خيوط من دخان الذاكرة ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14083 - عددالزوار : 749995 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 684 - عددالزوار : 95284 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1660 )           »          مكانة إطعام الطعام في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          منهج القرآن في بيان الأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          يعلمون.. ولا يعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، الأعلى، المتعال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3092 - عددالزوار : 350288 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الرقية الشرعية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الرقية الشرعية قسم يختص بالرقية الشرعية والعلاج بكتاب الله والسنة النبوية والأدعية المأثورة فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2008, 04:16 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي خيوط من دخان الذاكرة !



لا أدري ما الذي جعلني أفكّر وانا أجلس بين حيواناتي الصديقة المفضّلة من عنز وماعز وخرفان وبقر وغنم ، بأن هناك خيط من ذاكرتي القديمة قد بدأ يطفو على سطح أيامي هذه ، ويستعد للظهور..

فأدراج ذاكرتي الخرافية ، تعمّها الفوضى ، والملفات ضائعة أوراقها بين ألف قضية وقضية ، وأحتاج الى عمر جديد آخر لترتيب هذه الفوضى الدماغية ...



توقفت برهة عن التفكير والإلحاح على هذه الصور الخيالية للظهور،

خوفا من بعثرتها مجددا في متاهات تفكيري ، وإضاعتها في تلك الدهاليز الخفية من عقلي وفقدانها الى الأبد....



وسرعان ما اجتمعت الأوراق المحفوظة كيفما كان في أرشيف ذهني ، وطفت على سطح ذاكرتي لتحيك قصّة عجيبة .

لا أعرف كيف لم أتذكرها قبل الآن ، وأنا منذ فترة طويلة اتنقل يوميا ، بين ساحات منتديات للرقية.



قصّة عائلة صديقة طفولتي والتي كانت تتكون من عدد كبير من الإناث، بين إستهجان ونظرات الآخرين وألسنتهم السليطة ...

مسكين فلان لم يرزقه الله بالذرية !،

كنت أتعجب كثيرا من سماع هذه العبارة ، كيف ؟

إلى أن فهمت بعد عدة سنوات أنّ من لا ذكور لديه ، يوضع تحت اللائحة السوداء ، شأنه شأن من لا نسل له.



وأمام هذه الحقيقة التي كان الوالد المسكين مضطر الى مواجهتها كل ثانية،

أشفق عليه البعض من نار الألسنة الفضولية الجشعة وأطلقوا عليه كنية خيالية ( أبا محمد )،

وربما أرضاه هذا اللقب ، تعويضا وحلما وأملا ، سعت زوجته الى تحقيقه بكل سنوات عمرها ، فودّعت الحياة وهي تضع مولودتها الأخيرة.



مرت الأيام وأصبحت كبرى الإناث في سن الزواج ، وبدأ الخطّاب بطرق الأبواب ومقابلة الرفض واحدا تلو الآخر ، لربما يجد أبو محمد تنفيسا له في طرد الخطاب لِما عاناه قديما من الرفض الإجتماعي بسبب نسله المفتقد إلى عنصر الذكورة.



ولكن هل يُقنع هذا نساء العائلة اللواتي انتابهنّ القلق الشديد سرّا من إحتمالية ألا تتزوج ، وقد وصلت الآن الى سن الثامنة عشرة ، ( فتصريح المرأة بالرغبة في الزواج عيب كبير وهذا من الأعراف التي لا غُبار عليها ) ؟؟



وسنّ الثامنة عشرة للفتاة ، مرحلة مفزعة تتراءى خلفها أشباح العنوسة في مجتمع لا يرحم المرأة ما لم تكنْ في كنف زوج.



عُقدت الاجتماعات السرّية المغلقة بين كبيرات السن في العائلة ، وخرجن من هذه الحلقات بقرار لا رجعة فيه ، ( يجب وفورا التوجّه الى الشيخ فُلان ليعالج الأمر ).



وشاركنا ونحن في السادسة من العمر في هذه الحملة المتوجهة الى الشيخ المعالج،

لا مشكلة أبدا ... الأمور كلها تُناقش أمامنا ... لا أحد يهتم بما يجب ان نسمعه وما لا يجب أن نسمعه في هذه المرحلة العمرية المبكّرة ، فهناك أزمة يجب ان تجد حلاّ بأسرع ما يُمكن.



كان أغلب ما يداعب خيالنا أنا وصديقتي ، كروم العنب والتين التي طالما سمعنا عن جمالها في تلك القرية، والتي هربنا بصورها الجميلة التي زرعناها في مخيلتنا عن تلك الأمور المخيفة التي قالتها نساء القرية حول السحر والتي عجز ذهننا الصغير عن استيعابها .



ذهبنا بربطة السيدات الكبيرات العارفات ببواطن الأمور ، واللواتي تلصّصن للخروج وعلى وجوههن نظرات جدّية صارمة، و كأنهن مُقبلات على عملية استشهادية ستعيد شرف الأمة ، وتعيد الأمور الى نصابها الحقيقي،



كانت هناك استفهامات كثيرة في رأسي ، لماذا لا يبتسمن قليلا ونحن ذاهبات الى تلك الرحلة الجميلة ؟



وصلنا الى معقل الشيخ المشهود له بتزويج أكبر عدد ممكن من فتيات القرية الميئوس من حالتهن !



وشاهدنا جموعا وأرتالا من البشر في الخارج تنتظر دورها .

جلسنا في أحدى الزوايا ننتظر كالآخرين ، إلى ان جاء دورنا ودخلنا مقرّ العلاج،

حيث كانت الغرفة شبيهة بالمغارات القديمة، والتي كانت من الأساسيات المرافقة لبناء الدور ، لكثرة الحروب التي تُقام بين القبائل والعائلات ، لأسباب وجيهة ( أحيانا ) ، وبلا أسباب ( غالبا ) .



أبقوا باب المغارة مفتوحا أمام الجموع، شهادة على حسن أخلاق الشيخ ،

وجاءت بناته لتقديم الشاي لنا ، أحسست طعمه غريب وكدت أستفرغ ، ولكنني كتمت ما في جوفي خوفا من الإخلال بآداب الجلوس ، ففي غمرة هذه الأزمة المنتظرة خارجا كان لطفا كبيرا ان يقوموا بواجبات الضيافة لكل هذه الجموع الزائرة !



قالت إحداهنّ : تفضلوا الشاي إلى أن يأتي أبي.

وبعد مدّة قصيرة ، جاء الأب الشيخ محمّلا بين أيدي أبنائه عن اليمين وعن الشمال ، فلربما كان مُقعدا او مبتور الساق أو شيء من هذا ، وكان معروفا بيننا أنه لا بد ان يقترن لقب ( شيخ ) بعاهة من هذا القبيل، فما كان يُقال لنا ، ان هذا النوع من الناس يكافئه الله ويعوّضه عن عاهته ، فيعطيه قوى روحية للإستبصار وعلاج كافة الأمور المستعصية ، لذا فقد كان منظر الشيخ موافقا لما ارتسم في أذهاننا عن كيف يجب ان يكون الشيوخ !



ثم همهم الشيخ بشيء الى أحد أبنائه ، فقال الابن : أين هي المقصودة ، تعالي إجلسي أمام الشيخ وكلكن إجلسن حولها.



جلسنا كلنا متلاصقات مُحيطات بها ، ووضع الشيخ كفّه على رأسها وانطلق يهذي بكلمات غير مفهومة

فهو كما يُقال ( مَعْطي ) ولا بد أنه يعرف تماما ما يقوم به ، ويفهم أنّ هذا هو العلاج !، وهذا شيء لا يمكننا ان نفهمه ،



ثمّ تغيّرت ملامح الشيخ فجأة واهتزت لحيته الطويلة البيضاء، وبدأ يلعن ويسبّ ويشتم ويبصق.



كانت اللعنات تتساقط فوق رؤوسنا ورذاذ بصاقه يملأ وجوهنا ، والسيدات الحازمات صابرات لا يأتين بأي حركة ،وكأنهن يستقبلن وابل من البركات !

رفعت يدي لأمسح القرف عن وجهي ، فلكزتني إحدى السيدات الجالسة بجانبي ورمقتني بنظرة معناها أنّ ما فعلته ( قلّة أدب ) في حضرة الشيخ ( المعطي ).

فاستجبتُ بعد ان خفت من أن يتم طردي من مغارة الألغاز العجيبة ،

وتركت البصاق يجفّ على وجهي وأنا أقول لنفسي ...مؤكّد أن هذا هو العلاج !



وبعد أن أخرج ما في جعبته من شتائم لأشخاص لا نعرفهم ، وبعد أن جفّ ريقه من كثرة البصاق، أشار الى أبنائه بإيماءة ، فحملوه ليجلس أمام طاولة مستديرة، وهمهم في أذن أحد أبنائه الذي انبرى يترجم ما قاله الشيخ عن تشخيص الحالة ، سحر معقود مربوط في رأس عنزة !



حقدت وقتها على الشيخ الكثير الشتائم ، كثير البصاق ، في أن يورّط عنزة مسكينة في موضوع زواج لا تفقه منه شيئا،





وسأل الإبن انْ كنا نريد أن يباشر الشيخ في تحضير العلاج ، فبادرته إحدى السيدات طبعا ، بركاتك يا شيخ .



فأخرج ورقا وبدأ يسجّل أشياءَ غريبة ، وخطوط وأسهم وكلمات غير مفهومة ، لفّها ببعضها وألصقها بإحكام ، وأوصى أن لا يتم خلع هذا الحجاب أبدا إلا بعد ثلاثة شهور ، حين يتم الزواج !

ثم حضّر الكثير من العبوّات ، كانت حبرا أزرق، أو هكذا خُيّل لي ، وأوصى الفتاة بشرب كأس كبيرة منها في الصباح وعلى الريق ، لمدة ثلاثة أشهر ( حتى يتم الزواج ).

وبدافع الفضول تذوقت قطرة منها خلسة عن الشيخ ، فكانت فعلا حبرا ! فقلت ..لربما هو العلاج !



ثم قامت كبرى السيدات بأمور الحساب دون نقاش أبدا ، ليس كعادتها الأزلية في مفاصلة البقّال على أي قرش !

وقدّمت النقود الملفوفة إلى الشيخ وكأنها تقدّم قربانا لآلهة ، ترجو أن تتقبلها منها .





لم أتوقع أبدا أن أخرج من هذه القرية بعد زيارة المغارة العجيبة والخروج منها محملة بالشتائم والبصاق والأحبار ، وقد كنت أتخيل أن ( أغطس في كروم العنب والتين ) وأحمل منها الثمار الشهية.



انتقلت عائلتي بعدها للسكن في مكان آخر ،

ولم أعرف ماذا حلّ بالفتاة بعد ثلاثة أشهر ، وماذا كان من أمر العلاج !
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-08-2008, 07:41 AM
الصورة الرمزية ام سلمى2
ام سلمى2 ام سلمى2 غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: في رحمة الله
الجنس :
المشاركات: 580
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحسنتِ أحسن الله إليكِ

أخيتي الفاضلة فاديا

شكر الله لكِ هذا الموضوع القيم ، ومضمونه لا يزال يتصدر قمة الواقع في الكثير من الأماكن

جزاكِ الله خيراً وسلمت يمناك

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضى والقبول من الله عز وجل
في أمان الله ورعايته

__________________
كفارة المجلس

"سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-08-2008, 11:50 AM
الصورة الرمزية ahmad12
ahmad12 ahmad12 غير متصل
*مشرف ملتقى البرامج*
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: في أرض الله
الجنس :
المشاركات: 4,155
افتراضي

جزاك الله خيرا أختي الكريمة على هذه القصة الواقعية والتي ما تزال تتكر إلى زمننا هذا وإن اختلفت الأساليب والطرق فكلها والعياذ بالله العلاج بالداء ولن يزيدهم هذا الأمر إلا بؤسا وتعاسة

الحمد لله بدأ الوعي ينتشر بخصوص خطر هؤلاء السحرة الدجالين الذين ما زادوا الناس إلا شقاء وأسأل الله تعالى أن يريح المسلمين من شرورهم

بوركت أختي الكريمة وحفظك الله من كل مكروه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-08-2008, 06:12 PM
الصورة الرمزية محبة السنة
محبة السنة محبة السنة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2008
مكان الإقامة: في أرض الله
الجنس :
المشاركات: 138
الدولة : Libya
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أديبتنا الفاضلة وأختنا الكريمة
فاديا
بارك الله فيك علي هذه الذكرى
وما لا أشك فيه أن الكثيرون يحملون مثل هذه الذكريات سواء كانت من سنوات الطفولة والا وعي أو سنوات الجهل والأعتقاد بالخرافات
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا أجتنابه
وأخيراً جزاك الله خيراً



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-09-2008, 10:40 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

أم سلمى
احمد
محبة السنة


نعم أصبتم فلا زال ضباب الخرافة يحيط بمدى بصرنا

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.96 كيلو بايت... تم توفير 3.49 كيلو بايت...بمعدل (5.10%)]