|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أتقبل فكرة الزواج الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة لا تتقبل فكرة الزواج، وأهلها يعلمون ذلك، وقد خُطبت لأحد أقاربها، ثم شعرت أنها لا ترغب في الزواج، وهي تخشى أن تظلِم نفسها وخاطبَها، وتريد حلًّا. ♦ التفاصيل: أنا فتاة أجدُ نفسي قلقةً وداخلة في حالة اكتئابٍ، أعاني من رهاب وضَعف الثقة في النفس، ومِن ثَمَّ أجد صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات، وخصوصًا المصيرية؛ مثل الزواج. في صغري كنتُ أتجنَّب أي محادثة عن الزواج؛ نظرًا لقلة خبرتي وخوفي، وربما خَجلي، وأيضًا لبُغضي الرجالَ نظرًا لطبيعة طفولتي، وبقيتُ هكذا حتى كبرتُ، ولأني أقرأُ كثيرًا فقد تيقَّنتُ أن فكرة تعميم كُره الرجال فكرة خاطئة، ولم أعُد أفكِّر فيها، لكن شعوري تُجاه الزواج لم يتغيَّر، ومِن ثَمَّ لم أرغَب في الزواج، ولم أَمِلْ إلى الرجال أو الإنجاب، واتخذتُ قرارًا مُفادُه عدم الزواج، خاصة بعد أن أحببتُ مجالَ دراستي وبنيتُ عليه خُطط حياتي! مرَّت الأيام ولم تَسر كما كنتُ أخطِّط لها؛ إذ تقدَّم لخِطبتي الكثير، وبعد كل رفضٍ بدأتُ أشعُر من أهلي وممن حولي أني لستُ طبيعية لعدم رغبتي في الزواج، فأرسلتُ استشارات إلى المواقع المختصة التي أعرِفها، واتصلتُ على الجمعيات التي قد تساعدني في حل مشكلتي، ورُحتُ أقرأ المنشورات والمقالات التي لها علاقة بمشكلتي. أعلم أن الزواج فطرة، وأمرٌ مطلوب دينيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، لكن لا أجد نفسي تقبَله، ومع مرور الوقت تقدَّم إليَّ رجل من أقاربي، فوافقتُ عليه، وبعد مدة غير طويلة وجدتُ أني قد اقترفتُ خطأً في حق نفسي بالموافقة وأنا ليس لدي رغبة في الزواج! والآن أشعر بقلقٍ كبير، وأهلي وأقاربي يعرفون ذلك جيدًا، وأشعر أنْ لا فرصة لدي كي أتراجع، خصوصًا أن الخاطب لا يُعوَّض، وبه مميزات كثيرة، وأنا لا أريد أن أظلِم نفسي ولا غيري! ماذا أفعل؟! هل أستمر وأنا لستُ متقبلةً ومستعدة نفسيًّا؟! أرشدوني جزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة وبركاته. الحمد لله، والصلاة على رسول الله، أما بعد: فمشكلتك تتلخَّص في أنك قلقة من كل شيءٍ، ولا ترغبين في الزواج، وماذا تفعلين وقد وافقتِ على الخاطب، وانتشر الخبر، وندمتِ، ولا تدرين ماذا تفعلين! فأقول ومن الله التوفيق: أولًا: لا بد أن تنظري في سبب هذا الكره للرجال، هل هو بسبب موقف أو حادثة معينة؟ وهل عايشتِ مشكلات بين الأزواج؛ كالوالدين والأخوات مثلًا، أو سمعتِ من النساء عن هذه المشكلات؟ وهل عرضتِ نفسك على طبيب نفسي، وذكر لك علة نفسية تعانين منها كالرهاب مثلًا؟ فإن كان ما تعانين منه بسبب حادثة معينة، أو معايشة مشكلات أسرية سابقة لغيرك، فإن هذه التخوفات نتيجة لها، وستزول إن شاء الله بعد الزواج، خاصة إذا وجدتِ زوجًا محبًّا مشفقًا خلوقًا، فسيكسر بإذن الله الحواجزَ النفسية التي تغلغلتْ في جنباتك، وستعرفين معنى السعادة، وتحمدين ربك على الزواج، خاصة أن الخاطب به مميزات كثيرة ولا يعوَّض. أما إن ثبَت أن الذي تعانين منه مرض نفسي متأصل، فهنا تحتاجين إلى علاج شرعي ونفسي قبل إتمام الزواج؛ حتى لا يتذمَّر الزوج مما يلاحظه عليك، خاصة عدم قَبولك به، وضَعف إعفافك له، والعلاج الشرعي والنفسي يكون بالآتي: الأول: الأهم الأعظم هو الدعاء بشرط قوة الثقة بالله سبحانه وبقدرته على شفائك؛ فأكثري من الدعاء والاستخارة. الثاني: كثرة الاستغفار. الثالث: كثرة الاسترجاع. الرابع: الصدقة. وقد فصَّلتُ القول في هذه العلاجات الأربعة بأدلتها في رسائل سابقة، وهي موجودة في صفحتي في شبكة الألوكة. الخامس: الرقية الشرعية؛ لأن القرآن علاج لكل الأمراض بشرط قوة الاعتقاد بذلك؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]. السادس: الإكثار من الصلاة والتلاوة والذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء، فهي تطرد بإذن الله الأفكارَ الدخيلة، وتهدأ النفس وتُطمئنها؛ قال سبحانه: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. السابع: قد تحتاجين مع ما سبَق إلى عرض نفسك على طبيب نفسي حاذق. وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى أن يفرِّج كُربتك، ويُدلك على الخير أينما كان، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |