تدبر سورة البروج (2) الآيات: من 11 إلى 22 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311341 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041923 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131953 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2023, 12:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي تدبر سورة البروج (2) الآيات: من 11 إلى 22

تدبر سورة البروج (2) الآيات: من 11 إلى 22
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت



عناصر الخطبة:
تلاوة الآيات (11-22)
المعنى الإجمالي للآيات.
المستفادات من الآيات والربط بالواقع.

الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أعاذني الله وإياكم من النار.

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 11 - 22].

عباد الله: لما ذكر الله عقاب المجرمين، ذَكَرَ ثواب المؤمنين، وهذا معنى أن القرآن مثانٍ، فذكر من ثوابهم أن الله وعدهم جنات تجري من تحتها الأنهار، فمن نالها فقد فاز فوزًا كبيرًا، وحصل على كل مطلوب، ويزول به عنهم كل مكروه؛ كالموت والمرض، والهمِّ والتعب.

ثم بيَّن تعالى أن انتقامه شديد لكل ظالم، وأنه هو الذي بدأ الأشياء وإليه تنتهي، وهو الغفور الذي يستر الذنوب والعيوب، وهو الودود؛ أي: المحب لأوليائه، فهو حب متبادل يحبهم ويحبونه، وهو ذو العرش؛ أي: صاحبه الذي استوى عليه، الفعَّال لما يريد.

ثم سلَّى الله نبيه بما يلاقيه من تكذيب المشركين واليهود والنصارى لدعوته، فكأنه قال له: إنك لست الأول، فقد سبقك رسلٌ كذَّبوا، والله محيط بهؤلاء المكذبين من كل جانب، وهذا القرآن الذي آتيناك في لوح محفوظ عند الله عز وجل.

ونستفيد من الآيات لواقعنا ما يلي:
1- أن العقيدة الصحيحة هي التي يكون فيها الإيمان مقرونًا بالعمل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [البروج: 11]، ولم يقل: آمنوا فقط، أو الإيمان في القلب فقط، فالكثير من الناس يقولون لك: المهم هو الإيمان أو النية وليس العمل، وهذا الفهم لا يستقيم، فنقول: مع الإيمان لا بد من العمل الصالح، والعمل الصالح هو الذي يكون موافقًا لِما أمر به الله، وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من عمِلَ عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ))[1]، إذًا الإيمان وحده لا يكفي للدخول إلى الجنة، بل لا بد من العمل الصالح، فالإيمان والعمل وجهان لعملة واحدة لا ينفصلان، ويكمل أحدهما الآخر.

2- الله منتقم من الظالمين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾ [البروج: 12]؛ أي: منتقم من الظالمين والمجرمين أشد الانتقام، وهو كقوله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 98]، فما يحدث الآن على أرض الإسراء من ظلم الصهاينة؛ من تقتيل وحصار وتهجير، وظلم وفساد، وسيبطش بهم الله عز وجل، ولنا نصوص في ذلك؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾ [الإسراء: 8]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لَيُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه، قال: ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]))[2]، وهذه سنة الله في إهلاك الظالمين؛ فقد أهلك قوم نوح، وعاد وثمود، وفرعون، وأصحاب الأيكة، وقوم تُبُّع، وغيرهم؛ ولذلك قال تعالى في هذه السورة: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج: 17 - 20].

فاللهم قِنا شرَّ الظالمين، وانتقم منهم يا جبار، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أما بعد عباد الله:
فنستفيد كذلك:
3- الله من وراء الكفار محيط؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج: 20]، هذه الآية تبعث على الأمل وعدم اليأس والقنوط للمؤمنين، حينما يعلمون أن لهم ربًّا قادرًا، ذا العرش المجيد، الفعَّال لما يريد، وهو ولي المؤمنين وناصرهم، فيتمسكون بربهم أمام تثبيط المثبطين، وكلام المخذِّلين والمنافقين، فيرى دول الاستكبار العالمي اليوم في حجمها الطبيعي، وأنها أهون على الله من الجِعْلان؛ ولذلك قيل لأحد المجاهدين الواثقين بربهم: إن العدو يملك الطائرات، فرد قائلًا: هل تطير تحت العرش أم فوق العرش؟ قال: بل تحت العرش، قال: والذي استوى على العرش معنا، فمهما مكروا فالله محيط بهم؛ قال تعالى: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

4- القرآن محفوظ بحفظ الله؛ قال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 21، 22]، وهذا دليل على نزول القرآن كاملًا دفعةً واحدةً، النزول الأول إلى اللوح المحفوظ، والحكمة من ذلك ترجع إلى الحكمة العامة في وجود اللوح المحفوظ ذاته؛ حيث أوجده الحق سبحانه سجلًّا جامعًا لكل ما قضى الله به وقدره، ثم أنزل النزول الثاني جملةً إلى بيت العزة في السماء الدنيا؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، وقوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقوله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، ثم نزل مُنَجَّمًا على رسول الله لمدة 23 سنة؛ قال تعالى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106]، فينبغي أن نؤمن إيمانًا جازمًا بأن الله تولى حفظه من أيدي العابثين، فلا تلتفتوا إلى ما يُقال هنا وهناك من دعاوى تحريف القرآن؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

فاللهم احفظنا بحفظك، واسترنا بسترك الجميل، واحفظنا بما حفظت به الذكر الحكيم، آمين.


(تتمة الدعاء).

[1] رواه مسلم برقم:1718.

[2] رواه البخاري برقم:4686.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]