من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات الهوية والثقة في المجتمع الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل المهلبية بالمستكة.. تحلية خفيفة ومغذية ومثالية للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طرق مختلفة لاستخدام قشور البرتقال فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من أحمر الشفاه للماسكارا.. طريقة إزالة بقع المكياج المختلفة من الملابس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بخطوات بسيطة.. خلى وشك ينور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          3 وصفات بالبيض لسندوتشات المدرسة.. فطار صحى ومغذى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          6 خطوات ترجع طفلك لروتين المدرسة بسهولة.. عشان يصحى بنشاط وحيوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          4 تسريحات شعر عملية وجذابة ومناسبة للمدرسة.. مش هتاخد وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          طريقة عمل طاجن الفراخ بالبصل والصوص الأحمر.. لذيذة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ما ينفعش تخزنيها لفترة طويلة.. 5 أطعمة اعرفى إزاى تحافظى عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح اليدين بخطوات بسيطة.. لو بتتعرضى للشمس كتير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 01:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,900
الدولة : Egypt
افتراضي من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات الهوية والثقة في المجتمع الحديث

من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي

تحوُّلات الهوية والثقة في المجتمع الحديث

د. محمد موسى الأمين

شهدت المجتمعات العربية، والخليجية خصوصًا، تحوُّلًا عميقًا في بنية العلاقات الاجتماعية، ومفاهيم الهوية، وأساليب بناء الثقة؛ ففي الماضي، كان الإنسان يُعرَف ويُقيَّم من خلال نسبه، واسم أسرته، وانتمائه القبلي، وكان لهذا الانتماء قيمة اجتماعية عالية تحدد موقع الفرد في المجتمع، وتؤثر في علاقاته، وزواجه، وفرصه في الحياة، أما اليوم، فقد تغيَّرت المعايير بشكل لافت، وأصبح التعريف بالفرد يتم غالبًا من خلال المؤسسة التي ينتمي إليها، أو الوظيفة التي يشغلها، أو الشركة التي يعمل فيها؛ مما يعكس تحوُّلًا جوهريًّا من "الانتماء الشخصي" إلى "الانتماء الوظيفي".

أولًا: الانتماء القبلي كمصدر للهوية والثقة:
في المجتمعات التقليدية، لم يكن الإنسان بحاجة إلى سيرة ذاتية أو تعريف مطوَّل، يكفي أن يقول: "أنا فلان من قبيلة كذا"، لتتبادر إلى الذهن صورة متكاملة عن خلفيته الثقافية، ونمط حياته، وموقعه الاجتماعي؛ فقد كانت القبائل معروفة بعاداتها، وقيمها، ونسبها، وقوتها، وكانت تمثل علامة جودة اجتماعية. الثقة كانت تنتقل من الجماعة إلى الفرد تلقائيًّا، والعلاقات تُبنى على أساس التاريخ المشترك، والمعرفة المتوارثة.


ثانيًا: المدنية الحديثة وتلاشي المرجعيات التقليدية:
مع الانتقال إلى الحياة المدنية، وتوسُّع المدن، وتراجع الحضور الاجتماعي للقبيلة في الحياة اليومية، تضاءلت فعالية المرجعيات القديمة في تحديد مكانة الإنسان. لم يعد الانتماء القبلي كافيًا لتأسيس الثقة، خاصة في البيئات المهنية والحضرية المتنوعة التي تندمج فيها أعراق وخلفيات متعددة. ظهرت الحاجة إلى مرجعيات جديدة تعكس هوية الفرد وتمنحه المصداقية والقبول، وهنا برزت المؤسسات كأداة تعريف أساسية.


ثالثًا: بروز الانتماء المؤسسي:
في هذا العصر، يُقدَّم الإنسان غالبًا من خلال ما يمثله مهنيًّا: "فلان من شركة كذا"، أو "فلان يعمل في الوزارة الفلانية"، أو "ضابط في الجهة الأمنية الفلانية"، بل أصبحت الثقة مبنية على المؤسسة التي ينتمي إليها الشخص، لا على ذاته. فإذا كانت المؤسسة معروفة بالانضباط والهيبة، انعكس ذلك على سمعة المنتسب إليها. وإذا كان منصبه رفيعًا، زادت الثقة به.

وهذا التحول لا يقتصر على المجال المهني، بل يمتد حتى إلى الزواج. في الماضي، كان يُقال: "فلان من القبيلة الفلانية"، فيكفي ذلك لقبوله، أما اليوم، فإن من أبرز الأسئلة التي تُطرح عند التقدُّم للزواج: "أين يعمل؟"، و"هل هو موظف حكومي؟"، و"هل عمله مستقر؟"، بل قد تُقدَّم وظائف معينة على غيرها في سلم القبول الاجتماعي.


رابعًا: آثار التحوُّل في العلاقات الاجتماعية:
هذا التحوُّل من الانتماء الشخصي إلى المؤسسي، له آثار متعددة، بعضها إيجابي وبعضها يحتاج إلى تأمُّل:
الإيجابيات:
أسهم في تقليص التحيُّزات القبلية، وفتح المجال لتكافؤ الفرص بناءً على الكفاءة لا النسب.

عزَّز من أهمية المؤسسات في بناء المجتمع وتحقيق النظام والعدالة.

سهَّل الاندماج في البيئات المدنية المتنوعة.

السلبيات:
أدى إلى نوع من "التشيء"، حيث تُختزل قيمة الإنسان في وظيفته لا في ذاته وأخلاقه.

أصبحت الثقة مؤقتة، مرتبطة بالوظيفة لا بالإنسان، فإذا غادر المؤسسة، فقد شيئًا من مكانته الاجتماعية.

تراجع دور الأسرة والقبيلة كمصدر للدعم والهوية.


خامسًا: الانتماء المؤسسي والهوية المتغيِّرة:
الهوية في زمن المؤسسات لم تعد ثابتة، بل أصبحت متحركة وقابلة للتغيير حسب مكان العمل، والمنصب، والوظيفة، وربما يجد الإنسان نفسه يُعيد تعريف ذاته مرارًا، بحسب تغير مؤسسته، وهذا يدعو إلى التأمل في كيفية بناء هوية متوازنة تجمع بين الأصالة والانتماء المهني، وتُعيد الاعتبار للقيم الشخصية والخلقية التي لا تتبدَّل بتغير الوظائف.


ختامًا:
نحن اليوم أمام مشهد اجتماعي متحوُّل، تقوده المؤسسات أكثر من القبائل، وتُبنى فيه الثقة على الانتماء المهني لا الشخصي. هذا التحوُّل يعكس نضجًا حضاريًّا في بعض جوانبه، لكنه يتطلب وعيًا عميقًا حتى لا نفقد البعد الإنساني في التعامل. فالمؤسسات، مهما بلغت قوتها، لا يمكن أن تعوِّض عن قيمة الإنسان بذاته، وبدينه وأخلاقه، ومبادئه، وسيرته بين الناس.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.44 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]