|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كثرة التفكير في مشكلات الآخرين أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة لديها حساسية زائدة، تُفكِّر في مشكلات الناس، وتَحزن كثيرًا لحُزنهم، وتريد التخلُّص مِن هذه المشكلة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، مشكلتي أني أُفكِّر كثيرًا في الناس مِن حولي، وأحزن لِحُزنهم، حتى لو كانتْ علاقتي بهم سطحيةً. قد يصل الأمر إلى أن أبكي مِن أجلهم، وأفكِّر فيهم وفي مشكلاتهم طوال الوقت، حتى تَعِبَتْ نفسيتي مِن كثرة التفكير، ولا أدري ماذا أفعل؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فجميلٌ أن يشعرَ المرءُ بالآخرين مِن حوله، وأن يهتمَّ بهم؛ فيَحزن لحزنهم، ويأنَس لأُنْسِهم، وتلك هي الرحمةُ التي وَصَفَهُم بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهَر والحُمَّى)). لكن ينبغي أن نتعامَل مع الأمر بشكلٍ إيجابي، وذلك بأن يُوطنَ ذلك في الدعاء لهم، والتفريج عنهم، ومشاركتهم ومواساتهم بكلِّ ما نستطيع، حتى وإن لم يكنْ ذلك إلا بالكلمة الطيبة، وهذا هو المطلوبُ، وهذا مِن نَفْع الناس وقضاء حاجاتهم التي هي مِن أحبِّ الأعمال إلى الله؛ وقد رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَحَبُّ الناس إلى الله أنفعهم، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِف عنه كُربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تَطْرُد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ أحبُّ إليَّ مِن أن أعتكفَ في المسجد شهرًا، ومَن كَفَّ غضبه ستَر الله عورتَه، ومَن كَظَمَ غيظًا ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ملأ الله قلبَه رضًا يوم القيامة، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمَه يوم تزلَّ الأقدام، وإنَّ سوء الخُلُق ليُفسد العمل كما يُفسد الخل العسل))، والحديثُ حسَّنه الألباني رحمه الله. لكن يجب ألا يَتَحَوَّل الأمر لمجرد حزنٍ بلا عمَلٍ؛ فإنَّ ذلك مما يَضُرُّ النفسَ والجسد، ويُقعد عن فِعْل الخير؛ ولذلك نهى الله في كتابه عن الحزن، وتكرَّر النهي عن ذلك في أكثرَ مِن آيةٍ؛ فقال جل مِن قائل: ﴿ لَا تَحْزَنْ ﴾ [التوبة: 40]، وقد استعاذ رسولُ الله صلى الله عليه مِن الهم والحزن. فإن كنتِ ممن يألفون الحزن ويَمْتَهِنُونه، فلا بد مِن المسارعة في التغيير؛ فإنَّ لذلك عواقبَ غير محمودةٍ عليك وعلى مَن حولك. عليك بالدعاء، ومِن ذلك الاستعاذة منه، كما فعَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث جاء عنه أنه كان يدعو بـ: ((اللهم إني أعوذ بك مِن الهَمِّ والحزن))، كذلك الدعاء بألا يكلك الله إلى نفسك، كما أنصحك بمُخالطة أصحاب القلوب والنفوس القوية، وعدم الاستسلام للحزن والهم، فإنَّ الصُّحْبة لها مِن التأثير ما لا يُنْكَر. شرح الله صدرك وأعانك، وأَخَذَ بناصيتك لكل خيرٍ، وتَوَلَّاك بلُطفه
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |