جـــأش بوش وهــــروب بلـــــير

[امير رومية]

جـــأش بوش وهــــروب بلـــــير

قال جاك فالينتي مستشار الرئيس الأسبق جونسن: 'للأسف دروس حرب فيتنام نسِيت أو أهمِلت في التعامل مع حرب العراق، والحقيقة المؤكدة أنه لا يمكن لأي رئيس أن يربح حربًا في الوقت الذي يزداد الرأي العام الداخلي في بلاده رفضًا لهذه الحرب'.

قلت: وقد أدرك بلير اللعين هذه الحقيقة المرة بعد فوات الأوان وأيقن أن مماطلة شعبه لن تجدي فقرر الهروب ... تعالوا نطالع هذا الخبر:

في الاندبندنت، نقرأ "سحب 800 جندي من العراق يخفف الضغط على بلير".

وتقول الصحيفة ان "توقيت الاعلان ربما كان مقصودا منه تخفيف الضغط على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يواجه اسبوعا صعبا بسبب معارضة حزب العمال لخطته الاصلاحية والتخطيط لتظاهرة ضخمة في لندن تدعو لسحب القوات من العراق".


التلجراف قالت: ان هذا الاعلان يأتي في وقت يرى العديد من المراقبين ان العراق يغوص في مزيد من الفوضى وربما حرب اهلية.

وقالت الجارديان على صفحتها الاولى "بلير تلقى تحذيرات بأن الاستراتيجية الامريكية لمرحلة ما بعد الحرب في العراق تحولت الى فوضى".

وتقول الصحيفة ان وثائق تم الكشف عنها في كتاب صدر لمناسبة الذكرى الثالثة للحرب تشير الى ان بلير تلقى مذكرات سرية من جون ساورس ممثله في بغداد في ذلك الوقت تحذر من ان الادارة التي قادها الحاكم المدني الامريكي للعراق جاي جارنر تعكس "حالة فوضى لا يمكن تصديقها".

كما ان ضابطا بريطانيا بارزا حذر من ان التحالف الامريكي ـ البريطاني يتجه الى احتمال الانزلاق الى فشل استراتيجي.

قلت: لقد قرر بلير الهروب المذل قبل اكتمال مهمة السطو المسلح على بلادنا وأمننا وبرغم الفوضى التي تركوها في البلاد. وهذه هي بداية انفراط عقد التحالف الصليبي المعتدي وبداية فشلهم وتفرقهم وذهاب ريحهم بإذن الله.

أما بوش وبصفته أغبى رئيس أمريكي فقد تمادى في غيه وتكبر في صلفه وأصر على التغطية الإعلامية على هروب بلير بإعلان استقدام 700 جندي للعراق وهي حركة إعلامية يقصد منها إظهار التماسك وعدم انهيار التحالف الصليبي.

الخبر التالي يوضح بجلاء شعور بوش باختلال التوازن وانهيار معنوياته:

واشنطن (رويترز) - وسط تراجع شعبية الرئيس الامريكي بسبب التشاؤم من الموقف في العراق تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاثنين بأن الولايات المتحدة لن تفقد "رباطة جأشها" جاء ذلك ضمن حملة يشنها بوش حاليا لمواجهة تزايد معارضة الرأي العام الامريكي للحرب في العراق.

قلت: لقد بات واضحا لأمريكا فشلها الذريع في حربها الصليبية ضد الإسلام والمسلمين، ولكنها تراهن على الوقت، وتعيش على أمل مزعوم؛ عسى أن يصل المجاهدون لمرحلة اليأس وينفضوا عن قتالها وتفوز بالنصر. وهي تماطل شعبها وتلهيه بتصريحات زائفة متتالية عن اقتراب موعد سحب القوات لتمتص غضبهم وتوهن ثورتهم. وتدور تصريحات بوش الحالية في هذا الفلك وقد بدا واضحا إحساسه الشديد بالفشل وانخفاض مستوى طموحاته إلى تمني التماسك وتمني رباطة الجأش والصبر على الضربات الموجعة التي يوجهها له المجاهدون. وهو بذلك يؤكد عجزه التام عن الردع وفقدان الخطة الواضحة للهروب من المأزق. وهذا المشهد يصور بوش واقفا مكتوف اليدين يصفعه الأبطال على خده الأيمن ثم الأيسر وهو يريد فقط أن يبدو متماسكا رابط الجأش. فليصبر أو لا يصبر فقد بدأ أسود التوحيد في شد وثاق جنود الصليب والإطباق على رقابهم وترحيلهم قسرا إلى جهنم.

قال بوش: إن على الشعب الأميركي توقع استمرار العنف في العراق. سيكون هناك مزيد من القتال العنيف وفترات أطول من الكفاح، وسنرى المزيد من صور الفوضى والاضطرابات والمذابح خلال الأيام والشهور القادمة." وأضاف: "إنهم يأملون في زعزعة عزيمتنا وإجبارنا على التراجع. فإنهم يحاربون عبر وسائل الإعلام."


قلت: كأنه يهيئ شعبه لتقبل مزيد من الهزائم وكثير من الضحايا وكأنه يقول إن كانت مرت عليكم أياما سوداء فإن الأيام القادمة ستكون أشد سوادا. وقدآلمه حربنا الإعلامية ضدهم رغم بساطة الوسائل وقلة الإمكانيات وهو يجهل أنها قوة الحق ووضوح الغاية وعدالة القضية التي ندافع عنها فجعلت وسائلنا أقرب للعقول والقلوب من كذب بوش وحكومته وإعلامه المأجور. فإن للحق سلطان على العقول والقلوب، وإن لصاحب الحق مقال.



هذا والله من وراء القصد

كتبه

د. محمد حافظ

[ام نور]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الكريم جوزيت خيرا عن كل ما نقلت لنا
ثبتك الله على الحق