|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حين يجمع الله ما تفرَّق بالدعاء عبدالله بن إبراهيم الحضريتي يحملُ المؤمن في قلبه يقينًا لا تزعزعه العواصف، ولا تُطفئه عتمة الانتظار... يقينًا أن الله جامعٌ بينه وبين كل ما أحبَّ، ولو بعد حين. كم من حلمٍ ظنه تلاشى، فإذا به يعود مشرقًا في وقتٍ لم يكن بالحسبان. وكم من صحةٍ ناء بها الجسد، ثم ردَّها الله إليه بأسباب لا تُرى. وكم من قلبٍ اشتاق، فاجتمع بمن يحبُّ بعد طول فراق. المؤمن لا يحدِّق في ضيق اللحظة، بل يبصر بنور قلبه سعة الرجاء، ويغرس في كل سجدةٍ دعوة، واثقًا أن ما من دعوةٍ ارتفعت من قلبٍ منكسر، إلا وكان معها من الله سمعٌ واستجابة. فكم من دمعةٍ حرَّى في الليل، كانت سُلَّمًا إلى الفرج. وكم من "يا رب" قيلت في يأس، كانت مفاتيحَ لأبوابٍ ما خطر على القلب فتحها. قد يتأخَّر الفرج، نعم، لكنه لا يُخطئ الطريق. إنما يُمهّد الله للدعوة أرضًا أنسب، وزمنًا أكرم، وظرفًا أحكم. فربَّما استجابتك ليست في سرعة الإجابة، بل في عمق الأثر، وكمال التوقيت، وصفاء النفس ساعة القبول. فلا تضعف يدك عن الدعاء، ولو خارت قواك. ولا تسكن لليأس، ولو طال البلاء. فإن لله نفحات، وللفرج موعدًا، وللدعاء رصيدًا لا يضيع. وكل ما دعوته يومًا، ونسيتَه، محفوظٌ في خزائن رحمته، يأتيك يومًا كأنَّه لم يغِبْ عنك طرفةَ عين. فاثبت... واذكر دائمًا: إن الغوث في الطريق، وإن التأخر ليس نسيانًا، وإنما هو اصطفاء.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |