|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
فصلٌ في معنى قوله تعالى: ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾ فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى: ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ﴾ [النساء: 171]؛ قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (2/478): ليس الكلمةُ صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى، وهذا أحسن مما ادَّعاه ابن جرير في قوله: ﴿أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾؛ أي: أعلمها بها، كما زعمه في قوله: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 45]؛ أي: يُعلمك بكلمة منه، ويجعل ذلك كما قال تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ [القصص: 86]. بل الصحيح: أنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم، فنفخ فيها بإذن الله، فكان عيسى عليه السلام. وقال البخاري برقم (3435) وساق بسنده: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شهِد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، والجنةَ حق، والنارَ حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)؛ ورواه مسلم برقم (28)، فقوله في الآية والحديث: ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾؛ كقوله: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13]؛ أي: مِنْ خَلْقه ومن عنده، وليست (مِنْ) للتبعيض، كما تقوله النصارى - عليهم لعائن الله المتتابعة - بل هي لابتداء الغاية، كما في الآية الأخرى. وقد قال مجاهد في قوله: ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾؛ أي: ورسول منه، وقال غيره: ومحبة منه. والأظهر: الأول:أنَّه مخلوق من رُوح مخلوقة، وأُضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف، كما أُضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله: ﴿هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ﴾ [هود:64]، وفي قوله: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾ [الحج: 26]، وكما ورد في الحديث الصحيح: (فأدخل على رَبِّي في داره)، أضافها إليه إضافةَ تشريف لها، وهذا كله من قبيل واحد ونمَط واحد؛ اهـ.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |