ترشيد الكهرباء والماء رؤية شرعية واجتماعية وتنموية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14010 - عددالزوار : 747570 )           »          تبديد الخوف من المستقبل المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عظة مع انقضاء العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أهمية طلب العلم في حياة الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          {وقولوا للناس حسنا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.." ماذا بعد موسم الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من رعاة غنم إلى قادة أمم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الصداقة في حياة الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مبدأ التخصص في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2025, 10:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,334
الدولة : Egypt
افتراضي ترشيد الكهرباء والماء رؤية شرعية واجتماعية وتنموية

ترشيد الكهرباء والماء رؤية شرعية واجتماعية وتنموية


  • نهى الإسلام عن الإسراف وحذر من التبذير ودعا إلى الوسطية في كل ما أنعم الله به على الإنسان سواء كان ذلك مالا أو طعامًا أو ماءً أو طاقة
  • ترشيد استهلاك الكهرباء والماء ليس خيارا اقتصاديا أو بيئيا بل هو واجب ديني ووطني يتطلب منا جميعا الالتزام بمسؤولياتنا نحو الحفاظ على نعم الله وشكرها
  • تحتل الكويت واحدة من أعلى معدلات الاستهلاك للطاقة والكهرباء للفرد الواحد حيث يُقدَّر معدل استهلاك الفرد من المياه بنحو 400 - 500 لتر يوميا
  • أكدت المجامع الفقهية على أن الإسراف في استخدام الموارد العامة كالكهرباء والماء من أنواع التعدي على المال العام وهو محرم شرعًا
  • لا غنى لنا عن التحول إلى مجتمع رشيد يدرك قيمة الموارد ويحافظ على نعم الله ويسهم في بناء وطن مستدام قادر على مواجهة التحديات المستقبلية
تُعد دولة الكويت من الدول الخليجية التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على مصادر الطاقة غير المتجددة (النفط) في إنتاج الطاقة الكهربائية والماء العذب، ومع النمو السكاني، وازدهار المشاريع العمرانية والصناعية، زاد الاستهلاك على الكهرباء والماء ازديادا مطردا؛ ما أدى إلى ضغطٍ كبير على الموارد والبنية التحتية، وزيادة في فاتورة الإنفاق الحكومي، وتأثير بيئي سلبي متزايد، وفي هذا السياق، يصبح ترشيد استهلاك الكهرباء والماء ليس خياراً اقتصادياً أو بيئياً؛ بل واجب دينياً ووطنياً يتطلب التزام كل فرد بمسؤولياته نحو الحفاظ على نعم الله وحسن استعمالها، ومن أجل تحقيق العدالة بين الأجيال، والحفاظ على ثروات الأمة، وبناء مجتمع مستدام قادر على مواجهة التحديات المستقبلية يأتي هذا الملف.
ارتفاع معدلات الاستهلاك
تحتل الكويت واحدًا من أعلى معدلات الاستهلاك للطاقة والكهرباء؛ حيث يُقدَّر معدل استهلاك الفرد من المياه بنحو 400 - 500 لتر يوميا، وهو ما يزيد عن المتوسط العالمي مرات عدة؛ فيما يُكلِّف إنتاج الكهرباء والماء نسبة كبيرة من الميزانية العامة للدولة، ويستنزف كميات هائلة من الوقود والنفط الخام، ويؤدي الطلب المتزايد على الكهرباء إلى ارتفاع درجات الحرارة المحلية؛ نتيجة انبعاثات محطات التوليد، إلى جانب زيادة الاستهلاك في الطاقة.
الأدلة الشرعية على وجوب الترشيد
وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية داعية إلى الترشيد؛ كما ورد التحذير من التبذير، وينسحب ذلك على سائر نعم الله -تبارك وتعالى-، سواء كانت مالا أو طعامًا أو ماءً أو طاقة، وقد ربط الله بين إعطاء الحقوق للسائل والمسكين وتحريم التبذير، فالإسراف عدوان على حقوق الآخرين؛ كما في قوله -تعالى-: {وَآتِ ذَا الْحَقِّ حَقَّهُ وَالسَّائِلَ وَالْمَسْكِينَ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (الإسراء: 26)، وقوله -سبحانه-: {وَيَسْأَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (البقرة: 219) ، كما جعل المسرف قرينا للشيطان! كما في قوله -تعالى-: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}، ويشمل الإسراف المالَ وغيرَه؛ حيث قال -تعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف:31)، وقال -سبحانه-: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام:141).
وقال -تعالى مادحًا عبادَه المقتصِدين-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67)؛ قال ابن كثير: «أيْ: ولا تسرفوا في الأكل؛ لِمَا فيه من مضرَّة العقل والبَدَن»، وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُوا، وتصدَّقوا، والبسوا، في غير إسرافٍ ولا مَخِيلَة»، وقال عطاءُ بن أبي رباح: «نُهُوا عن الإسراف في كلِّ شيءٍ».
وقد دعا الإسلام إلى الوسطية والاعتدال في كل شيء ولا سيما في الإنفاق وعدم الإسراف، وذلك كما في قوله -تعالى-:{«وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67)؛ فالمسلم مأمور بالاقتصاد في كل شيء، ومن ذلك استهلاك الماء والكهرباء، ويشير العلماء إلى أن الإسراف في الإنفاق على النفس دون حاجة، ودون مراعاة الحاجات العامة، محرم شرعًا.
وقد نهى الإسلام عن الإسراف في الماء حتى في الطاعة، فقد مرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف يا سعد؟»، قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: «نعم، وإن كنت على نهر جار»، وهذا دليل صريح على أن الترشيد واجب ديني وأخلاقي.
كما أكد علماء الإسلام -عبر العصور- على حرمة الإسراف ووجوب الاقتصاد في الاستخدام؛ فقال الإمام ابن القيم: «الاقتصاد في النعمة أفضل من الإسراف فيها، والإسراف في الحلال مفسدة».
وأكدت المجامع الفقهية أن الإسراف في استخدام الموارد العامة كالكهرباء والماء من أنواع التعدي على المال العام، وهو محرم شرعًا، وهذا يشمل حق الأرض والموارد الربانية على الإنسان، والمسلم مطالب ألا يُسرف في استخدامها، وأن يحافظ عليها لغيره من الناس وأبنائه من بعده.
الآثار الاجتماعية والاقتصادية للترشيد:
1- تعزيز روح المسؤولية المجتمعية: فالترشيد يعكس وعي المجتمع بمسؤولياته تجاه مقدرات الوطن، ويعزز قيم التعاون والتكافل بين أفراده.
2- الحدّ من الأزمات والخلافات: فالاستخدام الرشيد يقلل من فرص نشوب الأزمات المرتبطة بنقص الموارد، ويحد من التوترات الاجتماعية الناتجة عن التنافس على الخدمات الأساسية.
3- نشر ثقافة القدوة: ذلك أن التزام الأسر والمؤسسات بالترشيد يغرس في النشء سلوكيات إيجابية، ويعزز من ثقافة المحافظة على المال العام.
4- نشر الوعي البيئي والوطني: حيث يعزز الترشيد الشعور بالانتماء الوطني، ويشجع على المشاركة في مبادرات الاستدامة.
5- خفض فاتورة الإنفاق الحكومي: حيث يخفف ترشيد الاستهلاك العبء على موازنات الدولة، ويتيح إعادة توزيع الدعم ليشمل أكثر فئات المجتمع احتياجًا.
ومن الجدير بالذكر أن تكلفة إنتاج الكهرباء والماء في الكويت تصل إلى حوالي ملياري دينار كويتي سنويا، ويمكن توفير جزء منها من خلال الترشيد بما يسهم في زيادة قدرة الدولة على الاستثمار الخارجي ، ورفع قيمة الدخل القومي.
دور الترشيد في التنمية المستدامة
يعدّ الترشيد والاقتصاد أساس الاستدامة؛ حيث يسهم في تقليل الهدر المالي والبيئي، وتمديد عمر البنية التحتية، وتحقيق العدالة بين المواطنين والأجيال القادمة، وتعزيز الأمن الطاقي والمائي الوطني، إلى جانب تقليل الانبعاثات الضارة والحفاظ على البيئة.
الآثار التنموية والاستراتيجية
يمكن تلخيص الآثار التنموية والاستراتيجية فيما يلي:
1- تعزيز الأمن الطاقي والمائي: والترشيد يحقق توازنًا بين الطلب والعرض؛ ويحمي الدولة من أي أزمات محتملة.
2- تشجيع التكنولوجيا النظيفة والمستدامة: فالترشيد يحفز البحث والتطوير في مجالات الطاقة الشمسية وتحلية المياه باستخدام الطاقة النظيفة.
3- تحقيق أهداف التنمية المستدامة: حيث ينسجم الترشيد مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) ولا سيما الهدف 6 (مياه نظيفة) والهدف 7 (طاقة نظيفة)، وكذلك مع أهداف رؤية كويت جديدة 2035.
4- الحد من الانبعاثات والتلوث.
5- تقليل استهلاك الكهرباء: حيث يخفض الترشيد من الانبعاثات الضارة الناتجة عن إنتاج الطاقة، ويسهم في حماية البيئة وصحة المجتمع.
6- تأمين الأمن المائي والكهربائي: فالترشيد يساعد في استمرارية الإمداد الكهربائي والمائي وعدم انقطاع التيار، ولاسيما في أوقات الذروة والأزمات، ويقلل من احتمالات الانقطاع المفاجئ طويل الأمد.
دور المؤسسات والمجتمع
  • إطلاق حملات توعية وطنية ومجتمعية شاملة في المدارس والمؤسسات.
  • تفعيل فرق هندسية لمراقبة الأعطال والهدر والاستجابة السريعة للبلاغات.
  • إدراج الترشيد في المناهج التعليمية والأنشطة المدرسية.
  • تشجيع المبادرات المجتمعية والمسابقات بين الأحياء والمؤسسات في مجال الترشيد.
دور الجهات المعنية في تعزيز ثقافة الترشيد
دور الحكومة والمؤسسات الرسمية:
  • تشجيع استخدام الطاقة المتجددة في المشاريع الحكومية.
  • تشديد القوانين الخاصة باستهلاك المياه والكهرباء في القطاعات المختلفة.
  • تقديم حوافز مادية ومعنوية للأفراد والمؤسسات التي تمارس الترشيد.
  • إطلاق حملات توعوية إعلامية مكثفة في المناسبات الوطنية والدينية تشجع على الترشيد.
دور المؤسسات التعليمية:
  • تضمين مفاهيم الترشيد والاقتصاد في المناهج الدراسية.
  • تشجيع المدارس على استخدام الطاقة الشمسية وتوفير مشاريع نموذجية.
دور الإعلام:
  • إبراز نماذج وطنية متميزة في الترشيد.
  • إعداد برامج تلفزيونية وإذاعية توضح خطورة الإسراف.
  • نشر الحملات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز الوعي بأهمية الترشيد.
دور الأفراد والمجتمع المدني:
  • وضع برامج ومعدات منزلية لقياس استهلاك الكهرباء والماء.
  • تشجيع الجيران والأقارب على ممارسة سياسة الترشيد.
  • الإبلاغ عن حالات الهدر والتسريبات في المرافق العامة.
من وسائل ترشيد الماء:
  • إصلاح أي تسريبات في الحنفيات أو الأنابيب فوراً.
  • تركيب أدوات توفير المياه على منافذ المياه.
  • عدم ترك الماء جارياً أثناء الوضوء أو الغسل أو تنظيف الأسنان.
  • استخدام غطاء المسابح لتقليل التبخر.
  • ريّ الحدائق في الصباح الباكر أو المساء لتقليل التبخر.
  • إعادة استخدام مياه غسل الخضروات لري النباتات.
  • التقليل من استخدام المياه في غسل السيارات والمرافق، واستخدام الدلو بدلاً من الخرطوم.
من وسائل ترشيد الكهرباء:
  • استخدام الأجهزة الكهربائية عالية الكفاءة (ذات التصنيف الأخضر أو نجمة الطاقة).
  • فصل التيار عن الأجهزة غير المستخدمة وعدم تركها في وضع الاستعداد.
  • ضبط أجهزة التكييف على درجات حرارة معتدلة (24-26 مئوية).
  • استخدام الإضاءة الموفرة للطاقة (LED).
  • الصيانة الدورية للأجهزة الكهربائية والتأكد من خلوها من الأعطال.
  • الاستفادة من الإضاءة الربانية نهاراً وتقليل الاعتماد على الإنارة الصناعية.
  • جدولة تشغيل الأجهزة ذات الاستهلاك العالي (الغسالات، السخانات) في أوقات انخفاض الأحمال.
الترشيد أمانة شرعية ومسؤولية وطنية
إن ترشيد استهلاك الكهرباء والماء في الكويت ليس مجرد مشروع اقتصادي أو بيئي، بل هو أمانة شرعية ووطنية؛ ففي الوقت الذي تستخدم فيه الدولة نفطها الثمين لإنتاج الطاقة، فإن التبذير في هذه النعم يعدّ خيانة للمال العام ، وتفريطًا في حق الأجيال القادمة، وقد دعا الإسلام إلى الاقتصاد في الاستخدام، وحذّر من الإسراف، كما أمرنا الله -عزوجل- بشكر النعم، وذلك بحسن استخدامها وعدم إهدارها، ولاغنى لنا عن التحول إلى مجتمع رشيد يدرك قيمة الموارد، ويحافظ على نعم الله، ويسهم في بناء وطن مستدام قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، ومن هذا المنطلق ينبغي لكل فرد ومؤسسة أن يجعل من الترشيد سلوكاً يوميا، وأن يسهم في نشر هذه الثقافة في محيطه، تحقيقاً لأمن الوطن وازدهاره.

الربيعة: يجب أن يتكاتف الجميع للحفاظ على هذه النعم التي هي عصب الحياة
  • حملة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء حملة مباركة تستهدف الحفاظ على نعم الله عزوجل
ددددددددثمَّن أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي وليد الربيعة، حملة وزارة الكهرباء والماء للتوعية بالترشيد في استهلاك الكهرباء والماء، وأوضح أن جمعية إحياء التراث الإسلامي تهتم بما يحدث في المجتمع الكويتي من أمور إيجابية، وتشارك في حملات تخدم المجتمع وتدعم الجهود الرسمية، وفي الحقيقة لا غنى لنا عن تفعيل قضايا المجتمع عن طريق فهم هذا الدين العظيم، وحملة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء قبل أن تكون حملة وطنية إنما هي حملة شرعية، وقد جاءت الآيات الكثيرة والأحاديث العظيمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم - في بيان فضيلة الاقتصاد والمحافظة على النعم وعدم الإسراف في مختلف مناحي الحياة.
ومن النعم العظيمة نعمة الكهرباء والماء، ولا شك أن النعم لا تدوم إلا بالشكر، مع استغلالها كما أراد الله -عزوجل-، ومن ذلك أن نستخدمها بالأساليب التي بيّنها الله في كتابه فيما يعود على الإنسان بالنفع، وأما الهدر الذي يعيش فيه كثير من الناس ما هو إلا مخالفة شرعية لدين الله -تعالى- القائل في كتابه العزيز: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31).
وقد أقامت جمعية إحياء التراث الإسلامي حملات عدة على مدى السنوات الماضية في هذا المجال، ومنها حملة متكاملة تحت رعاية معالي وزير الطاقة تحت شعار {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء:٣٠)، ضمت العديد من الفعاليات والأنشطة بهدف الترشيد وعدم الإسراف في استهلاك المياه.
وأكد الربيعة على ضرورة أن يتكاتف الجميع مع الجهات الرسمية في الدولة؛ من أجل الحفاظ على هذه النعم، التي تعد من عصب الحياة، داعيًا الله -عزوجل- أن يديم علينا النعم، وأن يجعلنا من الشاكرين المحافظين عليها.
ودعا الربيعة إلى أن تكون هذه الحملة مستمرة وليست وقتية، وأن نُذكِّر بها في كل وقت، وهي قضية سيتذكرها الجميع، سواء في المساجد عبر الخطب، أو الندوات التي تنظمها مراكز وزارة التربية، وكذلك مايطرح في المنتديات والدواوين؛ لأنها تتكلم عن قضية تمس حياة الناس، سائلين الله أن يوفقنا للاستمرار في المشاركة في مثل هذه الحملات، وأن نسعى لما فيه الخير للبلاد والعباد، وهذا أقل الواجب الذي نقدمه لبلدنا الحبيب بأن نشارك المؤسسات الرسمية والهيئات الخيرية الشعبية في توعية الناس بما أمدنا الله به من وسائل وإمكانيات .
والجدير بالذكر أن هذه الحملة تأتي ضمن الأنشطة والفعاليات الصيفية لهذا العام؛ وذلك لما لهذه القضية من الأهمية القصوى؛ فقد أكد ديننا الحنيف على ضرورة الاقتصاد في استهلاك الماء وعدم الإسراف، وتأتي هذه الحملة أيضاً من منطلق ضرورة تضافر الجهود الوطنية والشعبية؛ لصيانة هذه النعمة العظيمة التي هي من أعظم نعم الله علينا.



اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]