محاسبة النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 244 - عددالزوار : 16870 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5107 - عددالزوار : 2369855 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4694 - عددالزوار : 1668812 )           »          6 معطرات جو طبيعية لكل غرفة فى المنزل.. روائح منعشة وآمنة تدوم طويلاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          5 أنشطة لأطفالك لمساعدتهم على التعلم من خلال اللعب.. خليهم ينبسطوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريقة عمل طاجن البسبوسة بالمكسرات.. دلعى أولادك وضيوفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          بلاش نزول من غير فطار.. 6 وجبات صحية خفيفة تمنحك الطاقة والرشاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          روتين العناية بالشفاه فى 3 خطوات لابتسامة ساحرة فى الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وصفات طبيعية تخلصك من القشرة من غير ما تنشف شعرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          5 خطوات بسيطة تساعدك على المذاكرة أولاً بأول وتمنع تراكم الدروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-11-2011, 01:27 PM
الصورة الرمزية عبدالله المشهداني
عبدالله المشهداني عبدالله المشهداني غير متصل
مشرف ملتقى الصور والخلفيات
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
مكان الإقامة: iraq
الجنس :
المشاركات: 6,677
الدولة : Iraq
Icon1 محاسبة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


محاسبة النفس


للشـيخ عبد الله القرعـاوي


الحمد لله، عالم الغيب والشهادة وهو اللطيف الخبير، أحمده سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلى الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب اللواء والكوثر والقدر الكبير، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله:
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن في محاسبة النفس على هفواتها وفي وزن أعمالها بميزان العدل في الدنيا، وفي أخذ الأهبة للحساب يوم الحساب، وتقدير موقف العرض على رب العزة والجلال في كل ذلك نهج سديد، وطريق للسعادة وسبيل إلى دار السلام، ولكن أين من يأخذ بزمام نفسه؟ ويخلو بها في هجعته ويقوم بمحاسبتها على ما قدمته في دارها وليلها، فإن من الناس من ظفرت به نفسه فملكته، وأهلكته وسيَّرته فأردته، وصار طوعاً لها وتحت أوامرها، ومنهم من انتصر عليها، وأمسك زمامها وأحكم لجامها فهذا أفلح وأنجح.
ومن ظفرت به نفسه فسارت به على هواها ومشت به في رضاها فقد خسر وهلك، والنفس راغبة إذا رغَّبتها وإذا تُرَدّ إلى قليل تقنع، فمن ترك سلطان النفس حتى طغى-(وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى*وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)- [النازعات/38-41].
وقد وصف الله سبحانه النفس في القرآن بثلاثة أوصاف: المطمئنة، والأمارة بالسوء، واللوامة، فالنفس إذا سكنت إلى الله واطمأنت بذكره، وأنابت إليه وامتثلت أوامره، واجتنبت نواهيه واشتاقت إلى لقائه، وأنست بقربه فهي مطمئنة وهي التي يقال لها عند الوفاة: -(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً*فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِي)- [الفجر/27-30].
وإذا كانت النفس بضد ذلك فهي أمارة بالسوء، تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغي ودروب الردى واتباع الباطل.
وأما النفس اللوامة: فقد قيل هي التي تندم على ما فات وتلوم عليه، قال عطاء عن ابن عباس: "كل نفس تلوم نفسها يوم القيام تلوم المحسن نفسه ألا يكون ازداد إحسانا، وتلوم المسيء نفسه أن لا يكون رجع عن إساءته".
وقال الحسن رحمه الله: "إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته يستقصرها في كل ما يفعل فيندم ويلوم نفسه، وإن الفاجر ليمضي قدما لا يعاتب نفسه".
فيجب أن يكون المؤمن محاسبا لنفسه، مهتما لها لائما لها على تقصيرها، يقول الله عز وجل: -(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )- [الحشر/18] فهذه الآية دليل على الأمر بمحاسبة النفس والنظر في أحوالها والمتابعة لأعمالها.
يقول ابن كثير رحمه الله: في تفسير قوله تعالى: "-(وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)- [الحشر/18] أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم مَعادكم وعرضكم على ربكم، واعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم، لا تخفى عليه منكم خافية".
وقد أقسم الله تعالى بالنفس وذكرها مع يوم القيامة دلالة على أهميتها ومنزلتها وبيانا لضرورة محاسبة وأهميتها فقال تعالى: -(لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)- [القيامة/1-2] وقال تعالى: -(بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ*وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)- [القيامة/14-15]، فالإنسان بصير بعيوب نفسه عالم بدخائلها -(بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)- [القيامة/14]، ولو تظاهر بالأعذار وجادل عن نفسه فلن ينفعه ذلك يوم القيامة وهذا إشارة إلى ضرورة الرجوع إلى النفس ومحاسبتها وإصلاح عيوبها قبل فوات الأوان روي عنه : «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» رواه الترمذي وابن ماجة( ).
فمحاسبة النفس طريق للنجاح، وسبب للفلاح، وأمارة السعادة ودليل الرشاد وهناك أمور كثيرة تعين على محاسبة النفس وتقوي بواعث الخير فيها فمنها:
استشعار رقابة الله على العبد، واطلاعه على خفاياه، وأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية قال تعالى: -(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)- [ق/16] وقال تعالى: -(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)- [البقرة/235].
ومنها: أن يعلم العبد أنه مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة -(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة/7-8] وقال تعالى: -(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا*وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا*وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا*وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)- [الكهف/ 47-50] وقال تعالى: -(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)- [الحجر/92-93] وقال تعالى: -(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ*فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)- [الأعراف/6-7] وقال تعالى: -(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)- [الإسراء/36].
ومنها: أن يتذكر الحساب الأكبر يوم القيامة، وأن يعلم أنه من اهتم لنفسه في الدنيا يسر الله عليه الحساب هنالك -(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)- [آل عمران/30] وقال تعالى: -(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)- [الأنبياء/47] وقال تعالى: -(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ *أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ*أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)- [الزمر/55-58].
فتذكر الموت وأهوال القيامة يدعوا المؤمن إلى محاسبة النفس، والأخذ بزمامها إلى طريق الخير والفلاح قال : «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ».
اللهم اجعل عملنا كله صالحا، ولوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.57 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.80%)]