التطير والتشاؤم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051532 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319442 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334102 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2019, 12:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي التطير والتشاؤم

التطير والتشاؤم











الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم






الحمد لله حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي له الحمد كله والمُلك كله، وبيده الخير كله، وإليه الأمر كله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المُرسَل لتحقيق التوحيد ونفي الشوائب عنه، فهو أفضل المتوكلين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، الذين هم بسنة نبيهم متمسِّكون، وعلى ربهم يتوكِّلون، وبه يستعينون.





أما بعد:


فيا أيها الناس، علينا أن نتقي الله تعالى؛ فنحافظ على عقيدتنا وتوحيدنا وأخلاقنا وأعمالنا الإسلامية، فمن ابتغى ذلك من غير الإسلام، فمآله الهلاك والخُسران: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، فالحذر أيها المسلم أن تلوِّثَ إسلامك بشيء من أفعال الجاهليَّة الماضية، أو الجاهلية الحاضرة، بما يُكدِّر صفو توحيدك أو يَقدَح في إسلامك، ألاَ وإن من أفعال الجاهلية التي حارَبها الإسلام: التطيرَ والتشاؤم بالأزمان والشهور، أو بالنجوم أو بالأشخاص، وكان هذا التشاؤم يَصدُّهم عن مقاصدهم، فنفاه الشارع الحكيم وأبطله، وأخبر الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- أنه لا تأثير له في جلْب نفع أو دفْع ضرٍّ، فكان من جهْلهم أنهم يتشاءمون في شهر صفر، كما يتشاءمون من بعض الأشخاص إذا أصابهم ما يكرهون، وكذلك من بعض الطيور والحيوانات، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا عدوى ولا طِيرة ولا صَفَر ولا هامة))، وكان قوم فرعون إن أصابتهم حسنة نسبوها لأنفسهم، وإن أصابتهم سيئة علَّقوها بموسى وقومه، كأنهم القادرون على جلْبها وردِّها، وبهذا الاعتقاد نسُوا اللهَ تعالى وتدبيره وتقديره، فأبطل الله - عز وجل - هذا الظنَّ السيئ؛ فقال - جل ذكره -: ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ﴾ [الأعراف: 131]، ثم أخبر - سبحانه - أن ما أصابهم هم سببه، وشؤم معاصيهم هي الجالبة له؛ فقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الأعراف: 131]، ثم أخبر بأن اعتقادهم هذا هو عين الجهل والبعيد عن العلم، فقال: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131]، والطِّيرة والتشاؤم هو: ما أمضى الإنسان إلى حاجته أو ردَّه عنها، أو أثَّر في عزمه على هذا العمل، فإذا وجد هذا، فهو من الطِّيرة الممنوعة والشركيَّة؛ الذي قال فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((الطيرة شِرْك، الطيرة شرك))، فمن اعتقد أن شهر صفر ينفع أو يَضُر بنفسه، فهذا شِرْك أكبر، والذنب الذي لا يُغفَر، إلا مَن تاب قبل موته، ومن قال هذا تساهلاً، فهو الشرك المنافي لكمال التوحيد، ومثله مَن تشاءم بنوع من الطيور كالبوم، أو شهر من الشهور كشهر صفر، ومثله أيضًا من فاجأه عند عزمه لسفر منظرٌ مروِّع، أو منظر لا يريده، فردَّه عن السفر، أو فاجأه أول الصباح مشترٍ ذو عاهة كأعور، فلم يَبِعه، كل ذلك من الطِّيرة المذمومة، والعلاج لمن يجد في نفسه شيئًا من هذه الأمور أن يقول: ((اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك))، ويقول: ((اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك))، فهذا علاج نافع لتحقيق التوكل على الله - سبحانه وتعالى - وحُسْن الظن به؛ لأن التشاؤم - يا عباد الله - والتطير سوء ظنٍّ بالرب - جل جلاله - حيث يجعل الأزمان والمخلوقات مساوية لله - تعالى وتقدَّس - في جلْب المنافع ودفع المضار، فتوكَّلوا على الله تعالى إن كنتم مسلمين.





أيها المسلمون، قد يوجد بعضَ الأحيان شيءٌ من المساوئ فيتجنَّبها المسلم، فليس هذا من التطير والتشاؤم الممنوع؛ لأن هذه العين اقتَرن بها شيء من الضرر بتقدير الله تعالى وتدبيره وخلْقه فيها هذا الضرر، كالدابة مثلاً نجدها مثلاً سيئة الأخلاق صعبة غير مُنقادة، وكالزوجة نجدها خبيثة شريرة خائنة، وكالسيارة تكون كثيرة الخلل، وكبقعة تَحضُرها الشياطين فلم تقع فيها بَرَكة، ولم يكن للخير فيها مقرٌّ، فهذه الأمور يتجنَّبها المسلم؛ لما رتَّب الله تعالى على طبائعها من السوء إذا ظهرت له علامة ذلك، وأما من لم يرتب الله تعالى عليها شيئًا من ذلك؛ كالزمن والطيور، وذوي العاهات، فإنه لا يَصلُح أن تُرتِّب عليه إمضاء حاجتك أو ردها، فمثلاً شهر صفر؛ من قال: إنه مشؤوم؟ ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا عدوى ولا طِيرة ولا صفر))، ومن قال: إن الطير مشؤوم إن قابلك أو استدبرك أو سنحك يمينًا أو يسارًا؟! ومَن قال: إن الأعور إذا كان أول مشترٍ منك سيضرك؟! فاتقوا الله تعالى - يا عباد الله - واعلموا أن التشاؤم ممنوع، والتفاؤل جائز، والتفاؤل هو: الكلمة الطيبة، وهي الشيء الذي يجعلك تفرح وتستبشِر، ولكن لا يؤثِّر على حاجتك إمضاءً أو ردًّا، وهو حسن ظن بالله تعالى، كأن يرى الإنسان منظرًا حسنًا أو تيسيرًا في حاجته فيستبشر خيرًا، وحقيقةُ التوكل على الله تعالى موجودة عنده، فإن ذلك لا يضره.





أيها المسلمون، أما مجيء المطر في الشتاء وكثرته، وكثرة هبوب الرياح في بعض فصول السنة، فليس للزمن فيها دخْل ولا تصرُّف، وإنما ذلك من سُنن الله تعالى الكونية، أجرى وقوعَها غالبًا في هذا الزمان؛ لتنظيم الحياة وليَعرِف الناس مصالحهم، كما جرت سُنَّته في أن الغرس والبذر يَصلُح في وقت دون وقت، وكما جرت سُنَّته في مد البحر وجزره وطلوع الشمس والقمر في أوقات معلومة، وتدبيره في جعْل بعض الأرض صالحة للبذْر والغَرس، وبعضها غير صالح، وكما أجرى بعض النجوم وأثبت بعضها كالجدي؛ لتكون علامة للاهتداء بها، كل ذلك بتقدير الله تعالى - يا عباد الله - فمَن اعتقد أن الزمن هو المؤثِّر في المطر أو النبات أو غيره، فإن ذلك هو المحذور، والذنب غير المغفور، إلا من تاب وآمن بالرب المشكور قبل أن يموت.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ ﴾ [الروم: 48، 49].
وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.09 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]