|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التوفيق بين الزواج وبر الوالدين الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة لها ظروفٌ صحية خاصة، وهي التي تخدم أمَّها، وتخشى إن تزوجت ألَّا تستطيع التوفيق بين بر أمها والزواج، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فتاة لها أم ضعيفة الصحة، وقد جعلها الله في خدمتها وهي تلبي أمور البيت قدر الاستطاعة، والفتاة تعترف بوجود تقصير منها، ولا شك في ذلك، هذه الفتاة ترغب في الزواج، وأن يكون لها بيت وأولاد، وتخشى ألَّا تقدر على بِرِّ والدتها بعد الزواج، وأن تقع في العقوق، فهي تريد حلولًا عملية لهذا الأمر، مع العلم بأن لها إخوة ذكورًا، ولكنها لا تعتمد عليهم؛ لأن ظروفهم غير مستقرة، هذا هو الأمر الأول. والأمر الثاني: الفتاة نفسها مريضة ولا تستطيع القيام بشؤون البيت وحدها، وتستعين بخادمة تأتي من وقت لآخر، وهي تنوي بأن تخبر أي خاطب بظروفها الصحية كاملة، وأنها تحتاج لخادمة تساعدها، وغير ذلك من الأمور، فهل من الممكن أن يقبل ظروفها أحد، ويتوافق معها، أو تُخرِج الأمر من رأسها؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتكِ هو أنكِ تسألين عن مسألتين؛ هما: الأولى: أنكِ ترعين والدتكِ المريضة وتخشين لو تزوجتِ أن تقعي في التقصير في حقوقها أو العقوق. الثانية: أنكِ بحاجة ماسَّة للزواج ولكنكِ أيضًا مريضة ولا تستطيعين القيام بشؤون البيت وحدكِ، فهل تخبرين الخاطب بظروفكِ الصحية أو تنصرفين عن فكرة الزواج؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: تُشكرين كثيرًا على بِرِّكِ بوالدتكِ ورعايتكِ لها؛ فهو عمل صالح عظيم القدر عند الله سبحانه؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]. ثانيًا: خوفكِ من عدم قدرتكِ على الجمع بين حقوق الزوج وحقوق والدتكِ لا داعي له؛ فالله سبحانه قال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]. ثالثًا: مع إخلاص النية قد تجد من يقبل بها زوجة، ولكن لا بد أن تصارحه بحاجة والدتها لها، وبظروفها الصحية، وحاجتها لخادمة تخدمها. رابعًا: فإن وجدتْ من يقبل، فهذا فضل من الله سبحانه، وإن لم تجد، ترضَ بما قسم الله لها، وتؤمن أن فيه الخير؛ لقوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. خامسًا: لا تنسَيِ الاستمرار في بذل الأسباب الشرعية المهمة؛ وأهمها: كثرة الدعاء بشفائها وبتيسير زواجها. وكثرة الاستغفار. وكثرة الاسترجاع. والصدقة. سادسًا: ولتستمرَّ في العلاج الطبي. أسأل الله أن يجمع لها ولوالدتها بين الأجر والعافية، وتيسير الزوج الصالح. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |