بيان من الإخوان المسلمين حول الجدار الفولاذي ومنع قافلة شريان الحياه

[أبو جهاد المصري]

بيان من الإخوان المسلمين
حول بناء الجدار الفولاذى العازل بين مصر وغزة
ومنع قافلة شريان الحياة من الوصول إليها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه ..

يتابع الإخوان المسلمون بقلق شديد وانزعاج كبير استمرار الحصار الظالم على قطاع غزة بعد عام كامل من العدوان الصهيونى البربرى الوحشى الذى وقع عليهم بكل أنواع الأسلحة المحرمة وبمساندة أمريكا وحلف الأطلنطى وسط صمت كل الحكومات والنظم العربية وعلى الرغم من صدور قرارات من جهات دولية عديدة كالأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى وجامعة الدول العربية بضرورة فك الحصار عن غزة، على الرغم من ذلك ما زال الحصار الظالم مستمرا ..

والآن – ومع كل الأسف – يشتد الحصار بمساهمة مصر، مما يؤدى إلى زيادة المعاناة لأبناء فلسطين، ويجرى بناء جدار فولاذى عازل على الحدود المصرية / الفلسطينية وبتخطيط وتصميم وتنفيذ الأيدى الأمريكية الصهيونية الآثمة ويتذرع النظام بحجج واهية كلها باطلة وبدعوى أن هذا الجدار من أجل الأمن القومى المصرى .
إن المحافظة على الأمن القومى المصرى تتطلب الوقوف أمام التهديدات الصهيونية، والعمل على مساندة ودعم الشعب الفلسطينى فى مواقفه ورفع الحصار الواقع عليهم .

وفى ذات الوقت تمنع السلطات المصرية قافلة شريان الحياة الإغاثية من الدخول إلى غزة ويتعلل النظام مرة أخرى بحجج واهية ومستفزة .

إن الواجب الشرعى والقومى والإنسانى والقانونى يفرض علينا أن نهب لنصرة إخواننا المستضعفين المحاصرين، فقضية فلسطين هى قضية العرب والمسلمين جميعا، والقدس من أقدس البقاع لدينا، والمليون ونصف الذين يعيشون فى غزة إخواننا، وهم على الأقل بشر يحرم حصارهم وإيذاؤهم فضلا عن تجويعهم وخنقهم، وخصوصا بعد التدمير الرهيب الذى لحق بالقطاع نتيجة الحرب الجائرة التى شنها عليهم الصهاينة فى العام الماضى، وتركهم يبحثون عن المأوى والعلاج والدواء والطعام، وقد سبق أن صرح رئيس الجمهورية أنه لن يسمح بتجويع أهل غزة وقد أفتى كثير من علماء المسلمين بحرمة إقامة هذا الجدار القاتل .

لقد آن الأوان أن نرفض إملاءات الأمريكان والصهاينة وأن ننهض بواجباتنا، وأن نتقى الله فى هذه القضية، وفى أرواح وحياة إخواننا فى غزة، بل فى الأمن القومى المصرى، فمثل هذه الإجراءات تمهد الطريق أمام الصهاينة وتفتح شهيتهم للسير فى تحقيق مشروعهم القومى التوسعى العنصرى الاستيطانى .

لذلك فإننا نطلب إيقاف تنفيذ الجدار القاتل حتى لا نشارك فى هذه الجريمة، وضرورة أن يسمح لقافلة شريان الحياة الإغاثية بالدخول إلى غزة فورا ، فضلا عن مطلب الأمة الدائم بحتمية فتح معبر رفح بصفة دائمة كنقطة حدودية طبيعية وفى هذا إنهاء لمشاكل التهريب وغيرها .

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

الإخوان المسلمون

القاهرة فى : 9 من المحرم 1431هـ
26 من ديسمبر 2009م