لا تطعمهم السمكة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1234 - عددالزوار : 134630 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5445 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8161 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2020, 09:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,970
الدولة : Egypt
افتراضي لا تطعمهم السمكة

لا تطعمهم السمكة


شريفة الغامدي

















يُقال: "لا تُطعمني سمكة، وعلِّمني كيف أصطاد".







والقصد أنَّ مَن أعطاك السمكة أطعَمَك يومًا، ولكن مَن علَّمك الصيدَ أطَعَمك كلَّ يوم!







فليس المهمُّ أنْ تحصلَ على الشيء، وإنما أن تعرِفَ كيف تحصل عليه!







ولكنَّنا للأسف أصبحْنا نجدُ كثيرًا ممن حولنا فَاغِري الأفواه، ينتظرون مَن يُطعمهم السَّمَك، دون أن يبذُلوا أدنى جُهدٍ للحصول عليه، بل إنَّ البعضَ منهم لا يُكَلِّف نفسَه عناءَ بذْلِ الشكر لمن قدَّم له السمكَ.







كثيرٌ منَّا يواجِه هذه المشكلات في عمله وفي مُحيطه، بل حتى بين أفراد أُسرته، تجدُهم باسطي أيديهم بانتظار "المقسوم"، خصوصًا العاطلين منهم.







كثيرٌ من الشباب الذين لَم يتحصَّلوا على وظائفَ، أو بالأصح لَم يبذُلوا جُهدًا للحصول عليها، وترفَّعوا عن تلك التي يرونها أقلَّ مما يُرضي طموحاتهم المسْرِفة في العُلو، كثيرٌ منهم أضْحَوا عَالةً على مَن حولهم، لا يترفَّعون عن مدِّ أيديهم كما ترفَّعوا عن تلك الوظائف البسيطة، والتي كانتْ ستحفظ ماءَ وجوههم، واعتادوا هذا النمطَ المريح من العَيْش؛ مُتَطفِّلين على غيرهم، مستغلِّين مشاعرهم وقُرْبَهم وحبَّهم للحصول على المال بأسهلِ طريقة.







والأعجب والأصعب أنْ يكونَ هذا المتطفِّل مِمن يتوجَّب عليه إطعامُ غيره,كبعض الأزواج الذين تخلَّوا عن وظائفهم لسببٍ أو لآخر، ورَضوا بالقعود في منازلهم؛ تُطعمهم نساؤهم العاملات، ويُعطونهم مصروفهم الشخصي، بينما يكتفون بالجلوس أمام شاشات التلفاز والسهر والنوم إلى أوقاتٍ متأخِّرة من النهار، متقاعسين عن البحث عن عمل.







وفي مجال العمل تجدُ بعض الرؤساء يستغلُّون إخلاص الموظفين وحبَّهم للعمل، وقَبولهم لكلِّ ما يُطلب منهم، فتجد الرئيس أو المدير يُوكِل للموظف مَهامًا ليستْ مِن مَهامه، بل رُبَّما خارج نطاق عمله، وتُصبح تدريجيًّا من الأمور التي يُلام على التقصير فيها إذا لَم يَعْملها، بل ويُتَّهم بالتقاعُس وتَدَنِّي الْهِمَّة، وما ذاك إلا لأنَّ حَمَاسَه الزائد أوْقَعَه في الشَّرك!







فتطوُّعه للقيام بمهام زائدة عمَّا يُوجبه عليه عملُه تَجعل هذه الأعمال موثقة به، لا يستطيع الفَكَاك منها.







والنتيجة يَسلم مَن يَرفض تقديمَ السمكة، بينما يُلام مَن اعتادَ تقديمَها على تأخُّره في تقديم الوجبة!







لم يَعُدْ أحدٌ راغب في تعلُّم الصيد؛ فتلك مُهمَّة مُرْهِقة ليس لَدَينا الوقتُ الكافي لها ولا الرغبة بها، وهي إلى ذلك مُمِلَّة، وما حاجتنا إليها ما دام السمكُ يأْتِينا دون عَنَاء؟!







ولكن في الجانب الآخر، فإنَّ استغلال الآخرين للمَرْءِ واستنزاف طاقته يُورثه السَّأَمَ والْمَلَل، ويُفقده الحماسَ الذي بدأ به العمل، ويُشعره بالندم؛ لابتدائه بذلك النشاط، ويَفقد عملُه تدريجيًّا جَوْدَته السابقة؛ لشعوره بالظُّلم في توزيع المهام بينه وبين مَن يَرفع رايات التمرُّد وعدم الانصياع.







لذا؛ فإنْ رأيتَ نفسَك التوَّاقة للعطاء تستفزُّك لتقديم جُهدك وتَعبك لِمَن لا يُفَكِّر إلا في استغلالك، وقد رأيتَ الطمع في المزيد - فتوقَّف فورًا، وأعْلِن التمرُّد، واحْذَر من إطعام السمك له بعد الآن، ولا تُتْعِب نفسَك في محاولة تعليمه الصيدَ، فلو كان راغبًا في التعلُّم؛ لبَحَث عنه، وبادَرَك هو بطلب التعلُّم.







لا تسمح لأيِّ شخص كان باستغلال طاقتك واستنزاف جُهدك مَهْمَا أحْرَجَتْك كلماتُه اللطيفة؛ لأنَّك حتْمًا ستُرْهَق، خصوصًا إذا لَم تجدْ لعملك أثرًا نافعًا على مَن حولك، ولَم ترَ غير التمادي في استغلالك.







تجرَّأ على أنْ تقول كلمة: "لا، لنْ أفعلَ؛ فليس هذا من مهامي".







رُبَّما تَصْعُب عليك بدايةً، ولكنَّها الحاجز الأول، ومتى تجاوزْتَه انتهى الأمر، وبمجرَّد النطق بها ستزيح عنك حملاً ثقيلاً، كنتَ تَحمله بصمْتٍ وضِيق.







وأعلم أنَّ القوي خيرٌ من الضعيف، فلا تَضْعُف عن طلب أوَّل وأبسط حقوقك، وهو عدمُ استغلالك، والمساواة في توزيع المهام بينك وبين غيرك.







الاستغلالي شخصٌ لا يستحقُّ جُهدك وبَذْلك لأجْله، وأنتَ بخِدْمتك له تزيده سوءًا على سوءِه، فيتمادَى في استغلاله لكَ ولغيرك، وبرفْضك الانصياع له تمنعُه من هذا التمادي، وهذا لصالحه هو أيضًا؛ لأنك لو لَم تقدِّم له تَعبَك وجْهدك وسَمَكك على طبقٍ جاهزًا ليَأْكُلَه، لبَحَث هو عمَّا يأكله بِجُهده هو وتَعبه.








وهذا ما يَحضُّنا دينُنا عليه، فالعمل وتَرْك الدَّعَة والاتِّكال على الغيْر هو المطلوب؛ عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لأنْ يأخذَ أحدُكم حَبْله ثم يغدو إلى الجبل، فيَحتطب فيبيع، فيأكل ويتصدَّق، خيرٌ له من أن يسألَ الناس))؛ صحيح البخاري، 1410.







لذا؛ احتفظْ بسمكاتك لكَ، وإنْ أردتَ بَذْلَها فلا تُطْعِمها إلا لِمَن يستحقُّها فقط.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.48 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]