|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي ومعاناتها النفسية أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوج بامرأة تُحادث الرجال عبر الواتس آب، وقد اعترَفتْ له بخيانتها، ثم غادرت البيت وطلبت الطلاقَ. فقَدت أُمَّها في حادثٍ، وانعزلت عن المجتمع، وأصبحتْ تَخاف، وصارتْ تَسمَع أصواتًا وتخيُّلاتٍ، وتتحدث مع أناسٍ غير موجودين، ويسأل عن طريقة تُمَكِّنه من التواصل معها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أتقدَّم بخالص شكري وتقديري إلى المستشار فيصل العشاري للإجابة على الاستشارات. أنا رجلٌ متزوِّج، وجدتُ في الواتس آب الخاص بزوجتي رسائلَ متبادلة بينها وبين صديقتها، وأخرى متبادلة بينها وبين رجال، فاستفسرتُ منها عن هذه الرسائل، فصرَختْ في وجهي قائلةً: نعم، إن ما صنعتُه كان خيانةً زوجيةً، وكل الكلام الذي قرأتَه، كان من المفترض أن يكون موجَّهًا إليك، ثم بكَت بشكل هيستيري، فحاولت تهدئتها، ثم عاوَدنا نقاشنا مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكُن، وحين سألتُها عن السبب، قالت: لقد ابتليتُ بالرجال، وقالتْ لي: إنني أبحثُ عن الحب وليس الحبيب، وقالت لي أيضًا: حتى لو لم توفِّر لي الحبَّ، فذلك ليس عذرًا لي؛ كي أرتكِبَ هذه الخيانة! غادَرتِ المنزلَ وذهبتْ إلى بيت أبيها طالبةً الطلاقَ باعتباره حلًّا لهذه المشكلة، وقد تركتْني في حالةِ إحباطٍ كبيرة. قبل أربع سنوات قرأتُ مذكرات زوجتي، فلاحَظْتُ معاناتها النفسية، وأنها كثيرة الذكرى لوالدتها التي فقَدتْها في حادثٍ، كما أن زوجتي عانت كثيرًا مِن هجْر والدها لها؛ ذلك أنه كان متزوجًا بامرأة أخرى أثناء حياة أمِّها، فقامتْ زوجتي وحدَها بتربية أخيها وأُختها، وهي في سنٍّ تُقارب سنَّ التخرُّج في الجامعة، وكافَحتْ حتى بلغتْ ما بلغتْه - معتمدةً على نفسها - بكلِّ استحقاقٍ، وأصبَحت لديها وظيفةٌ وسيارةٌ وسائقٌ وسكنٌ. انعزلتْ زوجتي عن المجتمع، وبعد أن فتَحنا موضوعنا خلال ستة الأشهر الماضية، أصبحتْ تَخاف، وتَسمَع أصواتًا تُقَبِّحُها، وتنال من ذاتها ونفسيتها، تتخيَّل والدتها في المرآة وهي تهينها، تَشعُر أن أحدًا يسير وراءها، تتخيَّل أن أُناسًا أمامها، وتُحدِّثهم وتتحاور معهم. كيف أستطيع التواصلَ مع زوجتي التي تعاني من الفصام وهذه حالتها؟! الجواب: الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله، نشكُر لكم تواصُلَكم معنا، وثقتكم في موقعنا. أولًا: أشكُرك لكَ حُسنَ ثنائك، ونرجو أن نكون عند حُسن ظنك. ثانيًا: بخصوص ما حصل بين زوجتك وبين أصدقائها، فإذا كان الأمر قد اشتمَل بالفعل على مخالفات واضحة - كالكلام لأغراض غير بريئة - فهنا يكون حرامًا يَأْثَم عليه صاحبُه؛ وهنا يُمكن التعامل معها بإحدى طريقتين: الأولى: طريقة التنبيه والزجر والتخويف من عقاب الله تعالى، والتذكير بحقوق الميثاق بين الزوجين، وهذا الإجراء يصلُح للحالات الاعتيادية التي لا تعاني مشكلاتٍ نفسيةً. الثانية: مراعاة الوضع النفسي للحالة، والتصرف بحكمة عالية تجاه هذا الموضوع الحسَّاس، وهذا الذي نرجِّحه مع زوجتك، حيث إنها كما يبدو عانتْ طفولة صعبةً افتقدتْ فيها الحنانَ الأبوي، وقد صرَّحتْ لكَ بذلك؛ حيث إنها تبحث عن الحنان لا عن الشخص نفسه، وهذا يُلقي عليك تَبعةً ثقيلةً، وذلك أن تقومَ بتعويضها عن هذا الجانب الذي تعاني منه، وأنت بذلك مأجورٌ عند الله تعالى على حُسن تصرُّفك وصبرك، وليس في هذا الصبر غضاضةٌ أو تنازلٌ منك عن عِرضك، أو مَسٌّ بكرامتك، بل على العكس، فالشخص السوي الكامل هو الذي يُكمل الآخرين، وهو الذي يَعطِف عليهم، ويَمنَحُهم عطفَه وحنانه واهتمامَه! ثالثًا: يبدو أنها لامتْ نفسها كثيرًا عما بدر منها، وفضَّلت الابتعاد عنك عقابًا منها لنفسها، وليس معاقبةً لك، وهي بهذا التصرف تُعلن حبَّها واحترامها لك، ولكن بطريقة خاطئة، وكأنها تقول: إنني لا أسْتحقُّك! وهذه فكرةٌ خاطئة ومبالَغٌ فيها، فخطأ التواصل مع الأجانب لا ينبغي أن يعالَجَ بخطأ الانفصال عن الزوج. رابعًا: لم تذكُر لنا كيف وصلتَ إلى تشخيصها بأنها تعاني مِن مرض الفصام، هل تَم تشخيصُها مِن قِبَل الطبيب المختص؟ وهل تتناول الدواء أو لا؟ ذلك أن الأعراض التي ذكرتَها تتشابه مع أعراض مرض الفصام، ولكنها ليستْ أعراضًا للفصام وحدَه، فهناك أمراض أخرى تتشابه في هذه الأعراض. ونقترح عليك ما يلي: أولًا: أن تتعامل مع زوجتك بوصفها مريضةً تحتاج إلى الدعم والمساندة، لا بوصفها زوجةً مسؤولة عن تصرفاتها. ثانيًا: احرِص على التواصل معها ومع أهلها، وأن تضعَ لهم فكرة أنها (معذورة) بسبب مرضها النفسي، وتحتاج إلى المساندة، ولن تجدَ أفضلَ مِن الزوج لتقديم هذه المساندة. ثالثًا: عند استقرار الأوضاع ورجوعها إلى البيت، احرِص على إيجاد طرقٍ للتعامل معها، والسيطرة على تواصُلها مع الآخرين الذين يُمكن أن يَستغِلُّوها عاطفيًّا، ولا نعني بهذا التضييق عليها وحِرمانَها من التواصل، وإنما مراقبتها وتقديم الدعم والنصائح لها باستمرار! رابعًا: الحرص على زيارة المختص النفسي لتقديم النصائح السلوكية، حتى مع استمرارها في تناول الدواء. نسأل الله تعالى أن يُيسِّرَ أمرَك، وأن يَشرَحَ صدرَكَ، وأن يُزوِّدَك التقوى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |