ليشهدوا منافع لهم
بقلم فضيلة الشيخ محمد هاشم المهدية
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الركن الذي وصف الله من قدر عليه ولم يؤده بالكفر فقال جل من قائل (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) [سورة آل عمران] في هذا الركن يتجلى الإخاء الإسلامي في أسمى صور الإخاء فتجد الناس على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وتباعد مناطقهم يهش بعض في وجه بعض بعاطفة جياشة وحنان ومودة فقط لأنهم يرتبطون برباط أقوى من رباط الجنس واللون والقبيل ذلك الرباط هو رباط الإسلام الذي قمته (لا إله إلا الله محمد رسول الله) والحج فرصة عظيمة ينبغي أن تعقد فيها الندوات بين علماء الأمة إسلاميين ومدنيين لتصحيح كثير من الأمور التي جدت واختلف العلماء في الحكم عليها فمنهم من أحلها ومنهم من حرمها ومنهم من كرهها فالتقاء الجميع في ندوة تبدى فيها الآراء وتمحص أدعى لأن يصدر حكم مجمع عليه يعمل به الناس في بلادهم ومن ذلك: - معاملات البنوك وقد أصبحت ضرورة ملحة لارتباط المصالح المتبادلة بين بلاد المسلمين وغيرها كذلك التأمينات بجميع أنواعها أصبحت أساسا في الإستيراد والتصدير فمن المسلمين من يرى أن جميع المعاملات مع البنوك حرام حتى ولو أصبحت خالية من الفوائد التي تقرضها البنوك ذلك أنهم يرون ما دام البنوك تتعامل بالفوائد لا يجوز الادخار فيها والتعامل عن طريقها لأن في ذلك عونا لها وكثير من العلماء يجوز التعامل مع البنوك مطلقا وبعضهم يرى أن لا بأس من الإدخار فيها ما دام يرفض المدخر الفوائد ثم أن كثيرا من الحكومات دعت الناس إلى مشترى سندات الإدخار وجعلت لها حوافزسحب شهرى يربح فيه بعض المدخرين أموالا كثيرة وقد أجاز ذلك علماء كبار ولهم مراكز رسمية غالية وكثير من العلماء غيرهم يرون أن الادخار مرغب فيه غير أن السحب الشهري يوقعه في الحرام وعلى ذلك نرى أن المنافع التي أشارت إليها الآية الكريمة متطورة ما تطورت الحياة وأن القرآن الكريم وهو الكتاب
الخاتم الذي يشمل الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها غني بثروته العلمية التي يأخذ منها العلماء ما يصلح شأن الناس والسنة المطهرة غنية بأسس تصلح للاستنباط واجماع الصحابة رضوان الله عليهم يسعف المختلفين فيتفقوا وبذلك يكون جمع المسلمين في الحلال والحرام متحدا أيضا أننا نجد أن جميع الإذاعات المسموعة والمرئية تشرك المرأة في إذاعة الأخبار وفي القاء الخطب الأدبية والشعرية وفي الندوات تجلس مع الرجال تناقشهم ويناقشونها وقد تكون في كامل زينتها ولا يرون في ذلك خروجا على العرف ولا خروجا على الدين ولا يعدمون من يحل لهم ذلك من حملة الشهادات من المعاهد الدينية المعتبرة وقد يعترض معترض فيحتجون عليه بقياسات حصلت في عهود متأخرة ومثل هذه المشاكل التي أدت إلى كثير من العداوات والخصومات بين بلاد المسلمين على اختلاف مواقعها تحتاج إلى ندوات وأنسب مكان لهذه الندوات مكة المكرمة وفي موسم الحج وتكون أقوى تأثيرا أن دعت لها جميع وسائل الإعلام حتى يشهدها جمع غفير من الشعوب الإسلامية وتترجم قراراتها بجميع اللهجات المحلية لكل شعب ويطيب لي أن أتوجه برجائي إلى المسئولين أن يوجهوا الدعوات إلى حكام المسلمين أين كانوا وكيف كانوا ليحضروا مثل هذه الندوات ويتعهدوا بتنفيذ ما يخرج به المشتركون من قرارات ترفع الحرج عن الأمة في معاملاتها وسلوكها وأخلاقياتها، فقد رأينا أصحاب المبادئ المنحرفة يعملون على نشرها بكل الوسائل ولا يتركون فرصة تخدم غرضهم إلا اغتنموها والمسلمون أولى بذلك ولا فرصة لجمعهم أعظم من فرصة الحج فهل هم فاعلون؟