|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أنسى الماضي المؤلم؟ أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ أخطأ في حقِّ بعض أساتذته، ثم طلب منهم العفو، حتى عفَوا عنه، واحتفظ برسائلهم التي تبين عفوهم عنه؛ كي يعود إليها بين الفينة والأخرى؛ لتهدأ نفسه، لكن الأمر أتى بنتائج عكسية؛ فقد أصابته تلك الرسائل بالهم والقلق، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: لقد ارتكبت خطأً في الماضي في حقِّ بعض أساتذتي الفضلاء، مع العلم أن ما أُسَمِّيه خطأ لم يكن كذلك، بل كان تصرُّفًا فعلتُهُ لعلَّة مفهومة جدًّا جدًّا، لكن الأساتذة لا يعرفون تلك العلة التي جعلتني أقدم على هذا الفعل، ولا يمكن شرحها لهم، بناءً على هذا طلبت منهم السماح والعفو مرات عديدة، ولقد سامحوني، وعفَوا عنِّي عبر واتساب؛ إذ إنني في دولة أخرى غير التي هم فيها، فالتقطت من رسائلهم ما أحتفظ به عندي؛ كي أنظر إلى تلك الرسائل فتسكن نفسي، لكنها أتت بنتائجَ عكسية؛ فكلما رأيت الرسائل تلك، شعرت بالذنب وعدم القدرة على القيام بواجباتي، والتركيز على دراستي؛ بسبب القلق والتوتر والحزن الذي يرافقني طوال الوقت، فبِمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون))؛ [أخرجه الترمذي، وابن ماجه، والدارمي]. ولذلك فإن التعامل مع الخطأ على وَفق شرع الله هو التوبةُ؛ ولها شروط ثلاثة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه، وزاد أهل العلم شرطًا رابعًا هو: رد الحقوق إلى أصحابها، إذا كان الذنب متعدِّيًا إلى الآخرين. أما ما تفعله الآن من إرهاق نفسك بالهمِّ والغمِّ، فهو من الشيطان، وفيه إيذاء للنفس، وزيادة في الفعل لم تأتِ بها الشريعة الإسلامية؛ ولذلك أوصيك بالتفقُّه في دين الله سبحانه، وعبادته على نور وبصيرة. وأوصيك - أخي الكريم - بعدم تغذية هذه المشاعر السلبية باستحضار ذكريات الماضي المؤلمة، وحيازة أو توثيق ما يذكِّرك بأخطاء الماضي وآلامه. اشغَل فكرك بما ينفع، وراقب أفكارك، واحرص على التفكير بما هو إيجابي ويعود عليك بالنفع، ولا تلتفت إلى الماضي إلا للاستفادة منه في حاضرك، وخُضْ تجارِبَ جديدةً في الحياة، وحقق إنجازاتٍ ولو كانت بسيطة؛ كي تَشعر بقيمة نفسك، ويرتفع مستوى تقديرك لذاتك. أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |