أي: أي شيء نريد بعد هذا الإكرام؛ حيث رد إلينا بضاعتنا، ووفَّى لنا الكيل؟ ثم طلبوا أن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين كما طلب العزيز ذلك منهم، حتى يعطيهم زيادة في الكيل والطعام، ووعدوا أباهم بأنهم سيحافظون عليه، فشدَّد يعقوب عليهم في الأمر، وأمرهم أن يأتوا بالمواثيق والعهود حتى يُسلِّمهم إياه، إلا في حالة واحدة فقط قد يعذرهم فيها وهي قوله: ﴿ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾ [يوسف: 66]؛ أي: يأتيكم أمرًا خارجًا عن إرادتكم لا تقدرون دفعه عنكم، ثم أتوه بالعهود والمواثيق أن يحفظوا أخاهم، فبعثه معهم، وجعل الله عليهم وكيلًا كفيلًا على ما ذكروه.


من الفوائد والعبر: على العبد ألَّا يكون مغفَّلًا ولا مخدوعًا؛ وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لست بالخبِّ، ولا الخبُّ يخدعني"؛ أي: لست بالمخادع ولا المخادع يخدعني، وعليه أن يكون فطنًا حذرًا مستيقظًا عاقلًا، خاصة ممن يخشى منهم الأذى والضرر، وعُرف عنهم الخيانة والكذب؛ ثم قال تعالى عن يعقوب: ﴿ نْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 66]، نعم، لا بد على الأب أو المعلم من الحزم مع الأولاد في بعض المواقف التي تستدعي ذلك، وقوله: ﴿ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾ [يوسف: 66] قد يأمر الأب ولده بأمر ما، فلا ينفذ الولد ذلك بسبب أمر خارج عن إرادته وقدرته؛ فعلى الأب أن يُقدَّر مثل ذلك ولا يلومه أو يعنفه؛ لأن مقادير الله فوق كل شيء، وقدره وقضاؤه نافذ لا محالة ولو فعل المرء كل الأسباب، وعلى الإنسان أن يعذر الآخرين، فقد يعِد أحدهم أخاه ويحلف ثم يأتيه مانع عن تحقيق ما وعد به، فعلى الطرف الآخر معذرته وعدم تأنيبه أو معاتبته؛ ثم قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 66]، فعلى العبد أن يقبل من الطرف الآخر العهود والمواثيق إذا أكَّدها بالأيمان المؤكدة، والحلف بالله، والله عز وجل شاهد وكيل على كل ذلك.

ألا فصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.43 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]