الراشي والمرتشي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 4727 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1536 )           »          لا يستوون عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 456 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1220 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 22609 )           »          إكرام الله شرف عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المدخل الميسر لعلم المواريث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          {كل يوم هو في شأن} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مراتب الفضل والرحمة في الجزاء الرباني على الحسنة والسيئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2025, 09:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,588
الدولة : Egypt
افتراضي الراشي والمرتشي

الراشي والمرتشي



كتبه/ عبد العزيز خير الدين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد خلق اللهُ الخلقَ، وقدَّر آجالَهم، وقسَّم أرزاقَهم، وجعل للكسبِ الحلالِ الطيِّبِ أسبابًا، وحرَّم عليهم أكلَ الحرامِ مهما تعدَّدتْ صورُه وأشكالُه.
ومن الطرقِ المحرَّمةِ والأساليبِ التي تُساعِدُ على نشرِ الفسادِ في المجتمع، وتُؤدِّي إلى ضياعِ حقوقِ الضعفاءِ والمظلومين وشيوعِ الظلم: "الرشوة"؛ ولخطورتِها: فقد لعن رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- مَن تعامل بها، كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم-: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ" (رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني).
فكم من دواءٍ فاسدٍ، وغذاءٍ غيرِ صالحٍ، قد تسلَّل إلى المجتمعاتِ بسببِ الرشوة!
وكم من مساكنَ قد بُنِيَتْ وانهارتْ على رؤوسِ ساكنيها بسببِ الرشوة!
وكم من أشخاصٍ قد وُظِّفُوا ووُضِعُوا في غيرِ مواضِعِهم؛ فضُيِّعَتِ الأمانةُ بسببِ الرشوة!
وكم من حقوقٍ أُهدِرَتْ بسببِ الرشوة!
لذلك حرَّم اللهُ -عز وجل- أن يُقدِمَ أحدٌ على إعطاءِ الحاكمِ أو المسؤولِ مبلغًا من أجلِ إبطالِ حقٍّ أو إحقاقِ باطلٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة: 188).
ومهما اختلفتِ الأسماءُ والأوصافُ لتجميلِ هذه الجريمةِ البشعةِ، مثلَ قولِهم: (هدية - إكرامية - هبة - مصلحة - محبة - إلخ)؛ فلا يعني ذلك مشروعيتَها؛ فقد بيَّن النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم- أنَّه بريءٌ ممَّن يقومُ بفعلِها، وأنَّه سيسألُ عنها يومَ القيامة؛ كما في حديثِ أبي حميدٍ الساعدي -رضي اللهُ عنه- قال: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى: ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا)، ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ)، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟) بَصُرَ عَيْنِي، وَسَمِعَ أُذُنِي. (متفق عليه).
ومن الآثارِ السيئةِ للرشوةِ -والتي تؤثِّر على طائفةٍ كبيرةٍ في المجتمع، ممَّن عُرِفَ عنهم الاستقامةُ، والخوفُ من اللهِ، ومحاربةُ الفسادِ-: أن يُضطَرَّ بعضُهم إذا أراد أن يُمارِسَ حقَّه في أيِّ مجالٍ من مجالاتِ الحياة، وتحت ضغطِ المرتشي، وإلا تتعطل مصالحُه أو يضيعُ حقُّه؛ فيُساهِم في إعطاءِ المرتشي! وإن كان مغلوبًا على أمرِه؛ فإن العقوبةَ تكونُ على المرتشي الخائنِ للأمانة.
فما أجمل أن يكونَ المجتمعُ متعاونًا دون ضغطٍ من أحدٍ على الآخر، لينالَ رضا اللهِ -عز وجل-، ويُطعِمَ أهلَه من حلالٍ؛ بالإضافةِ إلى الأجرِ العظيمِ في المشيِ في قضاءِ حاجةِ أخيه، فمن فرَّج عن أخيه كربةً من كُرَبِ الدنيا، فرَّج اللهُ عنه كربةً من كُرَبِ يومِ القيامة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.47 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]