جدتي.. والأيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الله أولى من الناس بتقواك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          السابقون الأولون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حلاوة الطاعة وشؤم المعصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الأُخُوَّةِ والتَّراحُمِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سبيل القلب إلى ربيع القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ما الفرق بين التوبة والاستغفار؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيف نفهم الأثر: اعتزل ما يؤذيك! عبد الله بلقاسم الشهري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الشيطان وتقنين المعاصي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          20 مهارة تحتاجها لتبقى من الأوائل في سوق العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          لو قلناها بلطف… لما تنازعنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-05-2012, 01:37 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي جدتي.. والأيام


كانت جدتي عندما كنت طفلة ( بنك المعلومات ) بالنسبة لي ، كحال كل الأطفال
فهي رمز الحكمة والتي لا بدّ تعرف إجابات كل شيء ، ما عدا أسئلة الامتحانات المدرسية التي لم تكن على أيامها .

كما أنها جمعت كمّا جيدا من الثقافة الاجتماعية والدينية على كوكب الأرض
وقد بلغت من العمر عتيّا وكانت بصحة جيدة ، ولا زلت أذكر المسافات المكوكية التي كانت تقطعها سيرا على الأقدام ، وتجبرنا على مرافقتها فيها مدّعية المحافظة على رشاقتها ورشاقتنا ،

كنت دوما اذا طالت زيارتها أسألها بقلق وأدب مصطنع : هل ستعيشين عندنا ؟
فتقول لي : لا يمكن ، الطيور المهاجرة مهما ابتعدت ، فإنها الى أعشاشها تعود



ليتك عشتِ الى الآن يا جدتي ... لتشاهدي زمنا ... تهاجر فيه الطيور، وأبدا الى أعشاشها لا تعود
.



كنت أملّ من وجودها لكثرة التعليمات المتعلقة بتناول الوجبات وغسيل الأيدي والمسافات المكوكية ، والنوم مبكّرأ ، في باحة البيت ، لأن الأحلام السعيدة - على حد قولها - تتطلب النوم الباكر في الهواء الطلق ، بغض النظر عن ( حالة الطقس ) ، غير مكترثة بالمخلوقات الأخرى من البيئة الخارجية و التي ستنضمّ إلى قافلتنا في رحلة النوم . ثم تهبّ في الصباح الباكر لإيقاظنا ، تصديقا لنظريتها أن : نساء اليوم أصبن - بالعفن - لقلة الحركة وكثرة النوم ، فأستجيب لها بسرعة خوفا من العفن .

ذات صباح ، استيقظت من النوم على نوبات ضحكات متفرقة ، فهمت أن جدتي وجدت في أحضانها في الصباح الباكر احدى قطط الشوارع ! راقدة بكل أريحية - وكأن البيت بيتك - وتحت غطائها قططا صغيرة وليدة مغمضة العينين تتخبط في اتجاهاتها ، سمعتُ جدّتي تقول لأمي بضحك واستغراب : يا للقطة المسكينة كانت في أزمة ، فاستغلّت نومي لتشكل مملكتها كاملة في فراشي .
هربتُ بعيدا عن المكان بعدما تلوّث خائفة فزعة ... وقامت جدّتي بكل حنان تجمع القطط ووالدتهم في مكان محصور في باحة البيت .



شتّان ما بين قطتي وقطتك يا جدتي ،
فقطتي لم تأتِ اليّ تلقائيا ، بل أنا من أشفقت عليها وأدخلتها بوابتي ، فشاركتني الحياة
احتلت مملكتي ، وسلبت ما لديّ ، فتركت لها قصري وقد تلوّث.
ليتني تعلّمت منك .. أن قطط الشوارع ، لا تُحسن دخول البيوت !



كنت في زيارة لبيت جدتي ، عندما صحوت على صوتها تسبّ وتشتم وتوبّخ، ثم تهدأ ، ثم تعود الى التقريع والتأنيب والتوعّد والتهديد
نظرت باستغراب فلم أجد أحدا، لم يكن هناك الا صوت جدتي ... وصوت التلفاز
فأيقنت أن جدتي بعد ان مضى العمر ! فقدت عقلها أخيرا ، وبدأت تحدث الأرواح الغائبة وتصفّى حساباتها القديمة
بدأت أفكّر في طريقة لمواجهة الموقف (يعني ما أجت تجنّ إلا وانا عندها ؟)
و انتهى بها الأمر أن غطت رأسها كله بما فيه وجهها وجلست بهدوء ،
ثم نظرت الي وقالت : هذا المذيع ( قليل أدب ) فأينما اتجهت وكيفما تحركت ينظر الي بتحديق طويل بدون خجل ولا حشمة ، الناس تتباهى بقلة اخلاقها اليوم ، يا حسافة !




صدقتِ يا حبيبة
لم يعد للأخلاق مكان ، إنه زمن الفرص
فالخصوصيات انتهكت ..بلا خجل ولا حشمة ! يا حسافة !



__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.07 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]