اترك (الهم) وابتعد عنه

[ورد جوري]

همومك لم تنته بعد .. ونفسك لم ترتح منها .. فقد بليت من عند الله ! !


ما باللك تبكي وتعترض اما ترى سنين عمرك التي مضت .. اما ترى خطاياك التي لو وزعت على امة لـ كفتها



الأبتلاء سنه من سنن الله جارية على حملة الدعوات منذ فجر التاريخ , وقد يكون صعبا على النفوس , ولكن يرفع الله به درجة الأنبياء ويمحوا الله به خطايا الصالحين , والمؤمن يرجو الا يعترض لبلاء الله وامتحانه , بل يتطلع الى عافيته ورحمته .



و قال تعالى : ( لنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم و الصابرين ونبلوا أخباركم ) .
وقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة على الخاشعين ) .



ستة تهون المصيبة :
ستة اذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك : أن تذكر أن كل شيئ بقضاء وقدر , وأن الجزع لا يرد عنك القضاء , وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه , وان ما بقي لك أكثر مما أخذ منك وأن لكل قدر حكمته لو علمتها لرأيت المصيبة عين النعمة , وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلوا من ثواب أو مغفرة . أو تمحيص أو رفعة شأن أو دفع بلا أشد وما عند الله خير وأبقى



وقال المصطفى : عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم الا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها ) .
وقال المصطفى : عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا نَصَبٍ ولا وَصًبٍ ولا هم و لا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه ) .


انه قدوتك :
عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوعك ( محموم ) عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة فقال : ما أشد حماك يا رسول الله قال : ( إنا كذللك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر ثم قال : يا رسول الله من أشد الناس بلاء ؟ قال : النبياء , قال : ثم من ؟ : قال العلماء , قال ثم من ؟ : قال : الصالحون , كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة التي يلبسها , ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء ) .

ولا تنسى الوظيفة الصغرى : ( للتذكره ) انها الافضل لك .. فان وجد الأخ ضيقا في نفسه , أو فتورا في نفسه أو في أخوانه إذا كان يقرأ الوظيفة بهم , فليقرأها على النحو التالي :
*/ فليقرأ الأستعاذة والفاتحة وآية الكرسي وخواتيم البقرة وسورة الأخلاص والمعوذتين كل منها ثلاثاً .
*/ ثم اتبع ذللك بالأذكار الواردة الى الاستغفار الأخير .


وقد قال أحد السلف : ( أربع من كنوز الجنة : كتمان المصيبة , وكتمان الصداقة , وكتمان الفاقة , وكتمان الوجع ) .
وقد قيل أيضا : ( الدهر يومان يوم لك ويوم عليك , فإذا لك فلا تبطر واذا كان عليك فاصبر ) .




يحكى أن الإمام إبراهيم بن أدهم مر على رجل وجهه ينطق بالهم والحزن فقال الإمام: إني أسألك عن ثلاثة فأجبني، أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ فقال الرجل: لا، قال: أفينقص من رزقك شيء قدره الله؟ قال: لا، قال: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله؟ قال الرجل: لا، فقال الإمام: فعلام الهم؟

فعلام الهم ؟؟؟؟؟!!!!!