
نحن المسلمون أكرمنا الله عزَّ وجل بأعظم الرسالات " الإسلام " .. وبسيد وخاتم الأنبياء " محمد صلَّى الله عليه وسلَّم " .. وشرَّفنا سبحانه وتعالى بأن جعلنا " خير أمة أخْرِجت االلناس " .. فماذا فعلنا بأنفسنا ؟! .. وماذا أحدثنا في ديننا ؟! .. حتى أمسينا كغثاء السيل ، وتكالبت علينا الذئاب الجائعة من كل حدب وصوب تسفك دماءنا وتنهش أعراضنا وتنتهك حرمات ديننا ..
الجواب واضح بيِّن .. لقد فرطنا في المنهج الربَّـاني الذي أكرمنا الله به ، وذهبنا نلتمس العزّة في غيره ، شرَّقنا وغرَّبنا فما جنينا إلاَّ الهوان والذِّلة .. كما غفلنا عن مبدأ من أعظم مبادئ ديننا الحنيف ألا وهو " الأخوة في الله " ففقدنا وحدتنا وتفتَّت صفنا وضاعت هيبتنا وعزَّتنا ، وكأننا لم نسمع قول الله عزَّ وجل : ( إنما المؤمنون إخوة .. ) الحجرات : 10 .. وقول الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا ) متفق عليه .. وقوله عليه الصلاة والسلام : " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحُمَّى ) متفق عليه ..
وما يحدث الآن لإخواننا في فلسطين على أيدي أحفاد القردة والخنازيز ، أو بالعراق على أيدي رعاة البقر ، أو بالشيشان على أيدي الملاحدة ، أو بكشمير على أيدي عبَّاد البقر ، أو .. أو .. أو .. وما ردُّ فعلنا على كل ما جرى ويجري إلاَّ ليؤكد غياب تلك المبادئ الإسلامية العظيمة عن واقع حياتنا ، فلقد رأينا وسمعنا الآلاف من المسلمات اللاتي اغتصبن يصرخن فينا بأعلى صوتهن : إنقذونا يا إخوتنا !! .. والآلاف من الأطفال والعجائز الذين قتلوا قد صرخوا فينا : النجدة يا إخوتنا !! .. وسمعنا بآذاننا ورأينا بعيوننا النداءات والصرخات ـ ولم نُجِب ولم نتحرك إلاَّ قليلاً قليلا !! .. فأين نحن من الإخوة الإسلامية ؟! .. وأين نحن من الجسد الواحد ؟! .. وأين نحن من البنيان المرصوص ؟! .. وأين نحن من " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " ؟! .. ماذا فعلنا من أجل نصرتهم ورفع الظلم عنهم ؟! .. أسئلة كثيرة مُعذِّبة يجيش بها الصدر وينفطر لها القلب ـ وما زال يحدوها الأمل ـ علَّها تجد يوماً إجابات شافية من واقع الأمة .. والله المستعان .