|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أيها الملحد! لماذا تؤمن بغيب؟ الشيخ ياسر فتحي قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴾ [سورة النمل: (65 - 66)]. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن العالم اليوم لا ينكر ما استفاده من إنجازات الحضارة الحديثة في شتى مجالات المعرفة الإنسانية. مثل: التقدم العلمي الملحوظ في مجال الجراحة الطبية، في شتى تخصصاتها وتنوع آلاتها، بما عم نفعه في هذا المجال ملايين البشر ممن استفاد منها في التخلص من كثير من الأمراض، أو علاج الحالات المستعصية، أو إنقاذ آلاف البشر من موت محقق بسبب حوادث الطرق وغيرها. كذلك فقد استفاد البشر من هذا التقدم العلمي الهائل في مجال المواصلات ووسائل التنقل الحديثة براً وبحراً وجواً، من سيارات خاصة، وسيارات نقل البضائع، والشاحنات العملاقة، والقطارات السريعة، والحافلات الحديثة السريعة والمجهزة بأسباب الراحة للمسافرين، وما واكب ذلك من إنشاء شبكات طرق سريعة وممهدة تصل كافة بلدان العالم بعضها ببعض؛ فضلاً عن تيسير الوصول بين مدن الدولة الواحدة، كذلك اختراع طائرات الركاب ونقل البضائع، والتي أحدثت نقلة نوعية في سرعة تنقل المسافرين بين الدول والقارات، وقصرت المسافات الشاسعة، وتقارب بها الزمن، فأصبح ما كان يقطعه الناس قديماً في شهر يقطعونه اليوم في ساعة واحدة أو أقل. كذلك فقد وقع تطور كبير جداً في مجال النقل البحري من سفن الشحن العملاقة، التي تحمل آلاف الأطنان من البضائع المختلفة، والبواخر الضخمة التي تحمل آلاف المسافرين، وتقطع بهم المسافات الواسعة في البحار والمحيطات، تنقلهم بين أرجاء المعمورة، في أمن وأمان، وسهولة ويسر، وسرعات عالية، مع تقنيات عجيبة، واختراعات باهرة. كذلك في مجال الاتصالات التي قربت بين البشر، وسهلت وسائل التواصل بينهم، حتى استغنوا عن وسائل البريد المعتادة، والخطابات البريدية، والتليغراف، بل والهاتف الثابت، حتى أصبح من السهولة الاطمئنان على صحة الوالدين في كل وقت، ومن أي مكان بالعالم، كذلك سهلت التواصل بين الزوجين والأبناء والإخوة والأخوات والأصدقاء وأصحاب الأعمال، وأصبح الوصول إلى تحصيل الخدمات المختلفة عن طريق الهاتف المتنقل أمراً شائعاً، فتستطيع وأنت في بيتك أن تطلب الطعام والشراب، وأعمال الصيانة، وشراء البضائع المختلفة عن طريق النت، وغير ذلك من الأمور التي سهلت على البشر تحصيل مصالحهم، وتلبية رغباتهم. وأما في مجال الصناعة والزراعة والتجارة: فحدث ولا حرج عن التطور الهائل الذي لا يمكن قياسه بما كان في الأزمنة السابقة، فقد ارتقت الصناعات وتطورت تطوراً عجيباً مبهراً في شتى مجالات الحياة ملبية بذلك تحقيق مصالح البشر، من حيث السرعة والسهولة والإتقان والجمال والروعة، كل ذلك سواء في مجال التعدين، أو صناعة الأثاث، أو صناعة الأغذية، أو صناعة الملابس، أو صناعة مواد البناء، أو صناعة الأجهزة المنزلية التي ساعدت المرأة كثيراً في تأدية مهامها المنزلية بكل يسر وسهولة مع اختصار عامل الزمن حتى تتفرغ لأداء بعض مهامها الأخرى، وكذلك صناعة الآلات الصناعية المختلفة التي ساعدت كافة الحرفيين في إنجاز أعمالهم في زمن قياسي مع الدقة العالية والإتقان المحكم، وكذلك ابتكار آلات تخدم الإنسان وتسهل عليه كثيراً من أموره الحياتية اليومية، كالمصاعد، والسلالم الكهربائية، وأجهزة التكييف والتبريد والتدفئة، والحواسيب الدقيقة، والحواسيب فائقة السرعة، وآلات الصرافة المتعددة، والخدمات البنكية، وآلات المحاسبة لدى البائعين لضبط أسعار السلع وحسابها والكشف عنها، وكافة المجالات الإلكترونية التي يصعب حصرها. وأما في مجال الزراعة: فقد حصلت طفرة هائلة في الميكنة الزراعية التي شملت جميع مجالات ومراحل الزراعة، وقد تعددت الآلات في طرقها وقدراتها وإمكاناتها بحيث يصعب وصفها، ابتداء من حرث الأرض، وتسميدها، ثم بذر البذور، ثم ري الأرض والمحاصيل، ثم مكافحة الآفات، ثم جمع الثمار والمحاصيل بطرائق عجيبة، حيث تقوم بعض الآلات بالحصاد والفرز وغسل الثمرة ودرس حب بعض المحاصيل أثناء الحصاد، مما يوفر وقتاً وجهداً كبيراً، وهذا كله فضلاً عما يزمع تطويره من الزراعة الذكية النقية التي لا تعتمد على التربة التقليدية، وتعطي ناتجاً أوفر بمساحة أقل. وأما في مجال التسلح العسكري: فقد بلغت الوسائل القتالية حد الخيال، في سرعة المقذوفات، وقدراتها التدميرية الهائلة، بالإضافة إلى الدقة البالغة في إصابة الأهداف، مع تعدد أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية، مما يحتاج إلى مجلدات لبسط الكلام عليها، ومن بعض العجائب في هذا المجال تصنيع حاملة طائرات هي أشبه بالمدينة العائمة، حيث تبلغ تكلفة إنشائها (13) مليار دولار، ويبلغ وزنها في المحيط: مائة ألف طن، وطولها: (337) متراً، وهي تتكون من خمسة وعشرين طابقاً، و يبلغ طاقمها (2600) شخصاً، وتبلغ عدد الطائرات على متنها تسعين طائرة، ومدعمة باثنين من المفاعلات النووية، التي تمكنها من الإبحار لأكثر من عشرين عاماً متواصلاً، كما تشتمل على كمية هائلة من أحدث أنواع الأسلحة الدفاعية والهجومية. وأما في مجال الذكاء الاصطناعي: فقد بلغوا مبلغاً مخيفاً وصل لحد القول بخوف البشر على أنفسهم من الروبوت، إلى آخر ما توصلوا إليه من الآلات المبرمجة ذاتية الحركة والتشغيل، بعقول اصطناعية ذكية؛ زعموا. وهذا غيض من فيض، وقد اقتصرت على المثال والإشارة دون الاستيعاب والإثارة. كل ذلك الذي تقدم ذكره مما هو نتاج البحث العلمي التجريبي مما لا مجال للتشكيك في منفعته للبشرية !!! لكن تسليمنا بذلك لا يعني: أنه يحق للعلم الحديث أن يقحم نفسه في عالم الغيب، مما هو خارج إطار إدراكه الحسي، وذلك فيما سبق من الزمن المتقدم على خلق آدم، إلى التكهن بما هو آتٍ مما غيب الله عنا من الزمن القادم: فلا يحق للعلم المادي بحال من الأحوال أن يتكهن بكيفية بدء الخلق، ليحكي لنا قصة الخلق التي لم يشهدها، قال تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُون * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُون ﴾ [الطور: 35 ، 37]، وقال تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [الكهف:51]. فكيف يحق لعالم -ملحد في الأصل- أن يتكلم في مسألة بدء الخلق!، وهو قد أبى أن يقر بوجود الخالق، أو حتى يفترض وجوده؛ بل إن بحثه كله متجه لنفي وجوده، واتهام من يؤمن به، مثل: ريتشارد دوكينز، أو ستيفن هوكينج، وغيرهما، فهل وجدت المادة أولاً أيها المتعالم؟!!، أم كان القانون المتحكم فيها سابقاً عليها في الوجود؟!!، وهل توجد الصفة في غير موصوف؟!!، وهل تقوم المعاني بغير المحسوس؟!!، وكيف يوجد القانون في الفراغ المطلق؟!! وكيف إذن تفسر ماهيته؟!!، حيث لا توجد المادة التي يحكمها!! فلما أبت نفوسهم الاعتراف بالخالق سبحانه وتعالى، وهو ما تُقر به جميع الفطر البشرية، عاندوا فنطقوا بالمستحيل، وحسبوا أن عوام البشر ومغفليهم تنطلي عليهم هذه الخرافات والترهات، لكونها صدرت من عالم بالفيزياء، وأنه هو الوحيد الذي له الحق المطلق في أن يتكلم ولا يطالَب بالدليل، بينما أتباع الرسل يكذَّبون مع إتيانهم بالحجج الباهرة والبراهين القاطعة، وهل ثم برهان قاطع أعجز كل ملحد؛ مثل هذا البرهان، فهل لك أن تجيب على هذا السؤال الإلهي المعجز: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُون * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُون ﴾ [الطور: 35 ، 37]. أسألك أيها الملحد: هل خلقت نفسك من عدم؟، فإن كنت موجوداً قبل أن تخلق نفسك، فلماذا تخلقها؟!! لأنك موجود فعلاً، فهو تحصيل حاصل، أم ثم من خلقك من العدم المطلق؛ فمن هو إذن؟!! هل هو القانون الذي لا يتصور العقل البشري وجوده قبل المادة؟!!، أم هو الله الخالق الحكيم الخبير؛ الذي أبيت أن تعترف به، إنه كان لزاماً عليك أن تعترف بخالقك الذي خلقك، وخلق الكون كله، وخلق معه القانون المادي، وجميع الفطر البشرية تقر بذلك؛ لكنك تعاند نفسك، وتجحد الحق الذي تعرفه أنت جيداً، قبل غيرك!!. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |